مجموعة صيف "المرخية".. حروف ووجوه وظلال

12 يونيو 2018
رافع الناصري/ العراق
+ الخط -

بمشاركة فنانين من عشرة بلدان عربية، ينطلق معرض "مجموعة الصيف" في غاليري "المرخية" في الدوحة، مساء اليوم.

الأعمال المشاركة تعود للفنانين يوسف أحمد من قطر، ورافع الناصري من العراق، وفتوح شموه من الكويت، وسبهان آدم ووسيم مرزوقي من سورية، وحسين ماضي من لبنان، وعبد الرحمن قطناني من فلسطين، وهيلدا الحياري من الأردن، وعمر كفراوي من مصر، وراشد دياب من السودان، وإل سيد من تونس.

يظهر من الأسماء حجم التنوع في المدارس والأجيال ونوع الرسم وطبيعة المواضيع، فبين الحروفيات والأعمال التي تحتفي بالجسد وتلك التي تحمل الروح النسوية، أوتلك التي تلتفت إلى التراث الشعبي لهذا البلد أو ذاك أو حتى الأعمال المتأثرة بالمدارس الغربية الحديثة بوضوح، سنجد تلك المروحة التي تتسع لتغطي مساحة واسعة من اتجاهات الفن العربي الحديث والمعاصر.

لوحة الراحل رافع الناصري الغرافيكية تجمع بين الحرف والرسم، يظهر فيها ما يشبه مزقاً من قارب بألوان الناصري المعهودة التي تميل إلى البنيات والأسود.

بينما يواصل عبد الرحمن قطناني التجول في عالم العيش في المخيم، العمل المشارك كولاج من المخلفات الخشبية والمعدنية، تظهر فيه فتاة تتأرجح على عجل. البشر الذين يصنعهم قطناني مصنوعين من الزنك والنفايات المعدنية يلعبون ويعيشون في بيئة مختلقة تشبه بيئتهم الأصلية، فهو كما يقول "يحضر المخيم إلى الجمهور ما دام ليس مضطراً إلى الذهاب إليه".

أما عمرو كفراوي فيشارك بعمل عن الجموع، والحشد الفوضوي الذي لا نستطيع تبين هويته والذي تتباين اتجاهاته، العمل يعتمد على الخلفية الترابية لشخصيات سوداء بالكامل كما لو كانت مجرد ظلال.فتوح شموة

فتوح شموه تحضر من خلال عمل بورتريه تظهر فيه امرأة تحمل التناقض الصارخ في وجهها؛ ففي حين تتسع العيون الكبيرة والمثقلة بالمشاعر والحزن، فإن الوجه بلا فم. إنها لوحة عن امرأة تخفي خلف ظهرها عصفور، خيارات الألوان مؤثرة بشكل كبير، حيث ترتدي المرأة الأسود وتنظر إلى العثفور الذي تخفيه خلفها بينما ثمة منزل معلق في خلفية العمل.

المفارقة أن تحضر هيلدا حياري أيضاً ببورتريه تلتقي فيه مع شموه في فكرة العيون الكبيرة، وكذلك الوجه الذي يعاني من تشوه ما، فإن كان الفم غير موجود في عمل شموة فإن العينان في عمل حياري مختلفتان في اللون والشكل كأنهما لإنسانين.

أما عمل وسيم مزوقي فيبدو كما لو كان تخطيطاً هندسياً، أو صورة لمعركة ما، مع ملاحظات مكتوبة حول الدائرة في المنتصف، بينما يتجمهر حول الدائرة طائرات حربية وسفن.

مشاركة يوسف أحمد تأتي من خلال تجمع الخط بالتجريد، فيما ييدو أنه يشبه كتاباً، ثمة تقشف لوني، تقتصر على الأسود والرمادي والأبيض، بينما يكسر هذا التماهي اللوني قطعتان من الأصفر.

ويحضر الخطاط العالمي إل سيد، فنان الجداريات، بلوحة كلاسيكية، حروفية تبدو كأنها أمواج متلاطمة يمتد خلفها أفق أبيض، بينما الحروف بالألوان الأسود والبنفسجي والوردي والأزرق.

حسين ماضي بروح ساخرة، يجسد المرأة والرجل من زمن آخر، الرجل بالطربوش والمرأة بالقبعة، الشبه بينهما كبير، دلالة على أن الثقافة المجتمعية التي أنتجت هذا المظهر وهذه الطبقة بالذات تنتج الشخصيات نفسها تلك التي تتوطأ مع الحالة العامة حتى تغدو متماثلة إلى حد كبير.

مقطع من السودان، هكذا يبدو عمل راشد دياب، حيث يعمد الفنان إلى وضع لوحة داخل اللوحة، حيث ثمة مستطيل ترابي اللون وامرأة فيه كما لو كان بورتريه داخل هذه الصحراء التي يرسمها، أو كما لو كان المستطيل والمرأة سراباً يسير خلفه السائرون كالظلال أو الأشباح في اللوحة.

أما سبهان آدم فيحضر من خلال كائنه المنعزل والغرائبي، يرتدي العباءة المزركشة بألوان مختلفة، ويتلفع بها في الظلام الذي يحيط به ويتماهى مع وجهه.

دلالات
المساهمون