توافق أميركي صيني على قرار بمعاقبة كوريا الشمالية في مجلس الأمن

03 يونيو 2017
توافق صيني أميركي سبق الجلسة (الأناضول)
+ الخط -

وسّع مجلس الأمن الدولي، ليلة الجمعة ــ السبت، عقوباته على كوريا الشمالية، بعد تجارب صاروخية متكررة، وأقر أول قرار من نوعه توافق عليه واشنطن وبكين، حليفة بيونغ يانغ الرئيسية، منذ تولي الرئيس دونالد ترامب السلطة.

وضغطت واشنطن على بكين بشدة لكي تكبح نشاط جارتها المنعزلة، وحذرت من أن كل الخيارات مطروحة إذا واصلت بيونغ يانغ تطوير برامجها النووية والصاروخية، وبذلت كذلك جهودًا مضنية من أجل إبطاء برامج كوريا الشمالية النووية والصاروخية. وبات الأمر أولوية أمنية، لا سيما بعدما تعهّدت بيونغ يانغ بتطوير صاروخ مزود برأس نووي يقدر على ضرب البر الرئيسي الأميركي.

وقالت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة، نيكي هايلي، لمجلس الأمن، بعد التصويت: "ستواصل الولايات المتحدة البحث عن حل سلمي ودبلوماسي لهذا الوضع". لكنها استدركت بالقول: "إلى جانب العواقب الدبلوماسية والماليةـ لا تزال الولايات المتحدة مستعدة لمواجهة أي عدوان كوري شمالي بوسائل أخرى إذا لزم الأمر".

وإضافة أسماء لقائمة الأمم المتحدة السوداء، التي تشمل حظر سفر وتجميد أصول، تمثل الحد الأدنى لإجراءات العقوبات التي كان يمكن لمجلس الأمن أن يتخذها. وجاء ذلك بعد خمسة أسابيع من المفاوضات بين واشنطن وبكين.

وقالت هايلي: "بعث مجلس الأمن برسالة واضحة اليوم إلى كوريا الشمالية... عليك وقف إطلاق الصواريخ الباليستية أو مواجهة العواقب".


وفرض القرار، الذي أقره أعضاء المجلس الخمسة عشر بالإجماع، عقوبات على أربعة كيانات ومنها بنك "كوريو"، وقوة الصواريخ الاستراتيجية بجيش كوريا الشمالية، و14 فردًا؛ منهم رئيس عمليات التجسس الخارجية في بيونغ يانغ.

وتشير قاعدة بيانات حكومة كوريا الجنوبية إلى أن بنك "كوريو" يتخصص في تعاملات مالية خارجية لصالح (أوفيس 38)، وهو كيان غامض يدير المعاملات المالية غير المشروعة للقيادة الكورية الشمالية.

وكان يمكن للإجراءات التي جرى إقرارها أن تحظى بموافقة لجنة عقوبات كوريا الشمالية بالمجلس في اجتماع مغلق؛ لكن واشنطن أقنعت الصين بدعم العقوبات في تصويت علني للمبالغة في توضيح استياء المجلس من تحدي بيونغ يانغ للحظر الدولي على تجاربها للصواريخ الباليستية.

ومن جانبه، قال السفير الصيني لدى الأمم المتحدة، ليو جيه يي، للمجلس: "هناك نافذة فرصة حاسمة لعودة القضية النووية في شبه الجزيرة الكورية إلى المسار الصحيح، للسعي نحو التسوية عبر الحوار والمفاوضات... يجب على جميع الأطراف المعنية التحلي بضبط النفس، والقيام بالمزيد للمساعدة في تخفيف التوتر وبناء الثقة المتبادلة".

واقترح مجدّدًا تجميد برامج كوريا الشمالية النووية والصاروخية، بالتزامن مع تجميد المناورات العسكرية المشتركة التي تجريها كوريا الجنوبية والولايات المتحدة.

وفي المقابل، قالت روسيا إن الاقتراح يستحق "دراسة جادة".

وقالت هيلي "نريد حلًّا تفاوضيًّا، لكن على كوريا الشمالية أن تفي بالتزاماتها الأساسية بأن توقف أولًا جميع عمليات إطلاق الصواريخ الباليستية وتجارب الأسلحة النووية، وأن تتخذ خطوات ملموسة تجاه التخلص من برنامجها للأسلحة النووية".

وعبّر رئيس الوزراء الياباني، شينزو آبي، عن تأييده لقرار الأمم المتحدة، ودعا كوريا الشمالية للتخلي عن التجارب النووية والصاروخية.

وقال وزير الدفاع الأميركي، جيمس ماتيس، اليوم السبت في سنغافورة، إن جهود الصين لكبح جماح كوريا الشمالية شجعت الولايات المتحدة. وأضاف ماتيس أن التهديد الذي تشكله كوريا الشمالية "واضح وقائم"، وأنها زادت من وتيرة السعي إلى امتلاك أسلحة نووية.

وفي السياق، عبّرت وزيرة الدفاع اليابانية، تومومي إينادا، اليوم، عن تأييدها لاستخدام الولايات المتحدة أي خيار في التعامل مع كوريا الشمالية؛ بما في ذلك الضربات العسكرية. وقالت إن طوكيو تريد بناء تحالف أعمق مع الولايات المتحدة يمكنه أن يلعب دورًا أمنيًّا إقليميًّا.

(رويترز)