بدت نظرات القلق الممزوجة بالإرهاق حاضرة على وجه الفلسطيني خليل قريقع، أثناء مشاركته في مسيرة جماهيرية، اليوم الأربعاء، انطلقت من ساحة الكتيبة غرب مدينة غزة، متوجهة إلى نصب الجندي المجهول وسط المدينة، للمطالبة بكسر الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة، منذ سنوات، وإعادة إعمار القطاع.
ودأب قريقع (52 عاماً) منذ وضعت الحرب الإسرائيلية على القطاع أوزارها في 26 أغسطس/آب الماضي، على المشاركة في كافة الفعاليات الشعبية التي تطالب بإعمار ما دمره الاحتلال، وإعادة بناء بيته المكون من خمسة طوابق، والذي سوّي بالأرض في حيّ الشجاعية شرقي مدينة غزة، أثناء العدوان.
وحمل المشاركون في المسيرة الاحتجاجية، الذين جاؤوا بدعوة من رابطة النازحين والمهجرين الفلسطينيين، الأعلام الفلسطينية، ولافتات باللغتين العربية والإنجليزية، كتب عليها: "الإعمار وإلا الانفجار"، و"أطفالنا نجوا من المدافع، وماتوا من شدة البرد"، و"كرامة النازحين من كرامة الوطن".
ويقول قريقع لـ"العربي الجديد": "منذ أشهر ونحن نسمع تصريحات ووعوداً تؤكد قرب البدء بإعادة إعمار بيوتنا المدمرة، إلا أننا لم نجد أي تطبيق فعلي لتلك التصريحات، مما يصيبنا بالإحباط، خاصة في ظل استمرار الحصار الإسرائيلي وإغلاق المعابر وفرض القيود المشددة على عمليات إدخال مواد البناء ومستلزماته".
ويشير قريقع، الذي يعيش برفقة أولاده التسعة في إحدى الشقق المستأجرة وسط مدينة غزة، إلى أنّ جميع المساعدات والمعونات المالية التي قدمت لنا لن تغير شيئاً في وضعنا، فنحن نريد إعادة بيوتنا كما كانت في السابق دون تأخير أو تخاذل.
أما حنان المصري المشاركة في ذات المسيرة، فذكرت لـ"العربي الجديد"، أنّ الأوضاع الحياتية في قطاع غزة، تزداد سوءاً يوماً بعد آخر، وتقترب من نقطة الانفجار، وتشير إلى أنّ "التشاؤم هو سيد الموقف لدى غالبية المتضررين الذين يواجهون برد الشتاء دون مأوى دائم، في ظل العراقيل التي يضعها الاحتلال في وجه إعادة إعمار غزة".
وترى المصري أن عملية إعمار قطاع غزة، ليست بحاجة إلى مؤتمرات دولية واجتماعات دورية دون نتائج حقيقية، بل الأمر يتطلب قراراً عاجلاً من الدول العربية يعلن كسر الحصار عن غزة، والشروع الفوري في عمليات إدخال كافة مستلزمات سكان قطاع غزة، خاصة مستلزمات البناء، عبر معبر رفح الحدودي.
بدوره، وصف المتحدث باسم رابطة النازحين والمهجرين الفلسطينيين، حسن الوالي، أوضاع أصحاب البيوت المدمرة بـ"المأساوية"، مشيراً إلى أنه "لم يبق أمامهم شيء ينتظرونه سوى الموت، كل الوعود ذهبت أدراج الرياح، كل الجهود المعلنة وغير المعلنة لم توفر مأوى لهم، لم ولن نستكين لهذا الظلم والواقع المرير".
وقال الوالي، في كلمته نهاية المسيرة، إن المسؤول الأول والأخير عن معاناتنا هو الاحتلال الإسرائيلي، وكل من سانده سواء بالدعم أو الصمت عن جرائمه، مناشداً رئيس السلطة الفلسطينية وحكومة التوافق بتسريع عملية الإعمار دونما إبطاء.
وطالب الوالي جامعة الدول العربية باتخاذ التدابير اللازمة والعاجلة لنصرة قضية المشردين، وبالضغط باتجاه تحقيق الوعود التي قطعتها على نفسها الدول العربية والمجتمع الدولي في إعمار قطاع غزة، وما دمره الاحتلال الإسرائيلي خلال السنوات الماضية.
وتعرض قطاع غزة في السابع من يوليو/تموز المنصرم، لعدوان إسرائيلي كبير استمر لمدة 51 يوماً، وذلك بشن آلاف الغارات الجوية والبرية والبحرية عليه، واستشهد جراء ذلك نحو 2162 فلسطينيًا وأصيب الآلاف، وتم تدمير آلاف المنازل جزئياً أو كلياً.