ويعود التابوت لمومياء نجم عنخ، وهو كاهن بارز عاش في القرن الأول قبل الميلاد، ويحتوي السطح المزين بشكل متقن على مشاهد ونصوص كانت تهدف إلى حماية الكاهن، وتوجيهه أثناء رحلته من الموت إلى الحياة الأبدية. وقد غُلف السطح الخارجي للتابوت بالذهب، بسبب طبيعته الدائمة، واعتقاد المصريين القدماء بأن استخدام الذهب في التابوت من شأنه مساعدة المتوفى في أن يولد من جديد.
وكان المتحف الأميركي قد اشتراه بمبلغ 3.6 ملايين يورو من أحد تجار الآثار الذي كان يحمل تصريح خروج للقطعة لعام 1971، إذ كان القانون قبل 1983 يسمح حينها باستصدار تصاريح بخروج بعض القطع الأثرية خارج مصر؛ ولكن الهيئة العامّة للآثار المستردة أثبتت أن التصريح المزعوم لخروج القطعة بهذا التاريخ كان مزوّراً، وأنه لم يصدر من الدولة المصرية.
استغرقت التحقيقات نحو 20 شهراً، أقرّت بعدها الجهات الأميركية بأحقية مصر في استعادة القطعة الأثرية، بعدها قام مدير عام متحف المتروبوليتان بإرسال خطاب إلى وزارة الآثار يؤكد فيه اعتذار المتحف عن الواقعة، وأن المتحف اتخذ بالفعل كافة الإجراءات لعودة القطعة إلى بلدها الأم مصر.
يذكر أن تابوت الكاهن نچم عنخ مصنوع من الخشب المغطى بالذهب، وهو ليس من مفقودات مخازن أو متاحف وزارة الآثار، وهو يمثل قطعة أثرية ثمينة، حصل عليها اللصوص عن طريق التنقيب غير المشروع عن الآثار في مصر.
وقد شهد التابوت هذا الأسبوع إقبالاً ملحوظاً من الزوار لمشاهدته، ضمن العناصر الجنائزية في متحف المتروبوليتان قبل رحيله إلى مصر، حيث من المنتظر أن يتم عرضه في المتحف المصري بالتحرير فور عودته، ثم سينتقل بعد ذلك إلى المتحف المصري الكبير عند افتتاحه في 2020.