وأحاط الآلاف من أتباع الصدر بالمنطقة الخضراء من ثلاث جهات، وبدأوا بنصب الخيام بمحيط المنطقة الخضراء، وسط عجز واضح لقوات الجيش عن إيقافهم.
وحاولت قوات الجيش منع المتظاهرين، الذين تحول غالبيتهم، بعد دخول محيط المنطقة، إلى معتصمين، افترشوا الأرض، ونصبوا خياماً صغيرة ومتوسطة الحجم.
وذكرت مصادر عراقية عسكرية، لـ"العربي الجديد"، أن رئيس الوزراء، حيدر العبادي، أمر بفتح تحقيق مع ضباط وقادة الجيش، بسبب إصدارهم أوامر للجنود بعدم التصدي لعملية كسر أنصار الصدر للحواجز الأمنية، ورفعهم الأسلاك الشائكة التي تم نصبها على جسري الجمهورية والسنك، المؤديين إلى المنطقة الخضراء.
اقرأ أيضاً: العراق: أنصار الصدر يتجاوزون الحواجزالأمنية ويصلون بوابات المنطقة الخضراء
وكانت وزارة الداخلية العراقية قد أعلنت، في وقت سابق من اليوم الجمعة، أنها لم تعط تصريحا بإقامة أي اعتصام أو تظاهر أمام بوابات المنطقة الخضراء، وحذرت من مغبة مخالفة أوامرها، وهو ما دفع "التيار الصدري" إلى الرد عليها بأنه سينفذ التظاهرة والاعتصام "مهما كلف الأمر"، وفقا لبيان صدر عن التيار.
وأعلن المتحدث باسم "التيار الصدري"، كاظم العيساوي، البدء رسميا بالاعتصام أمام بوابات المنطقة الخضراء، "حتى تنفيذ مطالب الإصلاح"، مطالبا قوات الأمن بعدم المساس بالمعتصمين.
وقال العيساوي، في بيانه، مخاطبا أنصار الصدر: "أنتم الآن بهذا التجمع قد لبيتم أمر القائد العام للقوات المسلحة المهدوية، السيد القائد المصلح مقتدى الصدر، وإن مظاهراتكم السابقة قد كانت مثلاً للانضباط لكل العالم، واليوم جئتم بعنوان الاعتصام، ولا نتراجع إلا بالإصلاح الجذري".
إلى ذلك، لم يصدر عن الحكومة العراقية أي بيان بعد حول موقفها من التطورات الحالية.
وفي السياق نفسه، يشهد جانبا الكرخ والرصافة من بغداد شللا تاما لحركة السيارات والمشاة، كما جرى إغلاق أغلب أسواق العاصمة، تحسبا لحدوث صدامات بين أنصار الصدر وقوات الأمن أو "مليشيا العصائب"، التي تنافس "التيار الصدري"، وأعلنت عن موقفها الداعم للحكومة.
وشوهدت مروحيات عسكرية تجوب سماء المنطقة الخضراء على علو منخفض، في الوقت الذي أكد مسؤول حكومي لـ"العربي الجديد" أن كامل طاقمي السفارتين الأميركية والبريطانية لايزالان متواجدين بالمنطقة الخضراء، إلا أن السفارتين أوقفتا أنشطتهما الخارجية للعاملين فيهما بسبب الاعتصام.
اقرأ أيضاً: العراق: الصدر يتحدى العبادي ويؤكد المضي نحو الاعتصام