لم يسلم قطاع السيارات في روسيا من العاصفة التي ضربت اقتصادها وأدت إلى انهيار عملتها في ظل تهاوي أسعار النفط وتداعيات العقوبات الغربية بسبب الأزمة الأوكرانية. وحسب وكالة "أوتوستات" الروسية، تراجعت المبيعات الإجمالية للسيارات في روسيا عام 2015 بنسبة تتراوح بين 36.2 % و39%.
وتصب توقعات محللين في صالح استمرار الانكماش بسوق السيارات عام 2016، حيث يتوقع بيع ما يتراوح بين 1.1 و1.3 مليون سيارة، أي أقل بنسبة تصل إلى 25% عما كان عليه العام الماضي، وهي أسوأ نتيجة خلال الـ15 سنة الماضية.
وفي هذا السياق، يرجح رئيس المكتب الصحافي لوكالة "أفتوستات" لتحليل سوق السيارات، آزات تيميرخانوف، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، استمرار تراجع مبيعات السيارات الجديدة في العام الجاري بنسبة تتراوح بين 15 و25% حسب تطورات وضع الاقتصاد الروسي.
ويقول تيميرخانوف، إن "وضع السيارات الكورية سيكون أفضل من نظيراتها الأوروبية واليابانية، لأن شركتي "كيا" و"هيونداي" تمكنتا من إقامة أكبر عدد من خطوط التجميع داخل روسيا، ما يقلل من تأثرهما بارتفاع سعر صرف الدولار أمام الروبل، كما أبدت هاتان الشركتان مرونة أكبر في سياسة الأسعار للحفاظ على حصتيهما في السوق".
ويرجح الخبير إغلاق مراكز أخرى هذا العام، لأن العديد منها مدين للمصارف، كما أن سوق السيارات بحجمها الحالي لن تستوعب هذا العدد من مراكز التسويق. ويضيف: "يحتاج العدد الحالي من مراكز البيع إلى إتمام نحو 3 ملايين عملية شراء سنوياً، بينما لن تزيد المبيعات في أحسن الأحوال عن 50% من هذا الرقم في عام 2016".
وذكرت صحيفة "كوميرسانت" الروسية، أخيراً، أن مبيعات السيارات الجديدة تراجعت بنسبة 29% في يناير/كانون الثاني الماضي، مقارنة بنفس الشهر من عام 2015، لتبلغ 82 ألف سيارة، وهو أقل مستوى منذ يناير/كانون الثاني 2010 (74 ألف سيارة).
وأشارت الصحيفة إلى أن مبيعات سيارات "كيا" تراجعت بنسبة 20%، لتبلغ 9 آلاف سيارة، و"هيونداي" بنسبة 37% إلى 8 آلاف سيارة، على الرغم من أن مبيعاتهما لم تنخفض في العام الماضي.
ومع ذلك، يعتبر وضع السيارات الكورية الجنوبية أفضل من اليابانية والأوروبية، إذ تراجعت مبيعات "ميتسوبشي" بنسبة 50% إلى 1600 سيارة، و"سيتروين" بنسبة 60% إلى 192 سيارة فقط.
ويشير مصدر بقسم التسويق في أحد مراكز بيع سيارات "بيجو" الفرنسية في موسكو، إلى أن أسعار السيارات الأوروبية كانت أكثر تأثراً بانهيار قيمة العملة الروسية الروبل من الكورية، مرجحاً أن المصنعين الكوريين أقدما على خفض هامش الربح للحفاظ على مستوى المبيعات وحصتهم في السوق.
ويقول المصدر، الذي فضل عدم ذكر اسمه، لـ"العربي الجديد": "كانت مبيعات "بيجو" في معرضنا تتراوح بين 50 و90 سيارة شهرياً مع الوصول إلى رقم الـ100 في بعض الشهور قبل الأزمة، ولكنها تتراوح حالياً بين 7 و10 سيارات فقط شهرياً".
ويوضح أن مبيعات السيارات الأوروبية من الفئة المتوسطة التي تتراوح أسعارها بين 15 ألف دولار و25 ألف دولار، سجلت أكبر نسبة تراجع.
في المقابل، لم تتراجع تقريباً، مبيعات السيارات الفاخرة مثل "بي إم دبليو" و"بورش" و"مرسيدس" التي تبدأ أسعارها من 25 ألف دولار فأكثر، لأن زبائنها من أصحاب الدخول الكبيرة يمثلون الفئة الأقل تضرراً من الأزمة.
