وشارك شباب العوائل الفلسطينية في الحملة التطوعية الأولى من نوعها لتنظيف المقابر الإسلامية في قطاع غزة، وإعادة ترميمها، وتسهيل طرق وصول المواطنين إلى قبور أقربائهم.
وتشرف وزارة الأوقاف والشؤون الدينية على 61 مقبرة في قطاع غزة، بعضها مغلق بسبب عدم وجود مساحات لدفن الموتى، وأعاد الفلسطينيون فتح بعض المقابر بسبب تزايد الاعتداءات الإسرائيلية على القطاع منذ عام 2006، والتي خلفت آلاف الشهداء.
وقال الشاب مصبح لـ"العربي الجديد"، إنّه كان يجد صعوبة في الوصول إلى قبر والده بسبب كثرة الأشواك حول القبور، ما شجعه على المشاركة في المبادرة التي تهدف إلى تنظيف المقابر، معتبرا أن المشاركة عمل إنساني بالدرجة الأولى، وعلى الشباب الفلسطيني المشاركة في مثل هذه المبادرات التي تعود بالنفع على عامة الناس.
شارك جهاد السيد عدداً من أبناء عائلته في تنظيف المقبرة، وقال إنّه نشر مقطع فيديو قبل عام يعبر فيه عن حزنه بسبب صعوبة الوصول إلى قبور أقاربه، وعبّر لـ"العربي الجديد" عن سعادته بأنّ مشاركته في هذه المبادرة كانت ضمن مجموعة من أفراد عائلته الذين جاءوا لتنظيف المقابر وتهيئتها بعد أن كانت موحشة ويصعب الوصول إليها.
بدوره؛ أكّد رئيس مركز المشروع الخيري، زكي مدوخ، وهو القائم على المبادرة، أن "الترويج لها بدأ قبل نحو 10 أيام عقب انتهاء شهر رمضان، وأنّها لاقت تشجيعاً من قبل عدة جهات حكومية وأهلية".
وأوضح مدوخ لـ"العربي الجديد"، أنّ "المبادرة بدأت في مقبرة الشيخ رضوان شمال مدينة غزة، وتهدف إلى تنظيف المقبرة خلال يوم واحد بمشاركة نحو500 متطوع، وبعضهم يشارك بشكل فردي، وآخرون شاركوا ضمن عائلاتهم".
عقب صلاة الفجر، بدأ المتطوعون التحرك نحو المقبرة التي تتجاوز مساحتها 35 دونماً، وتضم آلاف القبور، ويواصلون العمل حتى أذان المغرب، لتصبح المقبرة مع حلول الغروب جاهزة لاستقبال أهالي الموتى.