محافظ نينوى لـ"العربي الجديد": نرفض دخول الإيرانيين إلى الموصل

17 مارس 2015
النجيفي: من يحرر الأرض سيرسم المستقبل (صافين حاميد/فرانس برس)
+ الخط -
يحذرّ محافظ نينوى العراقية، أثيل النجيفي، من تداعيات دخول الإيرانيين إلى المحافظة، بذريعة ضرب مسلحي "داعش"، لافتاً إلى أن ذلك سيؤدي إلى تحويل الصراع ضد المسلحين إلى حرب عراقية – إيرانية.
ويؤكد النجيفي، في لقاء مع "العربي الجديد"، على أنه بخلاف موقف إدارة محافظة صلاح الدين، أبلغ الإيرانيين رفضه دخولهم إلى نينوى ويطالب بتولي التحالف الدولي المهمة، كما كشف عن رفضه تلقي أسلحة إيرانية.
ويقول النجيفي، من مقر إقامته في مدينة أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق، التي لجأ إليها منذ العاشر من يونيو/حزيران الماضي تاريخ سقوط مدينة الموصل، مركز محافظة نينوى، "نحن الآن في سباق مع الزمن لتحرير الموصل، لدينا 10 آلاف مقاتل جاهزون تدربوا لفترات وصلت الى سبعة أشهر، على أنواع من القتال ولا سيما حرب المدن، لكنهم يفتقدون إلى السلاح للدخول في المعركة". كما ينتقد النجيفي وزارتي الداخلية والدفاع في الحكومة العراقية، لأنهما لم تقوما بإمداد القوات التي أعدها، وتحمل اسم "الحشد الوطني"، بالأسلحة التي يحتاجها.

