21 فبراير 2018
متى ينتهي الإرهاب؟
علقوا رأساً مقطوعة على بوابة مصنع في مدينة فرنسية، قاموا بمجزرة على شاطئ سوسة في تونس، ذهب ضحيتها 36 سائحاً غربياً، فجر انتحاري نفسه وسط مسجد شيعي في الكويت، وقتل 26 بريئاً. هكذا احتفل تنظيم داعش بالذكرى الأولى لقيام دولة الخلافة على مساحات من العراق وسورية. ثلاث هجمات في ثلاث قارات في توقيت متقارب، والرسالة لا تحتاج من يفك شفرتها: نحن موجودون في كل مكان، ويمكن أن نضرب في أي ساعة، ويمكن أن نستهدف الأماكن الحساسة. هل لهذا الرعب من نهاية، أو على الأقل بداية نهاية؟
رسمت دراسات غربية هم الاٍرهاب خطاطات لنهايته لدى الحركات والتنظيمات التي تعتمده سلاحاً، تالياً ستة منها، وهل تنطبق على هذا داعش أم لا:
أولاً: هناك النهاية الطبيعية لأي تنظيم إرهابي، أي موت القادة الملهمين للحركات الإرهابية، وعدم قدرة التنظيم، خصوصاً إذا كان هرمياً، على نقل (المشعل) إلى جيلين، ثان وثالث. هنا، يضمحل مشروع الإرهاب ويموت مع الوقت. وهذا ليس حال داعش، وقبله تنظيم القاعدة، حيث اعتمد التنظيمان معاً شكلا عنقوديا، وكل مجموعة تشتغل بمعزل عن الأخرى، وبالتالي، لا يؤثر موت القادة واغتيالهم على حيوية التنظيم، بل يزيد من قدرته على التعبئة والحشد.
ثانياً: تنتهي التنظيمات الإرهابية بتقادم الأهداف التي من أجلها قامت، وهذا التقادم ينتج من طول زمن الإرهاب، أو تغير الأوضاع المحلية أو الإقليمية أو الدولية. عندما تختفي الغايات التي من أجلها ولد الاٍرهاب يتراجع ثم يموت. هذا أيضاً غير متوفر في داعش التي تبدو أهدافها المعلنة مازالت قائمة، بل تتمدد إلى دول أو مناطق جديدة.
ثالثاً: يتوقف الإرهاب في حالة تحقيق الأهداف السياسية التي تحرك الجماعات والحركات الإرهابية، أي وصول رسالتها إلى منتهاها، كليا أو جزئياً. هنا أيضاً لا يبدو أن داعش قريبة من تحقيق أهدافها، كما أن تصورها للدولة أداة لقتال الآخر وتدمير الأعداء، كل الأعداء، لا يجعلها تركن إلى السلم أو الأمان، فهي في حالة حرب مستمرة، ومن ثم، فإن قائمة أهدافها السياسية مفتوحة. هذا علاوة على أن دول المنطقة والقوى الكبرى لن تترك دولة دينية متعصبة تستمر على هذا المنوال، ما يعني أن إرهاب داعش ليس قريبا من النهاية بتحقيق أهدافه.
رابعاً: ينتهي إرهاب جماعة، أو تنظيم، أو حركة، بيأس القائمين عليه من تحقيق أهدافه، أي أن بلوغ الهدف ينهي الإرهاب واليأس من بلوغه ينهي الإرهاب كذلك، عدم وصول رسائل الإرهابيين إلى هدفها بدفعهم إلى مراجعة نفسهم أو العدول عن الاٍرهاب لوسائل أخرى، غالبا ما تكون سياسية. هذا أيضاً لا ينطبق على داعش، الآن على الأقل، حيث يبدو أن التنظيم مازال حيوياً وقادراً على فتح فروع أخرى لنشاطه.
خامساً: ينتهي مشروع الإرهاب أو يفقد تأثيره، عندما يخسر السند الشعبي الذي يؤازره من الخلف، ويوفر له حاضنة ومأوى للتمويل والتشجيع والدعاية والاستقطاب وتعويض الخسائر، تماماً مثل منتوج يطرح في السوق، ويكتشف أصحابه أنهم خسروا زبانئهم المعتادين. عندها، إما يسحبون المنتوج من السوق أو يغيرونه، وحتى في هذه الحالة لا يبدو أن تنظيم داعش يعيش كساداً لبضاعته، في عالم عربي حائر ومشوش الرؤية، ولا يعرف للطريق خارطة، فسنة العراق، وبعد أن عانوا من السياسة الطائفية لرئيس الوزراء السابق، نوري المالكي، لجأ بعضهم إلى خدمات داعش، باعتباره سلاح الردع السنّي الفعال لمواجهة عنف المليشيات الشيعية المدعومة من إيران.
