طلب المنتج الهوليوودي المخضرم، هارفي وينستين، من محكمة استئناف ولاية نيويورك تأجيل محاكمته بتهمة الاغتصاب ونقلها إلى خارج مانهاتن، أمس الأربعاء، قبل إتمام المرحلة النهائية من عملية اختيار هيئة المحلفين في قضيته.
وتتابع وسائل الإعلام، اليوم الخميس، عملية اختيار هيئة المحلفين، في محاكمة هارفي وينستين بـ5 تهم، من بينها الاغتصاب والاعتداء الجنسي على امرأتين. إذ بدأ المحامون عملية استجواب المحلفين المحتملين.
وسيكون اختيار 12 رجلاً وامرأة محايدين، مسؤولين عن تحديد ما إذا كان وينستين مذنباً، مسألة صعبة في مثل هذه القضية البارزة التي ساهمت في إطلاق حركة "مي تو" #MeToo المناهضة للتحرش والاعتداء الجنسي، في أنحاء العالم كافة.
وأفاد موقع "هيئة الإذاعة البريطانية" (بي بي سي) بأن المحكمة استدعت ألفي محلّف محتمل، أي عدداً أكبر بـ 5 أضعاف من المعتاد، لاختيار 12 محلفاً أساسياً و6 محلفين بديلين، ورفضت الثلث مباشرة في اليوم الأول، بعد أن أخبروا القاضي أنهم لا يعتقدون أنّ باستطاعتهم أن يكونوا محايدين.
لماذا سيكون اختيار المحلفين شديد الصعوبة هذه المرة؟
يستغرق اختيار هيئة المحلفين عادة بضع ساعات أو يوماً أو يومين على الأكثر، ولكنه يستغرق وقتاً أطول في القضايا التي تثير ضجة، مثل محاكمة لاعب كرة القدم الشهير أو جيه سيمبسون، حين تطلب اختيار الهيئة 11 أسبوعاً.
وخصص القاضي أسبوعين لاختيار هيئة المحلفين في محاكمة وينستين.
وأوضحت أستاذة القانون وخبيرة هيئة المحلفين في "جامعة كورنيل"، فاليري هانز، أنّ الاختيار سيكون صعباً، لأنّ الدعاوى رُفعت ضد وينستين من قبل شخصيات بارزة، ولأنّ القضية لاقت دعاية واسعة النطاق، وفق ما نقلت "بي بي سي".
وأشار زورهيه أوليفاريس، الذي كان من بين المحلفين المحتملين، في 8 يناير/ كانون الثاني الماضي، قبل استبعاد نفسه، إلى أنّ دعمه لحركة "مي توو" ومعرفته بضحايا الاعتداء الجنسي جعلا من الصعب عليه أن يكون محايداً.
كيف تُختار هيئة المحلفين ومن يفضل محامو وينستين؟
تُقصي المحكمة في البداية العديد من المحلفين المحتملين، إما لأنهم لا يمكن أن يكونوا محايدين، أو بسبب تعارض جداول أعمالهم مع مواعيد جلسات المحكمة، ويطلب من الباقين استكمال استبيان يُسألون فيه عن تعليمهم، ومشاركاتهم في هيئات محلفين سابقة.
كذلك سيُسأل المحلفون المحتملون في قضية وينستين عما إذا كانوا يعرفون أشخاصاً في صناعة الترفيه، وعما إذا كانوا قد وقعوا ضحية الإيذاء البدني أو الجنسي سابقاً، قبل أن يستجوبهم محامو الطرفين الذين يمكنهم استبعاد البعض إذا وافق القاضي على أنهم ليسوا محايدين.
ويُسمح للمحامين في الولايات المتحدة باستبعاد عدد من المحلفين المحتملين من دون إبداء سبب معروف، بما أنه ليس مستنداً على أساس العرق أو الجنس، على الرغم من أنّ هذا يثير جدلاً، إذ يعتبر البعض أنّ المحامين بهذه العملية يستطيعون التلاعب بحيادية هيئة المحلفين بشكل ما.
وسيُسمح للمحامين من كل طرف في قضية وينستين باستبعاد 20 محلفاً أساسياً، وبذلك سيسعى محامو المنتج لتكون هيئة المحلفين أكثر ميلاً لجانبهم.