تنطلق في بكين، اليوم الإثنين، المحادثات التجارية بين الفريقين المفاوضين الأميركي والصيني، في محاولة لتهدئة مخاوف الحرب التجارية، فيما استهلت أسعار النفط تعاملات الأسبوع مرتفعةً، مستفيدة من الأجواء التفاؤلية ومن تخفيضات الإنتاج من داخل "منظمة الدول المصدّرة للبترول" (أوبك) وخارجها.
فقد قفزت أسعار النفط بأكثر من 1.5% اليوم الإثنين، مدفوعة بحالة من التفاؤل بأن محادثات تُعقد في بكين يمكن أن تنهي الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، فيما تلقى الخام أيضا دعما من تخفيضات في إمدادات عدد من كبار المنتجين.
وبحلول الساعة 06:35 بتوقيت غرينتش، بلغ سعر برميل العقود الآجلة لخام القياس العالمي برنت 57.93 دولارا، مرتفعا 87 سنتا أو 1.5% مقارنة بالإغلاق السابق. كما بلغت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 48.76 دولارا بزيادة 80 سنتا أو 1.7%.
وشهدت أسواق المال موجة صعود اليوم بفضل توقعات بأن تؤدي مفاوضات تجارية مباشرة بين مندوبين من واشنطن وبكين، تبدأ اليوم، إلى تهدئة التوترات بين أكبر اقتصادين في العالم.
ودخلت الولايات المتحدة والصين في خلاف تجاري متنام منذ مطلع 2018، وزادت كل منهما رسوم الاستيراد على سلع الأخرى. ويؤثر الخلاف سلبا على النمو الاقتصادي.
"غولدمان ساكس" خفض في مذكرة اليوم، توقعاته لمتوسط سعر خام برنت لعام 2019 من 70 دولارا إلى 62.50 دولارا بسبب "أقوى عوامل معاكسة متعلقة بالاقتصاد الكلي منذ 2015".
وكان "جيه.بي مورغان" قال في مذكرة الأسبوع الماضي، إن "وتيرة النمو العالمي البالغة ثلاثة في المائة التي نتوقعها للربعين القادمين تشكل تحديا بصفة متزايدة على ما يبدو".
المحادثات التجارية
وتعقد الصين والولايات المتحدة مباحثات تجارية على مستوى نواب الوزراء في بكين اليوم وغداً، مع سعي الجانبين لإنهاء نزاع يُلحق ضررا متزايدا بالاقتصاد في البلدين ويعكر صفو الأسواق المالية العالمية.
وانخرط البلدان في حرب تجارية معظم العام الماضي، وهو ما عطل تدفق سلع بمئات مليارات الدولارات وأذكى مخاوف من تباطؤ اقتصادي عالمي.
وزارة الخارجية الصينية قالت اليوم الإثنين، إن بكين وواشنطن ترغبان في العمل معا بشأن التجارة، مع استئناف أكبر اقتصادين في العالم محادثات في مسعى لإنهاء نزاع تجاري.
وقال لو كانغ المتحدث باسم الخارجية، للصحافيين، إن الجانبين اتفقا على عقد محادثات وحوار "إيجابي وبناء" لحل النزاعين الاقتصادي والتجاري بما يتماشى مع التفاهمات التي توصل إليها رئيسا البلدين.
أضاف: "منذ البداية نعتقد أن النزاع التجاري الأمريكي الصيني ليس وضعا إيجابيا لاقتصاد كل من البلدين أو العالم. الصين لديها نية حسنة، على أساس الاحترام المتبادل والمساواة، لحل النزاعات التجارية الثنائية".
وعما إذا كان الاقتصاد الصيني جيدا أم لا، قال لو: "شرحت هذا بالفعل. التنمية الصينية تتمتع بصلابة كبيرة وإمكانيات ضخمة... لدينا ثقة قوية في العوامل الأساسية الطويلة الأمد للاقتصاد الصيني".
وزارة التجارة الصينية قالت في بيان على موقعها على الإنترنت، إن فريق عمل بقيادة نائب الممثل التجاري الأميركي، جيفري جيريش، وصل إلى الصين لإجراء "مباحثات إيجابية وبناءة" مع نظرائهم الصينيين.
الممثل التجاري الأميركي قال نهاية الأسبوع المنصرم، إن الوفد سيضم أيضا وكلاء وزراء الزراعة والتجارة والطاقة والخزانة الأميركيين وأيضا مسؤولين كبارا من تلك الوزارات ومن البيت الأبيض.
ولم يقدم أي من البيانين مزيدا من التفاصيل بشأن المحادثات، لكن في مقابلة مع شبكة "فوكس نيوز بزنس"، قال المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض، لاري كودلو، إن المناقشات ستتناول "القصة بكاملها"، بما في ذلك السلع الأولية والزراعة والسلع الرأسمالية الصناعية.
احتياطي النقد الأجنبي الصين يتصاعد
في غضون ذلك، أعلنت الصين ارتفاع احتياطي النقد الأجنبي أكثر قليلاً من المتوقع في ديسمبر/كانون الأول، بعدما اتفقت بكين وواشنطن على استئناف محادثات التجارة، وهو ما عزز اليوان أمام الدولار.
وأظهرت بيانات البنك المركزي اليوم الإثنين، أن احتياطيات الصين زادت بمقدار 11 مليار دولار في ديسمبر/كانون الأول إلى 3.073 تريليونات دولار. يأتي ذلك بالمقارنة مع ارتفاع قدره 9 مليارات دولار في نوفمبر/تشرين الثاني.
وعلى مدى عام 2018 بأكمله، انخفضت الاحتياطيات 67.24 مليار دولار مع تعرض اليوان لضغوط بيعية جراء ضعف النمو الاقتصادي الصيني وتصاعد الحرب التجارية.
وارتفعت قيمة احتياطيات الصين من الذهب إلى 76.331 مليار دولار، من 72.122 مليار دولار في نهاية نوفمبر/تشرين الثاني.
وأظهرت بيانات المركزي أن حجم احتياطيات الذهب الصينية ارتفع إلى 59.560 مليون أوقية (أونصة) في نهاية ديسمبر/كانون الأول، في أول زيادة من نوعها منذ أكتوبر/تشرين الأول 2016.
واستقر حجم احتياطي الذهب الصيني عند 59.240 مليون أوقية من أكتوبر/تشرين الأول 2016 إلى نوفمبر/تشرين الثاني 2018، بحسب بيانات بنك الشعب الصيني (المركزي).
(رويترز، العربي الجديد)