ويرى رئيس لجنة مصنعي السيارات بالجمعية، يورغ شرايبر، أن هذا التراجع يعود بشكل أساسي إلى انهيار قيمة الروبل، منذ بدء انخفاض أسعار النفط في يونيو/حزيران 2014، ما يدفع مراكز البيع إلى رفع أسعار السيارات ويشكل ضغطاً على الطلب. وقدرت وكالة "أفتوستات" ارتفاع أسعار السيارات الخفيفة الجديدة بالروبل بنسبة 25% تقريباً في عام 2015.
وأسفر هذا التراجع عن انخفاض عدد معارض تسويق السيارات في روسيا من أكثر من 4 آلاف إلى نحو 3800 خلال عام، مع توقف شركة "جنرال موتورز" عن تجميع سياراتها وسحبها سيارات "أوبل" ومعظم أطرزة "شيفروليه" من السوق الروسية.
وتتوقع وكالة "أفتوستات"، استمرار تقلص عدد مراكز البيع في عام 2016 أيضاً، مرجحة، في الوقت نفسه، فتح مراكز جديدة لمصانع السيارات الروسية والكورية، والسيارات الفاخرة مثل "جاغوار" و"لكزس".
ولم تسفر محاولات الحكومة في دعم قطاع السيارات عن تحسين الوضع، إذ تم تخصيص ما لا يقل عن 42 مليار روبل (أكثر من نصف مليار دولار) شملت برامج إعادة تدوير السيارات ودعم قروض شراء السيارات من الفئة المتوسطة في عام 2015، كما قررت الحكومة دعم القطاع بـ50 مليار روبل (حوالي 650 مليون دولار) أخرى في عام 2016.
وبذلك، يبدو أن الوضع بات في الواقع أسوأ مما كان عليه في عام 2010، إذ إن القطاع لم يكن آنذاك، يحظى بأي دعم من الحكومة، ما يعني أن التراجع الفعلي أكبر هذه المرة.
وفي ظل موجة جديدة من انخفاض قيمة الروبل في يناير/كانون الثاني الماضي، ستكون الشركات التي تعتمد على خطوط الإنتاج المحلية هي الأقل تضرراً في عام 2016، بينما تتجه مراكز بيع السيارات لعرض كميات أكبر من السيارات المستعملة التي سجلت مبيعاتها في العام الماضي تراجعاً أيضاً، ولكن بنسبة أقل بلغت حوالي 20%.
وقال المدير التنفيذي لـ"أفتوستات"، سيرغي أودالوف، إن "سوق السيارات المستعملة أكثر صموداً من السيارات الجديدة، مثلما كان الأمر عليه خلال الأزمة السابقة.
اقرأ أيضا: عملات روسيا وفنزويلا ونيجيريا تواجه الانهيار
وتصب توقعات محللين في صالح استمرار الانكماش بسوق السيارات عام 2016، حيث يتوقع بيع ما يتراوح بين 1.1 و1.3 مليون سيارة، أي أقل بنسبة تصل إلى 25% عما كان عليه العام الماضي، وهي أسوأ نتيجة خلال الـ15 سنة الماضية.
وفي هذا السياق، يرجح رئيس المكتب الصحافي لوكالة "أفتوستات" لتحليل سوق السيارات، آزات تيميرخانوف، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، استمرار تراجع مبيعات السيارات الجديدة في العام الجاري بنسبة تتراوح بين 15 و25% حسب تطورات وضع الاقتصاد الروسي.
ويقول تيميرخانوف، إن "وضع السيارات الكورية سيكون أفضل من نظيراتها الأوروبية واليابانية، لأن شركتي "كيا" و"هيونداي" تمكنتا من إقامة أكبر عدد من خطوط التجميع داخل روسيا، ما يقلل من تأثرهما بارتفاع سعر صرف الدولار أمام الروبل، كما أبدت هاتان الشركتان مرونة أكبر في سياسة الأسعار للحفاظ على حصتيهما في السوق".
ويرجح الخبير إغلاق مراكز أخرى هذا العام، لأن العديد منها مدين للمصارف، كما أن سوق السيارات بحجمها الحالي لن تستوعب هذا العدد من مراكز التسويق. ويضيف: "يحتاج العدد الحالي من مراكز البيع إلى إتمام نحو 3 ملايين عملية شراء سنوياً، بينما لن تزيد المبيعات في أحسن الأحوال عن 50% من هذا الرقم في عام 2016".
وذكرت صحيفة "كوميرسانت" الروسية، أخيراً، أن مبيعات السيارات الجديدة تراجعت بنسبة 29% في يناير/كانون الثاني الماضي، مقارنة بنفس الشهر من عام 2015، لتبلغ 82 ألف سيارة، وهو أقل مستوى منذ يناير/كانون الثاني 2010 (74 ألف سيارة).
