06 فبراير 2018
متلازمة ستوكهولم في لبنان
يمان دابقي (سورية)
يُعرف عن متلازمة ستوكهولم أنها حالة نفسية تقود المصاب إلى التعاطف مع الجلاد الذي يتفنّن في طريقة تعذيب ضحيته، على اعتبار أنه مالك القوة، ولا قدرة للطرف الآخر على الإفلات.
وبمجرد التفكير بمجموعة من الأشخاص أنهم في موقف معين لا يملكون فيه القدرة على التحكم في مصيرهم، بسبب دافع الخوف المسيطر على تفكيرهم، يدفعهم ذلك مع تطور الحالة إلى التفكير بالنجاة والخلاص، فيتطور تفكيرهم إلى التركيز على الخلاص، عن طريق التعاطف والتفكير الإيجابي تجاه معذبهم.
تنطبق هذه الحالة على الحكومة والجيش اللبناني في تعاملهم مع نظام بشار الأسد خلال السنوات الست من الصراع، ولا يقتصر التعاطف عند هذا المطاف، بل تجاوز هذا الحد، ليصل إلى تعاون مباشر مع حزب الله اللبناني، في تنفيذ أوامر ولاية الفقيه في طهران.
ضعف النفوس في الحكومة اللبنانية والفساد المستشري عقودا، دفع حزب الله إلى زرع فكر طائفي في غالبية الأحزاب، وزاد عليها بث الفساد في داخل الأوساط اللبنانية، لاستقطاب الحاضنة اللبنانية، وضمها داخل منظومة المبادئ الطائفية العقائدية، فحزب الله استطاع وعبر وساطة إيرانية أن يغتصب لبنان ويجرّده من شعار بلد الحريات، ولو سائل: من يحكم لبنان اليوم؟ لكان الجواب حزب الله اللبناني.
ولا تعدو القناعات عند هذا الحد، بل تم تكريس هذه الإجابة أكثر فأكثر، مع أول تدخل للحزب في سورية، بحجة حماية المقامات في دمشق، وهي الحجة نفسها قد تم نسفها رويداً، ولم تعد تذكر في قواميس محور المقاومة، بعدما أصبحت سورية ساحة دماءٍ شاهدة على مجازر وانتهاكات مليشيات الحزب في سورية.
ومع مرور سنواتٍ من الصراع السوري، لم نشهد أي دور للكتلة الحاكمة في لبنان، سوى سياسة النأي بالنفس، كان آخرها خطاب رئيس الدولة، ميشيل عون، المغيّب الآن عن أي إدانةٍ تدين ممارسة الحزب عما يجري على الحدود السورية اللبنانية في مخميمات عرسال.
بدا واضحاً أنّ سياسة التعاطف مع الحزب أتت أكلها عند الغالبية في الحكومة اللبنانية، بل وتعدى هذا الأمر وتجاوز خطوطه الحمراء مع تصدّر الجيش اللبناني المشهد السوري، وإعلانه عن السماح بتدوين قتلى من السوريين في سجلاته والتكيف معها والمضي بتنفيذ سياسة ولي الفقيه.
ما حدث في عرسال، وما زال يحدث بحق اللاجئين السوريين، من استمرار الحملة الممنهجة من اعتقالات وانتهاكات من أجهزة المخابرات اللبنانية، يُفسر من منحى أنها أخذت غطاءً طائفياً لتنفيذ مخطط الحزب التي بدت، أخيرا، أنها تعمل على نقل التغيير الديمغرافي إلى لبنان.
ومن منحى آخر، تُظهر القوى اللبنانية أنها رضخت بكل قناعة، لتكون أداة تنفيذ في مقابل الخلاص الرحيم من بطش حاكمها وسيدها حزب الله، وهي نتيجة منطقية لمتلازمة ستوكهوم.
من وصل إلى هذا الحد من التعاطف مع الجلاد لا يمكن التعويل على هديه إلى مجرى التفكير السليم. وأمام هذه النتيجة لا بدّ من تحرّك دولي عربي وغربي، من منظمات حقوقية، لتفعيل دور الوعي الجمعي عند النخبة المدركة والمستشرقة من انعكاس تداعيات ما يجري على لبنان.
وحتى النخب خارج لبنان، عليها العمل وتوحيد الجهود، ليس لتشكل فقط حالة ضغط على المجتمع الدولي، بل لمخاطبة الدول الداعمة للبنان، لأنّ باستطاعتها التأثير على الحكومة، حتى تعود إلى الطبقة الواعية منهم إلى رشدها، وتمارس دورها في تشكيل رأي عام داخل لبنان، بأن ترفض سياسة الحزب، وتطالب بخروجه في سورية.
