متحف باردو ينفض عنه الإرهاب ويفتح أبوابه مجدداً

تونس

بسمة بركات

avata
بسمة بركات
25 مارس 2015
6F2DA9CA-88C7-42CB-AE0C-AA6FD2C39499
+ الخط -

لم تثن الأمطار الغزيرة التي هطلت على تونس العاصمة، وتحديداً على منطقة باردو، الشباب والشيوخ والكهول القادمين من شتى بلدان العالم من حضور إعادة فتح متحف باردو.

جاؤوا من المغرب والجزائر وفلسطين وكندا وأميركا وفرنسا والصين ومن عدة دول أخرى، في إطار المنتدى الاجتماعي العالمي، لمسيرة حاشدة، انطلقت من باب سعدون أو باب أبي سعدون أحد أشهر أبواب المدينة العتيقة.

اتجهت المسيرة سيراً على الأقدام مباشرة إلى متحف باردو، تحت شعار "شعوب العالم ضد الإرهاب"، حيث رُفع عديد الشعارات المنددة بالإرهاب، وردد الحاضرون الأناشيد الداعية إلى الوحدة، ثم تعالت الزغاريد والهتافات.


يذكر أن المنتدى الاجتماعي العالمي، المنعقد من 24 إلى 28 مارس/آذار، دعا إلى مسيرة عالمية من باب سعدون باتجاه متحف باردو. ولئن كان من المتوقع فتح متحف باردو للعموم أمس، لكن منصف بن موسى مدير المتحف، أكد تأجيل إعادة فتح متحف "باردو" أمام الجمهور العام لأسباب أمنية.


وأوضح لـ"العربي الجديد" أن الدخول إلى المتحف خصص الثلاثاء للضيوف وممثلي وسائل الإعلام، وكل من تلقى دعوة رسمية من وزارة الثقافة، في حين أُجّل فتحه أمام العموم إلى الأحد القادم، وسيُدشن نصب تذكاري بمتحف باردو، تدوّن عليه أسماء ضحايا وجرحى العملية الإرهابية، التي جرت الأسبوع الماضي.

لخضر عجال رئيس مكتب منظمة طلابية جزائرية، كان من بين الوفود المشاركة في المسيرة، قال لـ"العربي الجديد" نحن "إخوة"، وتربطنا علاقات متينة مع التونسيين. وأضاف: "نحن نساندهم في حربهم ضدّ الإرهاب، لسنا خائفين بقدومنا إلى باردو، وقد حضرنا إلى المتحف رغم العملية الجبانة التي جرت مؤخراً"، مؤكداً أن الجزائريين لطالما عانوا من الإرهاب، ولكنهم تغلبوا على الخوف.

وأضاف أن تونس والجزائر بحكم القرب الجغرافي هما بلد واحد، راجياً أن تكون جميع البلدان العربية صفاً واحداً. وبين أنه قدم في قافلة جزائرية، معتبراً أن المسيرة تأتي كمساندة للشعب التونسي في حربه على الإرهاب، وبين أن العملية التي حدثت في باردو ظرفية، وأن تونس ستنتصر بفضل رجالها وأبنائها على القوى الرجعية.


وقالت الطفلة مروى الجويني إنها غير خائفة من الإرهابيين، وإنها تتمنى أن تكون تونس بأمان.

واعتبر صلاح كمّون من تونس، أنه أمام إخفاق العالم في إحلال السلام والأمن، فإنه لا بد للشعوب من أن ترفع أصواتها عالياً، مؤكداً أن الحاضرين هم من المجتمع المدني، وليسوا حكومات، وأن الحضور المكثف هو مصدر هذه الحماسة، ولولا الأمطار لكان الحشد أكثر بكثير، بينما ذكّر الحضور الكثيف والهتافات الحاجة منيرة بالثورة التونسية، التي ترى أنها ضد الإرهاب، وأن شعوب العالم ردت بقوة على الإرهاب.

وأكد حسني قطعي، من منطقة رواد التابعة لمحافظة أريانة، الذي أصر على المشاركة رغم سنواته الـ(65) أنه لم يواكب مجزرة كتلك التي حدثت مؤخراً في باردو.

وقالت سعيدة الجويني (التي كانت تطلق الزغاريد والهتافات): "إن الانسان لا يجب أن يخاف من الإرهاب، لأنهم يريدون قتل الحياة فينا"، ودعت الجميع إلى دعم الوطن، وبينت أنهم خرجوا نساء ورجالاً شيوخاً وأطفالاً اليوم لرفع شعار واحد وهو: "لا للإرهاب".

وقالت الفنانة التونسية لطيفة لـ"العربي الجديد"، إن هذا الحشد من المواطنين والفنانين والمسؤولين والأمنيين يبين أن تونس صامدة، ولن تهزم ولن تضعف، ولن تبكي طالما أن أبناءها متحدون. وأكدت لطيفة التي غنت نشيداً وطنياً أن تونس ستظل منبراً للانفتاح والفن والحرية.

دلالات

ذات صلة

الصورة
السياح تغادر تونس من مطار النفيضة الدولي بعد الحادث

اقتصاد

تسبب الهجوم الإرهابي، الذي استهدف فندقا في مدينة سوسة التونسية، أمس الجمعة، في مغادرة مئات السياح الأجانب وتعميق جراح السياحة في البلاد، والتي تضررت كثيراً خلال النصف الأول من العام الجاري من الاعتداء، الذي طال متحف باردو بشهر مارس/آذار الماضي.
الصورة
تونس

سياسة

أكّد المنسق العام للجنة القيادة المنبثقة عن مجلس النواب، حسان الفطحلي، لـ"العربي الجديد"، أنّ تونس تجنّد كل طاقاتها لإنجاح المسيرة الدولية، يوم الأحد المقبل، وأنّ الحدث يعتبر رهاناً وامتحاناً كبيراً لتونس، على كل من المستوى التنظيمي والأمني والسياسي.
الصورة
تونس متحف باردو هجوم (الأناضول)

أخبار

وسجلت لحظات المواجهة مع الإرهابيين استبسال مواطنين عاديين، لم يكن وارداً لولا الظروف المختلفة أن يتحولوا إلى أبطال.
الصورة
مهرجان الشعانبي للمسرح المعاصر يتحدّى الإرهاب بغربي تونس

منوعات

تحت شعار "كلنا درع للوطن"، افتتحت مساء أمس الجمعة، بمحافظة القصرين غربي تونس، الدورة الثانية لمهرجان "الشعانبي للمسرح المعاصر"، فيما لا تزال البلاد تحت صدمة واقعة متحف باردو الإرهابية التي أوقعت 23 قتيلاً أغلبهم من السائحين الأجانب، ليل الأربعاء الماضي.
المساهمون