دعا مجلس الأمن الدولي، الخميس، أطراف الصراع باليمن إلى ضرورة المحافظة على إبقاء ميناءي الحديدة والصليف الواقعين تحت سيطرة مسلحي جماعة "أنصار الله" (الحوثيين)، بمحافظة الحديدة، غرب البلاد، مفتوحين أمام الملاحة.
جاء ذلك في تصريحات مقتضبة أدلى بها رئيس مجلس الأمن الدولي السفير الروسي، فاسيلي نيبيزيا، عقب انتهاء جلسة مشاورات مغلقة بشأن تطورات الهجوم العسكري الذي تشنه قوات التحالف على مدينة الحديدة.
وقال السفير الروسي الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية لأعمال مجلس الأمن لشهر يونيو/ حزيران الجاري، إن "المجلس يواصل متابعة تطورات الوضع في اليمن عن كثب، كما أن أعضاء المجلس متحدون في إعرابهم عن القلق بشأن الأوضاع الإنسانية هناك".
وتابع: "يطالب أعضاء المجلس بضرورة المحافظة على إبقاء ميناءي الحديدة وصليف مفتوحين ويدعون أطراف الصراع إلى الامتثال الكامل للقانون الإنساني الدولي".
وأضاف: "كما أكد أعضاء المجلس خلال جلسة المشاورات تطلعهم للاستماع إلى إحاطة يقدمها مارتن غريفيث (مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى اليمن) يوم 18 يونيو/ حزيران الجاري وهم يؤكدون دعمهم الكامل الجهود التي يبذلها".
ميدانيا، شهد محيط مطار الحديدة، غرب اليمن، الخميس، معارك عنيفة بين قوات الحكومة الشرعية ومقاتلي جماعة "أنصار الله" (الحوثيين)، قتل فيها 39 من الطرفين، في اليوم الثاني من العملية العسكرية التي أعلن التحالف العربي إطلاقها.
ودارت المواجهات المباشرة بالأسلحة الرشاشة والقذائف على بعد نحو كيلومترين من جنوب المطار، قبيل جلسة مرتقبة لمجلس الأمن لبحث تداعيات الهجوم الذي أثار مخاوف من احتمال عرقلة تسليم المساعدات لملايين السكان عبر ميناء الحديدة.
وقالت مصادر عسكرية في القوات الموالية للحكومة، إن المواجهات اندلعت بعد محاولة هذه القوات التقدم باتجاه المطار.
وفجر أمس، بدأت القوات اليمنية بإسناد من التحالف العربي، عملية عسكرية لتحرير مدينة الحديدة ومينائها من "الحوثيين"، فيما يرى محللون أنها ستكون أقوى معركة في الحرب ضد الحوثيين الدائرة منذ ثلاث سنوات.
ويعتبر ميناء مدينة الحديدة التي يسكنها نحو 600 ألف شخص، المدخل الرئيسي للمساعدات، لكن التحالف يرى فيه منطلقاً لعمليات عسكرية يشنّها الحوثيون على سفن في البحر الأحمر ولتهريب الصواريخ التي تطلق على السعودية.
وتخشى الأمم المتحدة ومنظمات دولية من أن تؤدي الحرب في مدينة الحديدة إلى وقف تدفق المساعدات.
ودعت وزارة الخارجية الروسية، الخميس، إلى "تعليق المعارك في أسرع وقت" في اليمن، معتبرة أنه "إذا أدت المعارك الواقعة في هذه المنطقة إلى وقف المساعدات الغذائية فسيواجه المدنيون اليمنيون الذين يعانون أصلا من الحرمان خطر الموت".