محاكمة متهمين تاجروا بستارة أثرية للكعبة في النجف

19 نوفمبر 2015
عصابات الآثار تستمر في نهب تاريخ العراق(عواد عواد/فرانس برس)
+ الخط -

أعلنت مصادر قضائية عراقية اليوم الخميس، إحالة شخصين متهمين بالمتاجرة بستارة أثرية للكعبة، صنعت في العهد العثماني عام 1808، وقدّر المختصون في الآثار قيمتها بنحو 4 ملايين دولار أميركي.

وكشفت محكمة النجف (جنوب العاصمة بغداد)، أنَّ جهاز الاستخبارات العراقي ضبط بحوزة المتهمين ستارة أثرية للكعبة، تبين بعد التدقيق والتحري من قبل الأجهزة المختصة أنها تعود للحقبة المذكورة، وكان المتهمان يتاجران بها في النجف.

وقال قاضي محكمة النجف غيث جبار، في بيان توصلت "العربي الجديد" إلى نسخة منه إن "عناصر خاصة من جهاز المخابرات العراقية، ضبطت أحد أستار الكعبة بحوزة متهمين اثنين في النجف".

موضحاً أنَّ "الستارة لها قيمة تاريخية ثمينة، أكدها المختصون من إدارة الآثار، وتعود تحديداً لفترة حكم السلطان العثماني محمود الثاني، ومزخرفة ومطرزة بخيوط من الذهب عيار 8 و9 قراريط".

وتابع جبار: "قدر المتخصصون بالآثار قيمة هذه الستارة بنحو 5 مليارات دينار عراقي (4 ملايين دولار)، وقد أحيل المتهمان على محكمة جنايات النجف، لمحاكمتهما وفق قانون الآثار والتراث المعدل، بعد أن اعترفا تفصيلياً بجرمهما، ونيتهما بيعها".

وكشف المصدر ذاته، أنَّ "العناصر الخاصة لجهاز المخابرات العراقي، تمكنت من إلقاء القبض على المتهمين، عقب تصوير عملية نقل الستارة في أحد أحياء النجف، وضبطتهم يحاولون نقلها إلى أحد المنازل في المدينة".

اقرأ أيضا: عصابات آثار العراق تكثّف نشاطها مستغلّة الفوضى الأمنية

وتعليقاً على الواقعة، أوضح خبير الآثار العراقية مصطفى الحسني أنَّ "التراث العراقي يتعرض للتدمير والتخريب والسرقة منذ 2003". ووصف الخبير في حديثه لـ"العربي الجديد"، عمليات النهب والتخريب بـ"الجنونية"، نظرا إلى قيمة وعدد القطع الأثرية العراقية التي نهبت، وتعود  إلى عصور، العباسيين، والسلاجقة، والعثمانيين، وحضارات أخرى. وأكد مصطفى الحسني "تواطؤ بعض المسؤولين العراقيين المتنفذين في تسهيل عمليات نهب الآثار والقطع التاريخية العراقية".

وفي عمليات ضبط تهريب الآثار العراقية، سبق أن ألقت القوات الأمنية القبض على عدد من عصابات نهب القطع الأثرية في مختلف مدن البلاد، خلال محاولتها تهريب قطع ومخطوطات نادرة إلى خارج العراق.

اقرأ أيضا: اليونسكو تمنح العراق 3 ملايين باوند لتأهيل متاحفه

وأعلن مركز "نارا الأميركي" منتصف العام الجاري، ما وصفه بـ "أكبر فضائح تهريب الآثار في العصر الحديث"، حيث كشف المركز "أن رئيس الوزراء العراقي السابق نائب رئيس الجمهورية الحالي نوري المالكي، باع مخطوطة نادرة من التوراة لإسرائيل بمبلغ 35 مليون دولار أميركي". وذكر المصدر ذاته، أن عملية البيع تمت "عبر رجل أعمال يهودي، وكان المالكي قد سرقها من مخازن جهاز المخابرات العراقي بعد سقوط بغداد عام 2003".