متظاهرو العراق يقضون الليل بالشوارع... وفشل اجتماع للقادة العراقيين بشأن الحراك الشعبي
ووصل عدد المتظاهرين في بغداد إلى عشرات الآلاف بعد خروج الأسر البغدادية لمساندة المتظاهرين، في عملية كسر حظر التجوال الذي فرضته القوات العراقية من منتصف الليل حتى الساعة السادسة صباحاً.
وشهدت شوارع بغداد طوال الليل شللاً في حركة المركبات بسبب خروج المتظاهرين إلى شوارعها مرددين شعارات تطالب باستقالة حكومة عبد المهدي، وإجراء انتخابات مبكرة، وتشكيل محكمة عليا لمحاسبة الفاسدين، ومحاكمة الضباط والمسؤولين المتورطين بقتل المتظاهرين.
وعاود متظاهرو ساحة التحرير خلال الليل محاولاتهم إزالة حواجز جسر الجمهورية المؤدي إلى المنطقة الخضراء، إلا أن قوات مكافحة الشغب قابلتهم بالغاز المسيل للدموع، ما أدى إلى حدوث حالات اختناق.
وقالت مصادر من داخل التظاهرة لـ"العربي الجديد"، إن تظاهرة ساحة التحرير اتسعت خلال الليل بسبب تضاعف الأعداد لتصل إلى ساحات الطيران والخلاني، وشوارع السعدون والرشيد والنضال المجاورة.
كما خرج آلاف المتظاهرين إلى شوارع المحافظات الجنوبية بالتزامن مع كسر حظر التجوال في بغداد، وشهدت محافظات البصرة وذي قار وميسان والمثنى وبابل وكربلاء والنجف وواسط احتجاجات استمرت حتى الصباح تحول بعضها إلى اعتصامات حتى تحقيق المطالب.
ونظم عدد من شيوخ عشائر البصرة مؤتمراً صحافياً في المحافظة قالوا فيه إنهم سينزلون إلى ساحات التظاهر لمساندة أبنائهم، إذا لم تقم الحكومة بالاستجابة للمطالب المشروعة للمتظاهرين.
وفي كربلاء، قالت مصادر محلية إن سلطات المحافظة أطلقت سراح عدد من المعتقلين بسبب الضغوط الشعبية، مؤكدة لـ"العربي الجديد" أن تظاهرة الليلة الماضية شهدت مشاركة عدد من ذوي الضحايا الذين قتلوا خلال التظاهرات.
ويأتي تزايد الحراك الشعبي في العراق متزامناً مع فشل اجتماع للقادة العراقيين، عُقد ليل الثلاثاء– الأربعاء في منزل رئيس الجمهورية برهم صالح بالخروج بنتائج يمكن أن ترضي الجماهير الغاضبة.
ووفقا لمسؤول عراقي، فإن بعض المجتمعين، خصوصاً ممثلي تحالف "الفتح" (الجناح السياسي للحشد الشعبي)، رفضوا استقالة عبد المهدي، في حين أصر آخرون على هذا الأمر، إلا أن رئيس تحالف "الفتح" هادي العامري رد بالموافقة الضمنية على رسالة سابقة لزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر طلب منه التعاون لسحب الثقة من حكومة عبد المهدي.
وقال العامري في رد مقتضب: "سنتعاون معا لتحقيق مصلحة الشعب العراقي وإنقاذ البلاد بما تقتضيه المصلحة العامة".
وعلى الرغم من موافقة العامري على التعاون مع الصدر، إلا أنه تجب الإشارة بشكل صريح إلى موافقته على إقالة عبد المهدي.