وقال أحد المبعدين عن الأقصى، ويدعى طارق الهشلمون، وهو رئيس الاستعلامات في دائرة الأوقاف، لـ"العربي الجديد"، إن هذه الفعالية تأتي في سياق فعاليات مماثلة كان أقامها المبعدون عن مسجدهم على مدى أيام الجمع من كل أسبوع، حيث جرت العادة أن ينتظموا في صفوف للصلاة على أبواب الأقصى ليشاهد العالم حجم معاناتهم وحجم الظلم الواقع عليهم من إجراءات الاحتلال الظالمة بحق المصلين، ومن بينهم موظفو الأوقاف وحراس المسجد.
وأضاف الهشلمون، المبعد لمدة ستة شهور عن المسجد والممنوع من دخوله: "رسالتنا أيضا من هذه الفعالية موجهة ضد الاحتلال، ومفادها أننا سنواصل نضالنا حتى نكسر قراراتها بمنعنا من دخول مسجدنا، وأن ليس من حقه منع المسلمين من الصلاة في مسجدهم".
وإضافة إلى المبعدين الستة، كان انضم إليهم تضامنا ودعما وإسنادا عدد من النشطاء المقدسيين بينهم أمجد أبو عصب رئيس لجنة أهالي أسرى القدس، والذي أكد وقوفه إلى جانب المبعدين عن المسجد الأقصى.
وقال أبو عصب: "هي رسالة سلمية واضحة المعنى والمغزى. ليس من حق الاحتلال منع أي مسلم من الصلاة في الأقصى، بل عليه أن يمنع مستوطنيه من استباحة مكان مقدس ليس لهم به أي علاقة، وهو حصر للمسلمين فقط".
ولا ينفك المبعدون عن أداء صلواتهم قرب أبواب الأقصى، سواء طيلة أيام شهر رمضان، حيث يؤدون صلاة التراويح هناك، أو قبل ذلك، في وقت تراقب فيه قوات الاحتلال هؤلاء المبعدين من مكان قريب، ويلتقط عناصر من شرطة الاحتلال صورا لهم.
أما الشاب ثائر أبو صبيح، وهو مبعد عن الأقصى لمدة 6 شهور أيضا، فقد روى لـ"العربي الجديد"، كيف أبعد في السابق سبع مرات عن المسجد الأقصى ولفترات تراوحت ما بين ثلاثة شهور إلى ستة شهور، قابلة للتجديد والتمديد.
أضاف أبو صبيح: "جئنا اليوم لنقول للاحتلال سنبقى هنا في رباط حول الأقصى، وإن إجراءاتكم لن تمنعنا من الوصول إليه والصلاة على أبوابه، وإحياء ما تبقى من شهر رمضان الفضيل".
ناشط مقدسي آخر، هو محمد الشلبي، أبعدته سلطات الاحتلال مؤخرا عن المسجد الأقصى لمدة شهرين، أكد لـ"العربي الجديد" على إسلامية المسجد الأقصى، وأنه ملك خالص للمسلمين، بما في ذلك حائط البراق، وهو جزء من عقيدة أكثر من مليار مسلم.
وتابع: "نحن هنا اليوم، وفي إفطارنا على أبواب الأقصى، نؤكد هذه الحقيقة. بإمكانهم اعتقالنا والزج بنا في السجون. لكن أحدا في الكون لن يمنعنا من أقصانا".
كان الإفطار، كما يقول المبعدون عن الأقصى مناسبة أخرى ليشاهد آلاف المصلين من محافظات الضفة الغربية الذين تقاطروا منذ ساعات المساء على البلدة القديمة من القدس معاناة هؤلاء الشبان، أو ما يطلق عليهم المقدسيون "فتية آمنوا بربهم وقضيتهم"، ويقفوا بأنفسهم على واقع القدس والمسجد الأقصى، حيث يحرم أهله من دخوله، فيما يستبيحه المستوطنون كل يوم بالعشرات.
ويقول الشيخ، عمر الكسواني/ مدير المسجد الأقصى لـ"العربي الجديد" معلقا على ذلك: "هذه هي المعاناة الحقيقية. أن تمنع من مسجدك وأن تقطن بجواره. في حين يسمح للغرباء من غلاة المستوطنين باستباحته وتدنيسه.. لا يحدث هذا إلا هنا للأسف، والعالم يتعامى عن خطورة ما يحدث".