متى نقضي على كورونا ونعود إلى حياتنا الطبيعية؟

12 ابريل 2020
القضاء على الوباء لا يعني العودة للحياة الاجتماعية بسهولة(Getty)
+ الخط -
متى يمكننا العودة إلى حياتنا الطبيعية؟ متى يمكن للشركات استئناف عملها؟ ومتى يمكن للتلاميذ والطلاب العودة إلى مدارسهم وجامعاتهم؟ أسئلة عدة تطرح في ظل حالة عدم اليقين نتيجة انتشار فيروس كورونا الجديد حول العالم. وعلى الرغم من أن العديد من الحكومات تسعى إلى إيجاد وسائل فعالة لاستئناف الحياة الطبيعية، إلا أن الأمر يحتاج إلى أسابيع عدة على الأقل، وربما أشهر.


في هذا الإطار، يقول عالم الأوبئة الفرنسي أرنود فونتانيت: "لن نعود إلى حياتنا الطبيعية قبل الخريف المقبل". ويعزو الأمر إلى أن القضاء على الوباء، والإعلان عن انتهاء فترة الحجر المنزلي، لا يعني العودة بسرعة إلى الحياة الاجتماعية، بل يستغرق الأمر بعض الوقت، خوفاً من عودة أقوى للوباء. بالتالي، فإن استئناف الحياة الطبيعية لن يكون قبل فصل الخريف".

وبحسب تقرير صادر عن موقع "Planetfr" الفرنسي بعنوان "العودة إلى الحياة الاجتماعية لن تكون قبل الخريف المقبل"، فإنّ المجلس العلمي الفرنسي يدرس إمكانية تطبيق الإجراءات التي اتخذتها دول آسيوية معينة، مثل كوريا وهونغ كونغ وحتى سنغافورة، والتي نجحت في السيطرة على الوباء، لتطبيقها في فرنسا، في خطوة لرفع الحجر عن المواطنين. وبحسب فونتانيت، فإن الهدف الذي يضعه المجلس لاستعادة النشاط الاجتماعي والاقتصادي يتطابق مع إمكانية التوصل إلى لقاح خلال الفترة المقبلة.

وكان بيير لويس درويس، الطبيب والعضو في المجلس العلمي الفرنسي، قد أشار، بحسب تقرير صادر عن صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية، إلى أنه من السابق لأوانه التخطيط للعودة إلى الحياة الاجتماعية، لأن الوباء في مراحل متقدمة. يضيف: "أيّاً يكُن تاريخ العودة إلى الحياة الاجتماعية فهناك العديد من الإجراءات التي ينبغي اتخاذها، منها ضرورة الاستمرار في وضع أقنعة الوجه، والالتزام بمسافات بين المواطنين، وتعقيم اليدين، إذ إن القضاء على الوباء لا يعني العودة إلى الحياة الاجتماعية بسهولة كما في السابق".

اختبارات عدة

تجاهد دول عدة لاحتواء الوباء، واكتشاف الوسائل المُثلى للعودة إلى الحياة الطبيعية. فقد أشار تقرير صادر عن صحيفة "نيويورك تايمز" إلى أنه يمكن لاختبارات الأجسام المضادة للمواطنين أن تمكن الأشخاص الذين يُعتقد أنهم محصنون من الفيروس من العودة إلى العمل بأمان مستقبلاً.

وبحسب التقرير الذي يحمل عنوان: "هل يسمح لنا اختبار الأجسام المضادة بالعودة إلى المدرسة أو العمل؟"، فإن العديد من مراكز مكافحة الأمراض والوقاية في الولايات المتحدة تسعى إلى اعتماد هذه الاختبارات، لمعرفة نسبة السكان المصابين بالفعل، والذي باتت لديهم مناعة ضد الوباء. وأعلنت المعاهد الوطنية للصحة في الولايات المتحدة أنها ستختبر عشرة آلاف متطوع صحي في كل أنحاء البلاد للتعرف إلى الأجسام المضادة.

وتساعد هذه الاختبارات على معرفة النطاق الكامل للوباء الذي من شأنه أن يساعد على تحديد موعد إنهاء تدابير العزلة الاجتماعية والسماح للشركات والمدارس بإعادة فتحها. وقد يساعد تتبع مستويات الأجسام المضادة في احتساب تواريخ الإصابة مرة أخرى، والمساعدة في معرفة ما إذا كان الفيروس سيظهر خلال فترات أخرى.

ويقول الطبيب أنطوني فوسي، خبير الأمراض المعدية في الولايات المتحدة: "سنجري عدداً كبيراً من اختبارات الأجسام المضادة لتحديد إمكانية العودة إلى الحياة الطبيعية". يضيف أن فرقة العمل المعنية بالفيروس التاجي في البيت الأبيض تُناقش فكرة "شهادات الحصانة" التي يمكن إصدارها للأشخاص الذين أصيبوا من قبل، والذين باتوا قادرين على استئناف الحياة العملية.

يضيف: "عندما نصل إلى مرحلة التفكير في إعادة فتح البلاد، من المهم جداً فهم مدى اختراق هذا الفيروس للمجتمع".

 

دلالات