لعلّ التوصية الأفضل لتجنّب انتقال فيروس كورونا، هي غسل الأيدي بشكل متكرّر خلال اليوم، ولمدة تصل إلى ثلاثين ثانية في كل مرة. قد تبدو هذه التوصية حالياً بديهية، لكنها في الحقيقة لم تكن كذلك إطلاقاً قبل سنوات، ولا حتى بالنسبة للأطباء.
منتصف القرن التاسع عشر، بدأ بعض الأطباء في الولايات المتحدة وأوروبا في غسل أيديهم قبل فحص المرضى، وفي حالات محّددة فقط. بينما أغلب الأطباء حول العالم كانوا يتجاهلون هذه الممارسة تماماً.
لكنّ عام 1844 مع دخول الدكتور المجري إغناز سيميلويس مستشفى فيينا العام (وكان واحداً من أكبر المستشفيات في العالم)، بدأ الوضع يتغيّر. كان قسم الولادة (الذي يعمل فيه سيميلويس) كبيراً جداً، فتمّ تقسيمه إلى جناحين: واحد للأطباء وطلابهم والآخر للقابلات وطلابهنّ. وكان التفاوت في نسب الوفيات بين الجناحين كبيراً جداً: 36.2 لكل ألف ولادة في جناح القابلات، مقابل 98.4 لكل ألف ولادة في جناح الأطباء، وفقًا لمقال نشر عام 2013 في مجلة "الجمعية الملكية للطب".
من هنا بدأ سيميلويس رحلة البحث عن سبب هذا التفاوت في الأرقام. وسريعاً أدرك أنه على عكس القابلات في المستشفى، فإن أغلب الأطباء يقومون أحياناً كثيرة بفحص النساء في جناح التوليد مباشرة بعد إجراء عمليات التشريح، من دون غسل أيديهم أو تطهيرها. وهو ما جعله يشكّ في أن الجراثيم الموجودة في جثث المتوفين الذين يتمّ تشريحهم، تنتقل إلى أجساد النساء وأعضائهنّ التناسلية أثناء عملية الولادة وهو ما يؤدي إلى وفاتهنّ بشكل تلقائي.
ورغم أن حجّته لم تكن صحيحة مائة في المائة، لكن سيميلويس بدأ بإجبار الأطباء على غسل وتطهير أيديهم بالكلور، بعد إنهائهم عمليات التشريح، وهو أدى إلى انخفاض كبير في نسب الوفيات لتصبح مماثلة للنسبة الموجودة في جناح القابلات.
وبدأت هذه العادة بالانتقال من المستشفى العام في فيينا إلى باقي المستشفيات، فنشرت الممرضة البريطانية فلورانس نايتنغيل، التي تعتبر مؤسسة مدرسة التمريض الحديث في توصية عام 1860، بحسب موقع "هيستوري"، "ملاحظات عن التمريض" جاء فيها أنه على "كل ممرضة أن تكون حريصة على غسل يديها بشكل متكرر خلال النهار".
منتصف القرن التاسع عشر، بدأ بعض الأطباء في الولايات المتحدة وأوروبا في غسل أيديهم قبل فحص المرضى، وفي حالات محّددة فقط. بينما أغلب الأطباء حول العالم كانوا يتجاهلون هذه الممارسة تماماً.
لكنّ عام 1844 مع دخول الدكتور المجري إغناز سيميلويس مستشفى فيينا العام (وكان واحداً من أكبر المستشفيات في العالم)، بدأ الوضع يتغيّر. كان قسم الولادة (الذي يعمل فيه سيميلويس) كبيراً جداً، فتمّ تقسيمه إلى جناحين: واحد للأطباء وطلابهم والآخر للقابلات وطلابهنّ. وكان التفاوت في نسب الوفيات بين الجناحين كبيراً جداً: 36.2 لكل ألف ولادة في جناح القابلات، مقابل 98.4 لكل ألف ولادة في جناح الأطباء، وفقًا لمقال نشر عام 2013 في مجلة "الجمعية الملكية للطب".
من هنا بدأ سيميلويس رحلة البحث عن سبب هذا التفاوت في الأرقام. وسريعاً أدرك أنه على عكس القابلات في المستشفى، فإن أغلب الأطباء يقومون أحياناً كثيرة بفحص النساء في جناح التوليد مباشرة بعد إجراء عمليات التشريح، من دون غسل أيديهم أو تطهيرها. وهو ما جعله يشكّ في أن الجراثيم الموجودة في جثث المتوفين الذين يتمّ تشريحهم، تنتقل إلى أجساد النساء وأعضائهنّ التناسلية أثناء عملية الولادة وهو ما يؤدي إلى وفاتهنّ بشكل تلقائي.
ورغم أن حجّته لم تكن صحيحة مائة في المائة، لكن سيميلويس بدأ بإجبار الأطباء على غسل وتطهير أيديهم بالكلور، بعد إنهائهم عمليات التشريح، وهو أدى إلى انخفاض كبير في نسب الوفيات لتصبح مماثلة للنسبة الموجودة في جناح القابلات.
وبدأت هذه العادة بالانتقال من المستشفى العام في فيينا إلى باقي المستشفيات، فنشرت الممرضة البريطانية فلورانس نايتنغيل، التي تعتبر مؤسسة مدرسة التمريض الحديث في توصية عام 1860، بحسب موقع "هيستوري"، "ملاحظات عن التمريض" جاء فيها أنه على "كل ممرضة أن تكون حريصة على غسل يديها بشكل متكرر خلال النهار".