مجزرة ضد نازحي بيت حانون... وارتفاع عدد الشهداء لـ798

24 يوليو 2014
الأونروا تسلّم الاحتلال إحداثيات المدارس التي تُؤوي نازحين(مصطفى حسونة/الأناضول)
+ الخط -

ارتكبت قوات الاحتلال، اليوم الخميس، مجزرة جديدة، ضد مدنيين عزل في قطاع غزة، عندما استهدفت مدفعيتها بست قذائف مدرسةً لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" نزح إليها الأهالي في بلدة بيت حانون شمالي القطاع.

ورغم أن المدرسة ترفع على سطحها أعلام الأونروا والأمم المتحدة، وتقوم المنظمة الدولية بمتابعتها بشكل كامل ودقيق، إلا أنها استهدفت من دون سابق إنذار، مما أدى إلى استشهاد 17 فلسطينياً وجرح ما يزيد على مئتين بينهم 26 على الأقل جراحهم خطرة للغاية.

وقال شهود عيان لـ"العربي الجديد" إن المواطنين كانوا يتجمعون في ساحة المدرسة، قبل أن تتساقط عليهم ست قذائف أطلقتها المدفعية الإسرائيلية بشكل مباشر، مؤكداً أن كل من في المدرسة مدنيون، وأن أحداً لم يكن يتوقع أن تصبح المدرسة هدفاً للجيش الإسرائيلي، ولا سيما أن الأونروا تسلّم الاحتلال إحداثيات المدارس التي تفتحها لإيواء النازحين.

واعتبرت حركة "حماس"، أن صمت المجتمع الدولي على مجزرة مدرسة بيت حانون التابعة للأمم المتحدة "يجعله شريكاً في المسؤولية عن الجريمة"، فيما قالت حركة الجهاد الإسلامي، إن جريمة بيت حانون ضد المدنيين العزل تستوجب رداً قوياً لن يطول.

ووصلت حصيلة شهداء العدوان على القطاع، إلى 798 شهيداً، إلى جانب إصابة 4750 آخرين. وتشير أرقام رسمية إلى أن غالبية الشهداء من الأطفال والنساء والمسنين.

وقال المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة، أشرف القدرة، إن استهداف الاحتلال لمركز إيواء المدنيين المتضررين في إحدى المدارس التابعة للأونروا تطور خطرٌ وتحد سافر للأمم المتحدة التي يتوجب عليها حماية المدنيين الذين لجؤوا إليها وتعرضوا للقتل والإصابات البالغة.

واستشهد اليوم الخميس، عدد من الفلسطينيين متأثرين بجراح أصيبوا بها في وقت سابق. وتمكنت كذلك طواقم الدفاع المدني والإسعاف، من انتشال جثامين عدد من الشهداء تحت أنقاض حيّ الشجاعية شرقي مدينة غزة، ومنطقة خزاعة شرقي خانيونس، واللتين جرت فيهما مجازر عدة في الأيام الماضية.

في السياق، كذّب المتحدث باسم "حماس"، سامي أبو زهري، الادعاءات الإسرائيلية بتوفير تهدئة إنسانية اليوم الخميس شرقي محافظة خانيونس، إذ إن الاحتلال قام بإبلاغ الصليب الأحمر بالموافقة على تهدئة إنسانية إلا أنه لم يلتزم وقام بإطلاق النار على المواطنين الذين أرادوا مغادرة منازلهم المحاصرة.

كذلك، قامت قوات الاحتلال باعتقال عدد من المواطنين والجرحى من داخل سيارات الإسعاف، وفق أبو زهري، الذي قال إنه "وبكل أسف لا يقوم الصليب الأحمر الدولي بأي دور لفضح جرائم الاحتلال ونقضه لاتفاقات التهدئة الإنسانية وتعريض حياة المدنيين للخطر نتيجة عدم احترام التهدئة الإنسانية".

ولفت أبو زهري إلى أن هناك مجزرة بشعة لا تزال مستمرة الآن في بلدة خزاعة مع وجود عدد كبير من الشهداء والجرحى المتناثرين في الشوارع، والذين يمنع الاحتلال السماح بنقلهم حتى الآن، بينما يكتفي بنشر الأكاذيب بأنه وافق على تهدئة إنسانية في المكان.

في غضون ذلك، طالب مركز الميزان لحقوق الإنسان، مجلس حقوق الإنسان بالعمل الفوري على تشكيل لجنة التحقيق الدولية للتحقيق في جرائم الحرب التي ترتكبها قوات الاحتلال في قطاع غزة، بما فيها هذه الجريمة الجديدة في بيت حانون، من دون أي إبطاء.

ووفق المركز، فإن تهاون الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، في انتقاد قوات الاحتلال على استهدافها المباشر والمنظم لمنشآت وكالة الغوث، بما فيها الملاجئ خلال عدوان الرصاص المصبوب، شجعها على تكرار استهداف منشآت وكالة الغوث، وهو الأمر الذي كررته أثناء هذا العدوان.

وجدد المركز الحقوقي، مطالبته المجتمع الدولي بالتحرك العاجل لوقف العدوان وحماية المدنيين كجزء أصيل من واجبه القانوني بموجب القانون الدولي. كما كرر دعوته لشعوب العالم ومؤيدي العدالة والسلام لتكثيف حراكهم الشعبي السلمي لرفض قتل المدنيين وانتهاكات القانون الدولي في فلسطين والضغط على حكوماتهم للتحرك العاجل لوقف العدوان.

دلالات