مبارك المالك: 30 يوماً من الغرافيتي

02 يوليو 2015
غرافيتي للفنان في أحد شوارع الدوحة
+ الخط -
منذ الثامن عشر من حزيران/ يونيو الماضي، وبشكلٍ يومي من الثامنة حتى الحادية عشرة ليلاً، يذهب الفنان القطري مبارك المالك إلى "الحي الثقافي كتارا" في الدوحة، تحديداً إلى "أستوديوهات كتارا للفن" (المبنى 19)، ليُنجز جداريتين باستخدام البخاخ، في فعالية عنوانها "غرافيتي لايف".

الجداريتان، اللتان سينتهي رسمهما في 18 تمّوز/ يوليو الجاري، مساحة كل واحدة منهما 20 متراً مربّعاً، يمزج فيهما الفنان ثيماتٍ من تراث بلده، مع أساليب حديثة من حيث الشكل والمضمون تتّسم بحركيّتها. اللافت في هذه الفعالية، هو أنّها تُتيح للجمهور أن يراقب عمليّة الرسم بشكلٍ يومي. أن يرى الفنان وهو يُنجز عمله.

فغالباً ما تُرسم أعمال الغرافيتي في غياب الجمهور، إذ يتسلّل الرسام ليلاً، منتهزاً خلوّ الشوارع؛ ما يمكّنه من كتابة جمله وابتكار رسوماته التي تحمل على الأغلب نقداً اجتماعياً وسياسياً. 

في هذا السياق، يتحدّث المالك لـ"العربي الجديد" عن هذه التجربة. يقول: "الاعتقاد السائد لدى الناس أن الغرافيتي فنّ يقتصر على التخريب وكتابة الشتائم، وهذا ليس صحيحاً. إن ما تتيحه لي هذه الفعالية هو تقريب وتوضيح صورة هذا الفن للجمهور عن كثبٍ، ويتعرّفون أكثر إلى طريقة إعداده".

ولا يقتصر عمل المالك على الأماكن المغلقة أو الفضاءات المحدّدة، وإنّما يمضي في بخاخاته إلى جدران المنازل القديمة في الدوحة. ويركّز الفنان في كثير من أعماله على الوجوه النسائية وما تتزيّن به من حجاباتٍ وأغطية وحليّ تنتمي إلى التراث القطري.


حول هذه التجربة، يقول المالك: "أسعى إلى البحث عن الجدران القديمة والمُهملة، والرسم عليها، بدلاً من أن تظلّ جافّة وبلا معنى. ليس هذا وحسب، بل أتمنّى أن أستطيع أن أقدّم أعمالي على الجسور وفي الأنفاق، بهدف إضافة لمسة فنية أعلى إلى المدينة التي أعيش فيها".

إلى جانب الغرافيتي، يمارس المالك فنون الرسم والنحت والحروفيات، ويستمدّ مواضيع أعماله من الراهن العربي، إذ تستحوذ السياسة على كثير منها. أعمال يمزج فيها الفنان بين الكولاج والخط العربي، وأخرى نحتية تمتاز بحسّها الساخر.

المساهمون