ساهمت قرارات العفو التي يصدرها العاهل المغربي الملك محمد السادس في خفض عدد المدانين بعقوبة الإعدام، حيث يبلغ العدد الحالي 115 شخصا، فيما معدل أحكام الإعدام تصل إلى 10 في السنة، وفق إحصائيات جديدة كشفت عنها النيابة العامة.
ولا تزال محاكم المغرب تصدر عقوبة الإعدام رغم تعليق تنفيذها منذ سنة 1993، حين نفذ آخر حكم بالإعدام في حق مسؤول أمني معروف بلقب "الحاج ثابت"، تورط في قضايا اغتصاب واعتداءات جنسية وسوء استعمال السلطة، وتم تنفيذ الحكم ضده، لكن بعدها توقف تطبيق العقوبة.
وآخر حكم بالإعدام صدر الشهر الماضي من محكمة الدار البيضاء، في حق المتهم بقتل البرلماني عبد اللطيف مرداس، بتواطؤ مع زوجة الأخير التي نالت حكما بالمؤبد، غير أنه من المؤكد أن حكم الإعدام في حق هذا المتهم وآخرين لن ينفذ، إذ من المتوقع أن يتحول إلى حكم بالمؤبد بعفو من الملك خلال المناسبات الوطنية والدينية.
وتعيش عائلات المحكومين بالإعدام في المغرب ظروفا نفسية واجتماعية، تجسدها حالة عائلة هشام .ج. المحكوم بالإعدام منذ خمس سنوات في قضية قتل ما زال يصر أنه بريء منها، حيث لخصت والدة المحكوم الوضع بالقول لـ"العربي الجديد"، إن "العائلة هي التي تعيش الإعدام وليس ابنها، بسبب الآلام اليومية التي يتجرعها أفرادها".
وتضيف الأم المكلومة أن "الحياة باتت مأساة بالنسبة لها ولأسرتها الصغيرة، فكل عيد يمر بدون ابنها هو أشبه بمأتم في البيت، كما أن حكم الإعدام غير المنفذ يزيد من معاناتهم، نظرات وتعليقات الجيران تعمق جراح الأسرة".
ويقول الناشط الحقوقي عبد السلام الهيموت، لـ"العربي الجديد"، إن "الإعدام عقوبة انتقامية ورثها الإنسان من القوانين القديمة والأعراف القبلية"، متابعا أن "عقوبة الإعدام هي انتهاك جسيم ومسّ خطير بأحد أقدس الحقوق، وهو الحق في الحياة الذي تحميه العهود والمواثيق الدولية".
ورأى الهيموت أنه "يجب إلغاء عقوبة الإعدام، باعتبار أنه في حالة الإعدام لا توجد إمكانية لتدارك الخطأ القضائي، إذ إن هناك كثيرا من المتهمين أعدموا، وتبين لاحقا أنهم أبرياء".
وذهب الناشط الحقوقي إلى أن مبرر تطبيق الإعدام المتمثل في الحد من الإجرام هو مبرر واهٍ، مشيرا إلى أنه "في كثير من الأنظمة غير الديمقراطية يتم استغلال عقوبة الإعدام لتصفية المعارضين السياسيين".