تدين حركة الفنون في مصر الحديثة لرجلين هما الأمير يوسف كمال (1882 - 1969)، وصديقه محمد محمود خليل بك (1877-1953). أما الأمير فقد أنشأ مدرسة الفنون الجميلة سنة 1905، وأوقف عليها معظم أمواله، واستدعى لها من الخارج أساتذة الفنون لاستكشاف المواهب المصرية من أبناء الطبقات الشعبية الكادحة. وأما البك فلم يقل عن الأمير نفقة واهتماماً. حيث انطلق مبكراً إلى مزادات أوروبا يقتني منها اللوحات العالمية وكنوز الفنون المميزة في القرن التاسع عشر. وهو الذي أنشأ جمعية محبّي الفنون الجميلة 1923، وظلّ رئيساً لها حتى سنة 1952، وأسهم في تكوين جيل جديد من الفنانين.
اهتمام خليل المبكر بالفنون ارتبط بزوجته الفرنسية التي التقاها وتزوجها سنة 1903. كانت تُدعى "إيميلين هيكتور روس" واشتهرت باسم "زورو"، كانت تدرس الموسيقى في كونسر فتوار باريس. يحكي خليل أنّها دفعت وهي في باريس مبلغ 400 جنيه ثمناً للوحة "الفتاة ذات رابط العنق التل الأبيض" لـ "رينوار"، وعندما راجعها خليل في ذلك أجابته ضاحكة بأن التاريخ سيقدر قيمة هذه اللوحة، وبالفعل وصل سعر اللوحة لاحقاً إلى 50 مليون دولار.
كان لمقتنيات خليل الفنية دورٌ كبيرٌ في مد جسور التواصل الفنية بين مصر وفرنسا حيث أقيمت العديد من المعارض في باريس. وكان يرأس فيها الجانب المصري.
أما وصفه بالدكتاتور فيعود إلى بعض رفاقه الفنانين الذين انتقدوا كثرة اقتنائه للوحات الفنانين الغربيين مع إهمال الفن المصري. وعندما زاره الفنان عزت مصطفى في قصره لم يجد لوحة واحدة لفنان مصري، فسأله عن ذلك. فأجابه خليل: لأني لم أجد من أعمالكم ما يستحق أن يُقتنى. ولذا أطلق عليه المصريون لقب "الدكتاتور". وكانت رؤية خليل في ذلك تعود إلى فكرة أن الفن الحقيقي لا يتحقق إلا بتأثير دافع قوي يفتقده الفنانون المصريون في زمنه.
آل قصر محمد محمود خليل وحرمه في حي الزمالك بالقاهرة إلى أن يكون متحفاً فنياً كبيراً، حيث تعرض فيه مجموعة مقتنياته الشخصية التي تعد بالمئات، وتنسب لفنانين عظماء قادوا الحركة الفنية في أوروبا في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، مثل لوحات "ديغا" و"تولوز لوتريك" و"ديلاكوروا" و"ميليه" و"فيترهالتر"، و"رينوار" و"فان غوغ" إضافة إلى لوحات مجموعة مهمة من المستشرقين مثل "فورمنان" و"بيرشيد" و"ماريلات" و"غبريل بيسي" وغيرهم.
وتتنوع مقتنيات المتحف ما بين لوحات استخدمت فيها الألوان الزيتية ولوحات مائية أو بألوان الباستيل، بالإضافة إلى الفحم والرصاص، كما يضم المتحف مجموعة نادرة من أعمال النحت تبلغ 40 تمثالاً لأشهر مثّالي القرن التاسع عشر، ومجموعة نادرة من المزهريات (الفازات) والأواني المصنوعة من الخزف والبورسلين جمعها من فرنسا وتركيا وإيران والصين، ومجموعة من التماثيل الصينية والأواني المصنوعة من الأحجار نصف الكريمة، ومجموعة من مشغولات اللاكر اليابانية.
يعود مبنى المتحف إلى سنة 1915، وقد شُيّد على الطراز الفرنسي بتوجيه من خليل وحرمه، وقد صُممت الواجهة الغربية للمبنى على طراز أرت دكو الذي ظهر في فرنسا في أوائل القرن العشرين أما الواجهة الشرقية فقد صممت على طراز أرت نوفوا الذي ظهر في أواخر القرن التاسع عشر. وتحيط بالقصر حديقة منمقة بها نخيل ملكي عريق، وبها أعمدة إنارة كلاسيكية، وفي الحديقة محوران رئيسيان أحدهما يتجه لمدخل القصر، والثاني يتجه نحو تمثال محمد محمود خليل. وقد فتحت بوابة القصر المزخرفة بمواجهة نهر النيل. أما داخله فقد تم تقسيم طابقيه بصورة بالغة التنسيق بصورة تساعد الزائرين في الانتباه والتأمل لما يحتويه المتحف من كنوز.
