تبرأ مجلس حكماء ليبيا، اليوم السبت، ممن التقوا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، قبل يومين، "مدعين أنهم مشايخ بالقبائل الليبية"، داعياً الله أن يرد عليهم عقولهم.
وقال المجلس، في بيان نشرته وسائل إعلام محلية، منها قناة "ليبيا الأحرار" (خاصة)، إنه "تناقلت وسائل الإعلام مؤخراً اعتزام السيسي تدريب وتسليح أبناء القبائل الليبية ضد بعضهم البعض".
وأضاف: "تلقى هذا الاعتزام الواهم ترحيباً ممن يدعون أنهم يمثلون القبائل الليبية، والذين يمتطون الطائرات، ويلتقون بالرئيس المصري، ويهتفون بوعده، ويعلنون في أحضانه أنهم لا يخشون أحداً ما دام السيسي قائدهم".
وخاطب المجلس السيسي بالقول "عليك تسليح أبناء مصر الشجعان لحماية السيادة المصرية في سيناء (شمال شرق) وحماية حق مصر في مياه النيل" في ظل أزمة "سد النهضة" مع إثيوبيا.
وتابع "أما الذين يدعون أنهم يمثلون القبائل الليبية، فكان عليهم أن يقبلوا هنا داخل الوطن على أبناء وطنهم في أركانه كلها، ولا يطلقون الصيحات الجوفاء في حضن السيسي، من أنهم لا يخافون أحداً ما دام قائدهم، وأنهم قادمون مع جيش مصر من (مدينة) سيدي براني، وبأنهم يفوضون السيسي وجيشه لاقتحام ليبيا".
واستطرد المجلس في بيانه، "إننا نستحي أن نذكر أسماءهم، لكننا نشجب هتافاتهم وانبطاحاتهم وسذاجة عقولهم لنقول لهم: كفى ليبيا معاناة من حروب وهموم وانقسامات وانهيارات، رد الله عليكم عقولكم".
وأكد أن "قبائل ليبيا، وحتى القبائل التي يدعي هؤلاء أنهم يمثلونها، بريئة مما يدبرون".
والخميس، دعا السيسي، خلال لقاء عقده بالعاصمة المصرية مع ما قالت القاهرة إنهم شيوخ وأعيان قبائل ليبية، أبناء تلك القبائل إلى الانخراط فيما وصفه بـ"جيش وطني موحد وحصر السلاح في يد دولة المؤسسات دون غيرها".
وصدرت خلال اليومين الأخيرين بيانات من جهات ليبية عدة، تندد وتتبرأ من الشخصيات التي حضرت لقاء السيسي، الخميس، منها "المجلس الأعلى لأعيان وحكماء مدينة الزنتان" (170 كلم جنوب غرب طرابلس) و"المجلس الاجتماعي لقبائل ورفلة"، و"المجلس الاجتماعي لقبيلة المغاربة".
فيما وصف متحدث وزارة الخارجية الليبية محمد القبلاوي، تصريحات السيسي خلال اللقاء، بأنها "تدخل سافر" في الشأن الداخلي للبلاد و"لا تعني شيئا" لبلاده.
وتنتقد أطراف ليبية، استخدام السيسي ورقة القبائل في الصراع الليبي لدعم حليفه اللواء المتقاعد خليفة حفتر، ضد حكومة "الوفاق" المعترف بها دولياً.
(الأناضول, العربي الجديد)