اقرأ أيضاً: مراكز بحوث في العراق: أدوات الحرب الإيرانية

وتخوض المليشيات المدعومة من إيران، التي يطلق عليها "الحشد الشعبي"، ومعها فصائل من المقاتلين المحليين من أبناء العشائر في محافظة صلاح الدين شمال بغداد،  حرباً مع مسلحي تنظيم "داعش" لاستعادة مدينة تكريت، وهي مركز محافظة صلاح الدين. وقد أوردت تقارير إعلامية محلية ودولية في سياق تغطيتها للمعارك في تكريت، تفاصيل تتعلق بمشاركة الإيرانيين في القتال، إذ يتولى الموقع الأول في التخطيط والقيادة قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الايراني قاسم سليماني. كذلك لفتت تقارير إلى قيام أفراد المليشيات بعمليات في تكريت، تم تصنيفها على أنها أفعال طائفية ومذهبية استهدفت السكان السنة.
وفي السياق، يعرب النجيفي عن مخاوفه من تكرار سيناريو دخول الإيرانيين إلى تكريت في مدينة الموصل. ويوضح أنه "بعد تحرير تكريت، قد يكون الباب مفتوحاً أمام تكرار السيناريو في الموصل، حيث تتواجد هناك قوات الحشد الشعبي التي تحصل على دعم وتسليح من بعض الدول الإقليمية، وبكميات كبيرة، وستكون قادرة على دخول الموصل"، مضيفاً "هذا قد يحدث ردود فعل سلبية لدى المواطنين، ونحن لا نريد أن يكون هناك أي احتكاك للمواطنين مع تلك الجهات، نريد سلاحاً لندخل الموصل قبلهم".
ويبدو محافظ نينوى شبه واثق من أن مسلحي المليشيات، ومعهم الإيرانيون سيدخلون إلى مدينة الموصل لا محالة، في ظل تردد الحكومة العراقية في تسليح القوات التي قامت إدارته بإعدادها طيلة الأشهر الماضية.
وتوفر الغارات الجوية التي تقودها الولايات المتحدة في مناطق القتال في العراق، وبينها مدينة تكريت، غطاءً جوياً للمليشيات العراقية وللإيرانيين للتحرك على الأرض، بعد شلّ قدرات وتحركات مسلحي "داعش"، ولولا ذلك لما تشجع الإيرانيون على استقدام المزيد من مسلحيهم ونقلهم براً من إيران، وصولاً الى تكريت وبقية المناطق التي تشهد قتالاً.
ولم يكتف الايرانيون بالدفع بقواتهم، بل أخذوا يزجون بموالين لهم من دول أخرى، إذ أكدت مصادر عراقية مطلعة وصول 800 من مسلحي حزب الله اللبناني الى العراق، استعداداً للمشاركة في معركة تحرير الموصل. وهذه التفاصيل باتت توضح بلا مواربة أن الأميركيين وإيران ومن معها من مليشيات والحكومة العراقية، أصبحوا في خندق واحد في معارك العراق، وقد ينسحب الأمر على سورية أيضاً في وقت لاحق.
ويعتبر النجيفي أنه من "المهم أن تكون قوات الحشد الشعبي منضبطة أثناء دخول الموصل، وتساهم مع القيادات الميدانية في ضبط جنودها وأفرادها، لأن تنظيم داعش يركز في الفترة الأخيرة في الرسائل الإعلامية التي يوجهها لسكان الموصل، على مسألة التدخل الإيراني، ويحث الأهالي على التعاون مع داعش ضد إيران".
ويضيف "سبق أن تحدثت مع السفير الايراني لدى العراق حسن دنائي فر عن ذلك، وذكرت له مخاطر دخول قوات من بلاده، وأنه يجب الاعتماد على أهل مدينة الموصل في تحريرها وأيدني في الفكرة، لكن لا أدري ما الذي سيحدث على الأرض فهناك تغيرات". ويشير النجيفي إلى أن إدارة محافظة صلاح الدين هي التي رحبت بالحشد الشعبي، وبدعم إيران للدخول إلى المحافظة لأنها لم تستطع تحرير محافظتها، لكن نحن على العكس لدينا موقف مختلف تماماً، نريد ان يكون التحرير على يد التحالف، وليس عبر التدخل الإيراني. ونعتقد أن التحالف يمكن أن يرسم استقراراً أفضل في المنطقة.
ويؤكد النجيفي أنه تلقى عروضاً للتسليح من إيران، لكنها كانت مشروطة أن تتم بشكل مباشر وليس عبر الحكومة العراقية، قبل أن يضيف: "نحن طالبنا بأن يكون عبر وزارتي الداخلية والدفاع، لأن التسليح المباشر غير مناسب في نينوى. علينا أن نفكر فيما بعد ذلك، النفوذ الإيراني ستكون له عواقب سلبية في نينوى".
ويعطي محافظ نينوى تصوراً عن معركة الدخول إلى مدينة الموصل، بقوله: "داعش متراجع وعملية سقوطه لن تطول لأكثر من أسابيع، سينسحب المسلحون من الموصل بسرعة، لا أتوقع حدوث مشاكل في اليوم الأول، ستبدأ المشاكل بعد ذلك، لأن المليشيات التي ستدخل الى الموصل لن تكون قادرة على السيطرة على المدينة بسهولة، إذا لم يتعاون الاهالي معها وستكون هناك ردود فعل عكسية".
ويقول النجيفي: "لسنا بحاجة إلى سلاح ثقيل. نحتاج إلى سلاح يواجه سلاح داعش، المعركة لن تكون بالدبابات بل نتوقع أن يكون هناك صمود لداعش في بعض الجيوب بالمدينة، ويلجأ للسيارات المفخخة، لذا سنحتاج الى القاذفات المحمولة على الكتف".
ويضيف "نحن لا نخشى من إرادة الحكومة العراقية لأنها تريد تحقيق الاستقرار في العراق، لكن الخشية من الإرادات الأخرى غير المنضوية تحت ارادة الحكومة العراقية، بدأنا نسمع تصريحات مقلقة من القادة الإيرانيين حول العراق وتمددهم وضم العراق لإيران، أخشىى ن البذرة التي خلقت داعش، وهي بذرة التطرف والتهميش ستثمر في مرحلة ما بعد طرد داعش من الموصل، وتخلق لها حواضن جديدة تظهر بأشكال أخرى، قد لا تكون داعش بل أسماء جديدة مختلفة".
ويظهر من حديث محافظ نينوى أنه يحمل نظرة تشاؤمية حول مستقبل المحافظة المهددة من وجهة نظره، بسيطرة إيرانية ومليشيات موالية لها.
ويضيف النجيفي "المستقبل غير واضح. نحتاج إلى قوة على الأرض تساهم في بناء المستقبل، سيرسم مستقبل العراق من خلال معركة الموصل، من يحرر الأرض سيرسم المستقبل، الذي لا نعرف إن كنا سنرسمه نحن، في ظل تنامي قوة مسلحة على الأرض قد تهيمن على الدولة العراقية"، في إشارة إلى قوات المليشيات.

اقرأ أيضاً: داعش يتحصن في الموصل استعداداً لمعركة الحسم
المساهمون