مرّ المتحف بعدة مراحل، فقد أوصى خليل بأن يؤول القصر ومقتنياته إلى زوجته ثم إلى الحكومة المصرية من بعدها كمتحف فني. افتتح القصر لأول مرة كمتحف سنة 1962، ثم تم نقل مقتنياته إلى قصر الأمير عمرو إبراهيم بالزمالك قبل أن يعاد افتتاح القصر مرة أخرى سنة 1971، قبل أن يعاد تجديده ويتم افتتاحه مرة أخيرة سنة 1995 بعد تجديده.
اقــرأ أيضاً
اهتمام خليل المبكر بالفنون ارتبط بزوجته الفرنسية التي التقاها وتزوجها سنة 1903. كانت تُدعى "إيميلين هيكتور روس" واشتهرت باسم "زورو"، كانت تدرس الموسيقى في كونسر فتوار باريس. يحكي خليل أنّها دفعت وهي في باريس مبلغ 400 جنيه ثمناً للوحة "الفتاة ذات رابط العنق التل الأبيض" لـ "رينوار"، وعندما راجعها خليل في ذلك أجابته ضاحكة بأن التاريخ سيقدر قيمة هذه اللوحة، وبالفعل وصل سعر اللوحة لاحقاً إلى 50 مليون دولار.
كان لمقتنيات خليل الفنية دورٌ كبيرٌ في مد جسور التواصل الفنية بين مصر وفرنسا حيث أقيمت العديد من المعارض في باريس. وكان يرأس فيها الجانب المصري.
أما وصفه بالدكتاتور فيعود إلى بعض رفاقه الفنانين الذين انتقدوا كثرة اقتنائه للوحات الفنانين الغربيين مع إهمال الفن المصري. وعندما زاره الفنان عزت مصطفى في قصره لم يجد لوحة واحدة لفنان مصري، فسأله عن ذلك. فأجابه خليل: لأني لم أجد من أعمالكم ما يستحق أن يُقتنى. ولذا أطلق عليه المصريون لقب "الدكتاتور". وكانت رؤية خليل في ذلك تعود إلى فكرة أن الفن الحقيقي لا يتحقق إلا بتأثير دافع قوي يفتقده الفنانون المصريون في زمنه.
آل قصر محمد محمود خليل وحرمه في حي الزمالك بالقاهرة إلى أن يكون متحفاً فنياً كبيراً، حيث تعرض فيه مجموعة مقتنياته الشخصية التي تعد بالمئات، وتنسب لفنانين عظماء قادوا الحركة الفنية في أوروبا في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، مثل لوحات "ديغا" و"تولوز لوتريك" و"ديلاكوروا" و"ميليه" و"فيترهالتر"، و"رينوار" و"فان غوغ" إضافة إلى لوحات مجموعة مهمة من المستشرقين مثل "فورمنان" و"بيرشيد" و"ماريلات" و"غبريل بيسي" وغيرهم.
وتتنوع مقتنيات المتحف ما بين لوحات استخدمت فيها الألوان الزيتية ولوحات مائية أو بألوان الباستيل، بالإضافة إلى الفحم والرصاص، كما يضم المتحف مجموعة نادرة من أعمال النحت تبلغ 40 تمثالاً لأشهر مثّالي القرن التاسع عشر، ومجموعة نادرة من المزهريات (الفازات) والأواني المصنوعة من الخزف والبورسلين جمعها من فرنسا وتركيا وإيران والصين، ومجموعة من التماثيل الصينية والأواني المصنوعة من الأحجار نصف الكريمة، ومجموعة من مشغولات اللاكر اليابانية.
يعود مبنى المتحف إلى سنة 1915، وقد شُيّد على الطراز الفرنسي بتوجيه من خليل وحرمه، وقد صُممت الواجهة الغربية للمبنى على طراز أرت دكو الذي ظهر في فرنسا في أوائل القرن العشرين أما الواجهة الشرقية فقد صممت على طراز أرت نوفوا الذي ظهر في أواخر القرن التاسع عشر. وتحيط بالقصر حديقة منمقة بها نخيل ملكي عريق، وبها أعمدة إنارة كلاسيكية، وفي الحديقة محوران رئيسيان أحدهما يتجه لمدخل القصر، والثاني يتجه نحو تمثال محمد محمود خليل. وقد فتحت بوابة القصر المزخرفة بمواجهة نهر النيل. أما داخله فقد تم تقسيم طابقيه بصورة بالغة التنسيق بصورة تساعد الزائرين في الانتباه والتأمل لما يحتويه المتحف من كنوز.
مرّ المتحف بعدة مراحل، فقد أوصى خليل بأن يؤول القصر ومقتنياته إلى زوجته ثم إلى الحكومة المصرية من بعدها كمتحف فني. افتتح القصر لأول مرة كمتحف سنة 1962، ثم تم نقل مقتنياته إلى قصر الأمير عمرو إبراهيم بالزمالك قبل أن يعاد افتتاح القصر مرة أخرى سنة 1971، قبل أن يعاد تجديده ويتم افتتاحه مرة أخيرة سنة 1995 بعد تجديده.