وبمجرد التفكير بمجموعة من الأشخاص أنهم في موقف معين لا يملكون فيه القدرة على التحكم في مصيرهم، بسبب دافع الخوف المسيطر على تفكيرهم، يدفعهم ذلك مع تطور الحالة إلى التفكير بالنجاة والخلاص، فيتطور تفكيرهم إلى التركيز على الخلاص، عن طريق التعاطف والتفكير الإيجابي تجاه معذبهم.
تنطبق هذه الحالة على الحكومة والجيش اللبناني في تعاملهم مع نظام بشار الأسد خلال السنوات الست من الصراع، ولا يقتصر التعاطف عند هذا المطاف، بل تجاوز هذا الحد، ليصل إلى تعاون مباشر مع حزب الله اللبناني، في تنفيذ أوامر ولاية الفقيه في طهران.
ضعف النفوس في الحكومة اللبنانية والفساد المستشري عقودا، دفع حزب الله إلى زرع فكر طائفي في غالبية الأحزاب، وزاد عليها بث الفساد في داخل الأوساط اللبنانية، لاستقطاب الحاضنة اللبنانية، وضمها داخل منظومة المبادئ الطائفية العقائدية، فحزب الله استطاع وعبر وساطة إيرانية أن يغتصب لبنان ويجرّده من شعار بلد الحريات، ولو سائل: من يحكم لبنان اليوم؟ لكان الجواب حزب الله اللبناني.
ولا تعدو القناعات عند هذا الحد، بل تم تكريس هذه الإجابة أكثر فأكثر، مع أول تدخل للحزب في سورية، بحجة حماية المقامات في دمشق، وهي الحجة نفسها قد تم نسفها رويداً، ولم تعد تذكر في قواميس محور المقاومة، بعدما أصبحت سورية ساحة دماءٍ شاهدة على مجازر وانتهاكات مليشيات الحزب في سورية.
ومع مرور سنواتٍ من الصراع السوري، لم نشهد أي دور للكتلة الحاكمة في لبنان، سوى سياسة النأي بالنفس، كان آخرها خطاب رئيس الدولة، ميشيل عون، المغيّب الآن عن أي إدانةٍ تدين ممارسة الحزب عما يجري على الحدود السورية اللبنانية في مخميمات عرسال.
بدا واضحاً أنّ سياسة التعاطف مع الحزب أتت أكلها عند الغالبية في الحكومة اللبنانية، بل وتعدى هذا الأمر وتجاوز خطوطه الحمراء مع تصدّر الجيش اللبناني المشهد السوري، وإعلانه عن السماح بتدوين قتلى من السوريين في سجلاته والتكيف معها والمضي بتنفيذ سياسة ولي الفقيه.
ما حدث في عرسال، وما زال يحدث بحق اللاجئين السوريين، من استمرار الحملة الممنهجة من اعتقالات وانتهاكات من أجهزة المخابرات اللبنانية، يُفسر من منحى أنها أخذت غطاءً طائفياً لتنفيذ مخطط الحزب التي بدت، أخيرا، أنها تعمل على نقل التغيير الديمغرافي إلى لبنان.
ومن منحى آخر، تُظهر القوى اللبنانية أنها رضخت بكل قناعة، لتكون أداة تنفيذ في مقابل الخلاص الرحيم من بطش حاكمها وسيدها حزب الله، وهي نتيجة منطقية لمتلازمة ستوكهوم.
من وصل إلى هذا الحد من التعاطف مع الجلاد لا يمكن التعويل على هديه إلى مجرى التفكير السليم. وأمام هذه النتيجة لا بدّ من تحرّك دولي عربي وغربي، من منظمات حقوقية، لتفعيل دور الوعي الجمعي عند النخبة المدركة والمستشرقة من انعكاس تداعيات ما يجري على لبنان.
وحتى النخب خارج لبنان، عليها العمل وتوحيد الجهود، ليس لتشكل فقط حالة ضغط على المجتمع الدولي، بل لمخاطبة الدول الداعمة للبنان، لأنّ باستطاعتها التأثير على الحكومة، حتى تعود إلى الطبقة الواعية منهم إلى رشدها، وتمارس دورها في تشكيل رأي عام داخل لبنان، بأن ترفض سياسة الحزب، وتطالب بخروجه في سورية.