وأشارت الصحيفة إلى أن مبيعات سيارات "كيا" تراجعت بنسبة 20%، لتبلغ 9 آلاف سيارة، و"هيونداي" بنسبة 37% إلى 8 آلاف سيارة، على الرغم من أن مبيعاتهما لم تنخفض في العام الماضي.
ومع ذلك، يعتبر وضع السيارات الكورية الجنوبية أفضل من اليابانية والأوروبية، إذ تراجعت مبيعات "ميتسوبشي" بنسبة 50% إلى 1600 سيارة، و"سيتروين" بنسبة 60% إلى 192 سيارة فقط.
ويشير مصدر بقسم التسويق في أحد مراكز بيع سيارات "بيجو" الفرنسية في موسكو، إلى أن أسعار السيارات الأوروبية كانت أكثر تأثراً بانهيار قيمة العملة الروسية الروبل من الكورية، مرجحاً أن المصنعين الكوريين أقدما على خفض هامش الربح للحفاظ على مستوى المبيعات وحصتهم في السوق.
ويقول المصدر، الذي فضل عدم ذكر اسمه، لـ"العربي الجديد": "كانت مبيعات "بيجو" في معرضنا تتراوح بين 50 و90 سيارة شهرياً مع الوصول إلى رقم الـ100 في بعض الشهور قبل الأزمة، ولكنها تتراوح حالياً بين 7 و10 سيارات فقط شهرياً".
ويوضح أن مبيعات السيارات الأوروبية من الفئة المتوسطة التي تتراوح أسعارها بين 15 ألف دولار و25 ألف دولار، سجلت أكبر نسبة تراجع.
في المقابل، لم تتراجع تقريباً، مبيعات السيارات الفاخرة مثل "بي إم دبليو" و"بورش" و"مرسيدس" التي تبدأ أسعارها من 25 ألف دولار فأكثر، لأن زبائنها من أصحاب الدخول الكبيرة يمثلون الفئة الأقل تضرراً من الأزمة.
ويرى رئيس لجنة مصنعي السيارات بالجمعية، يورغ شرايبر، أن هذا التراجع يعود بشكل أساسي إلى انهيار قيمة الروبل، منذ بدء انخفاض أسعار النفط في يونيو/حزيران 2014، ما يدفع مراكز البيع إلى رفع أسعار السيارات ويشكل ضغطاً على الطلب. وقدرت وكالة "أفتوستات" ارتفاع أسعار السيارات الخفيفة الجديدة بالروبل بنسبة 25% تقريباً في عام 2015.
وأسفر هذا التراجع عن انخفاض عدد معارض تسويق السيارات في روسيا من أكثر من 4 آلاف إلى نحو 3800 خلال عام، مع توقف شركة "جنرال موتورز" عن تجميع سياراتها وسحبها سيارات "أوبل" ومعظم أطرزة "شيفروليه" من السوق الروسية.
وتتوقع وكالة "أفتوستات"، استمرار تقلص عدد مراكز البيع في عام 2016 أيضاً، مرجحة، في الوقت نفسه، فتح مراكز جديدة لمصانع السيارات الروسية والكورية، والسيارات الفاخرة مثل "جاغوار" و"لكزس".
ولم تسفر محاولات الحكومة في دعم قطاع السيارات عن تحسين الوضع، إذ تم تخصيص ما لا يقل عن 42 مليار روبل (أكثر من نصف مليار دولار) شملت برامج إعادة تدوير السيارات ودعم قروض شراء السيارات من الفئة المتوسطة في عام 2015، كما قررت الحكومة دعم القطاع بـ50 مليار روبل (حوالي 650 مليون دولار) أخرى في عام 2016.
وبذلك، يبدو أن الوضع بات في الواقع أسوأ مما كان عليه في عام 2010، إذ إن القطاع لم يكن آنذاك، يحظى بأي دعم من الحكومة، ما يعني أن التراجع الفعلي أكبر هذه المرة.
وفي ظل موجة جديدة من انخفاض قيمة الروبل في يناير/كانون الثاني الماضي، ستكون الشركات التي تعتمد على خطوط الإنتاج المحلية هي الأقل تضرراً في عام 2016، بينما تتجه مراكز بيع السيارات لعرض كميات أكبر من السيارات المستعملة التي سجلت مبيعاتها في العام الماضي تراجعاً أيضاً، ولكن بنسبة أقل بلغت حوالي 20%.
وقال المدير التنفيذي لـ"أفتوستات"، سيرغي أودالوف، إن "سوق السيارات المستعملة أكثر صموداً من السيارات الجديدة، مثلما كان الأمر عليه خلال الأزمة السابقة.
اقرأ أيضا: عملات روسيا وفنزويلا ونيجيريا تواجه الانهيار