مجاهد خلّاف.. الرسم بالكيماوي

03 مايو 2014
تصوير: علاء غوشة
+ الخط -

اختار الفنان الفلسطيني الشاب مجاهد خلّاف (1986) أن تكون بداية مشاريعه الفنية التجريبية من "الفولكلور". وهي الكلمة التي يحاول إعادة تشكيلها لكثرة ما تتردد في المناسبات والمشاريع الثقافيّة، وكأنّها رمزٌ مُقدّس. دون أن ينتبه الحاضرون إلى حجم "التلوث" الذي أصابها في حالة الثقافة الفلسطينيّة.
بسخرية كبيرة، يبدأ الفنان مشروعه "في الكلور"، معتمداً على استخدام تلك المادة الكيميائية لتنقية وتنظيف هذا المفهوم من الشوائب، ولمواجهة الجمهور بمزيد من الأسئلة التي من شأنها أن تساعد على إعادة التفكير بمفهوم "الفولكلور"، وعلاقته بالفرد، كما يقول خلّاف في حديثه لـ"العربي الجديد".

يطرح مشروع الفنان قضايا اجتماعية وسياسية، تؤكد على أهمية دور الشباب في التدخل ومواجهة هذه الظواهر التي من شأنها أن تؤثر على مستقبله ودوره في المجتمع.

ويحرص خلّاف على الوصول إلى أكبر عدد ممكن من الجمهور، من خلال استخدام مادة الكلور في رسم لوحات فنية وتعليقات (أقرب إلى الغرافيتي) على القمصان التي يرتديها الشباب بمختلف أعمارهم؛ مطوعاً بذلك المادة التي استخدمت ـ وتستخدم ـ كعنصر أساسي في تركيب الأسلحة الكيميائية (وارتباطها بفكرة إتلاف الملابس التي تقع عليها)، لتتحول إلى عنصر جمالي من شأنه أن يحفِّز على التغيير ورفض الأمر الواقع.

علاوة على أنّ فكرة المشروع نفسه جاءت بعد أن رفض خلّاف الاستسلام لـ"الكلور" الذي أتلف قميصه قبل ثلاث سنوات.





يُقدِّم مشروع مجاهد خلّاف، "في الكلور"، منتجاً فلسطينيّ الصنع، لعل أبرز ما يميّزه (إلى جانب فكرة المادة المستخدمة في الرسم والطباعة)، هو التجديد المستمر في اللوحات. إذ أنّ القمصان لا تتطابق، وإن تشابهت. ما يضفي مزيداً من الحياة على القميص الذي يصل مناطق في فلسطين (وخارجها) قد لا يتمكن صاحبه نفسه من الوصول إليها؛ جاعلاً، بالقليل من "الكلور"، اقتناء الأعمال الفنية أكثر سهولة، وفي متناول الجميع.

وقد شهدت الأعوام الأخيرة انتشار ظاهرة الطباعة على القمصان كوسيلة جديدة للتعبير، تبرز في مسيرات التضامن، والمناسبات الوطنية كذكرى النكبة و"يوم الأرض"، وغيرها؛ إلى جانب تلك التي يقتنيها السيّاح كتذكارات من البلاد التي يزورونها. 

المساهمون