سادساً: يضع المشروع الإرهابي نقطة النهاية لمساره، عندما يقوم قادته بمراجعات لوسائلهم العنيفة، ونهجهم الدموي، وذلك بعد أن يتأكدوا أنهم سيربحون بالسياسة أكثر مما سيربحون بالسلاح، وأنهم يخسرون بالإرهاب أهدافهم ومراميهم، وأن هناك طرقاً أخرى لبلوغ الأهداف نفسها، أو قريبا منها بدون إرهاب. هنا، لا نتوفر على مؤشرات تقول إن داعش، كتنظيم مغلق ومتعصب، قريب من مراجعة فكرية، يعيد بمقتضاها النظر في الإرهاب وسيلة للدفاع عن وجوده.
أولاً: هناك النهاية الطبيعية لأي تنظيم إرهابي، أي موت القادة الملهمين للحركات الإرهابية، وعدم قدرة التنظيم، خصوصاً إذا كان هرمياً، على نقل (المشعل) إلى جيلين، ثان وثالث. هنا، يضمحل مشروع الإرهاب ويموت مع الوقت. وهذا ليس حال داعش، وقبله تنظيم القاعدة، حيث اعتمد التنظيمان معاً شكلا عنقوديا، وكل مجموعة تشتغل بمعزل عن الأخرى، وبالتالي، لا يؤثر موت القادة واغتيالهم على حيوية التنظيم، بل يزيد من قدرته على التعبئة والحشد.
ثانياً: تنتهي التنظيمات الإرهابية بتقادم الأهداف التي من أجلها قامت، وهذا التقادم ينتج من طول زمن الإرهاب، أو تغير الأوضاع المحلية أو الإقليمية أو الدولية. عندما تختفي الغايات التي من أجلها ولد الاٍرهاب يتراجع ثم يموت. هذا أيضاً غير متوفر في داعش التي تبدو أهدافها المعلنة مازالت قائمة، بل تتمدد إلى دول أو مناطق جديدة.
ثالثاً: يتوقف الإرهاب في حالة تحقيق الأهداف السياسية التي تحرك الجماعات والحركات الإرهابية، أي وصول رسالتها إلى منتهاها، كليا أو جزئياً. هنا أيضاً لا يبدو أن داعش قريبة من تحقيق أهدافها، كما أن تصورها للدولة أداة لقتال الآخر وتدمير الأعداء، كل الأعداء، لا يجعلها تركن إلى السلم أو الأمان، فهي في حالة حرب مستمرة، ومن ثم، فإن قائمة أهدافها السياسية مفتوحة. هذا علاوة على أن دول المنطقة والقوى الكبرى لن تترك دولة دينية متعصبة تستمر على هذا المنوال، ما يعني أن إرهاب داعش ليس قريبا من النهاية بتحقيق أهدافه.
رابعاً: ينتهي إرهاب جماعة، أو تنظيم، أو حركة، بيأس القائمين عليه من تحقيق أهدافه، أي أن بلوغ الهدف ينهي الإرهاب واليأس من بلوغه ينهي الإرهاب كذلك، عدم وصول رسائل الإرهابيين إلى هدفها بدفعهم إلى مراجعة نفسهم أو العدول عن الاٍرهاب لوسائل أخرى، غالبا ما تكون سياسية. هذا أيضاً لا ينطبق على داعش، الآن على الأقل، حيث يبدو أن التنظيم مازال حيوياً وقادراً على فتح فروع أخرى لنشاطه.
خامساً: ينتهي مشروع الإرهاب أو يفقد تأثيره، عندما يخسر السند الشعبي الذي يؤازره من الخلف، ويوفر له حاضنة ومأوى للتمويل والتشجيع والدعاية والاستقطاب وتعويض الخسائر، تماماً مثل منتوج يطرح في السوق، ويكتشف أصحابه أنهم خسروا زبانئهم المعتادين. عندها، إما يسحبون المنتوج من السوق أو يغيرونه، وحتى في هذه الحالة لا يبدو أن تنظيم داعش يعيش كساداً لبضاعته، في عالم عربي حائر ومشوش الرؤية، ولا يعرف للطريق خارطة، فسنة العراق، وبعد أن عانوا من السياسة الطائفية لرئيس الوزراء السابق، نوري المالكي، لجأ بعضهم إلى خدمات داعش، باعتباره سلاح الردع السنّي الفعال لمواجهة عنف المليشيات الشيعية المدعومة من إيران.
سادساً: يضع المشروع الإرهابي نقطة النهاية لمساره، عندما يقوم قادته بمراجعات لوسائلهم العنيفة، ونهجهم الدموي، وذلك بعد أن يتأكدوا أنهم سيربحون بالسياسة أكثر مما سيربحون بالسلاح، وأنهم يخسرون بالإرهاب أهدافهم ومراميهم، وأن هناك طرقاً أخرى لبلوغ الأهداف نفسها، أو قريبا منها بدون إرهاب. هنا، لا نتوفر على مؤشرات تقول إن داعش، كتنظيم مغلق ومتعصب، قريب من مراجعة فكرية، يعيد بمقتضاها النظر في الإرهاب وسيلة للدفاع عن وجوده.