مبادرات صومالية لتعزيز الأمن الغذائي

19 يوليو 2020
توجه نحو المشاتل (الأناضول)
+ الخط -

تشهد العاصمة الصومالية مقديشو مبادرات شبابية جديدة في قطاع الإنتاج الزراعي؛ حيث ابتكر عدد من الشباب مشاريع بناء بيوت زراعية محمية في العاصمة، وذلك لسد العجز الغذائي، خاصة الخضار والفواكه.

وتغزو المشاتل يوما بعد يوم قطاع الزراعة الذي يواجه حالياً آفة الجراد الصحراوي الذي يغزو المناطق الجنوبية والشمالية من البلاد، ما يهدد الأمن الغذائي.

ويقول عبد الفتاح محمد مختل، مدير شركة دلبلي للزراعة الحديثة، لـ"العربي الجديد"، إن هناك طلباً متزايداً من قبل المستثمرين والتجار في مقديشو على المشاتل، مشيراً إلى أن مشروعهم يهدف إلى سد الاحتياجات الكبيرة في مجال الزراعة الحديثة، بسبب التحول الكبير الذي طرأ على نظام الزراعة التقليدي بعد التطور المتسارع في القطاع، خاصة التقنيات والتكنولوجيا الحديثة المستخدمة في المشاتل والحقول الزراعية.

وبحسب عبد الفتاح، فإن شركته تبني البيوت الزراعية الحديثة، في ست محافظات مختلفة من أرجاء الصومال. وإلى جانب ذلك، تقوم أيضا بتوزيع البذور الزراعية النادرة منها والموجودة على صغار المزارعين لتحقيق إنتاج أفضل لمزروعاتهم.

اقتصاد الناس
التحديثات الحية

ويكشف عبد الفتاح أن العقبات التي واجهها في بداية النشاط التجاري هي عدم اطلاع الزبائن على الزراعة الحديثة. ويمضي عبد الفتاح قائلاً، إن الزراعة الحديثة أقل تكلفة وأكثر إنتاجا من الزراعة التقليدية، بسبب استخدام التقنيات المتطورة ونظام ري صناعي حديث لا يحتاج إلى كميات كبيرة من المياه.

ويقول محمد حسن حسين، الأكاديمي وأستاذ علوم الزراعة في جامعة زمزم، لـ "العربي الجديد"، إن هناك تطورا يواكبه القطاع الزراعي في البلاد، حيث نجحت اختبارات زراعة بذور غير موجودة في الصومال، من خلال استخدام أساليب حديثة للزراعة، مشيراً إلى أن المشاتل تضم بذورا جديدة بكامل حقولها، ومن أهم المزروعات في تلك البيوت الزراعية، الطماطم الكبيرة، وهو نوع جديد في البلاد، إلى جانب الباذنجان والخيار.

ويضيف محمد أن الزراعة الحديثة شجعت المواطنين على الاهتمام بالإنتاج الزراعي، وأن سوق الخضار والفواكه في مقديشو يعتمد على المنتجات الزراعية من إقليمي شبيلي السفلى وشبيلى الوسطى بفضل الأنهار، لكن في الآونة الأخيرة واجهت هذه المناطق انتكاسات متكررة من الفيضان أو الجفاف والقحط، والمعارك الدائرة بين القوات الصومالية وحركة الشباب، وكان هذا بمنزلة فرصة ثمينة لتسويق فكرة المشاتل الزراعية الحديثة في ضواحي مقديشو من قبل أصحاب الشركات التي تعمل في صيانة وترميم البيوت الزراعية المحمية.

ويعرب محمد، عن أهمية الزراعة الحديثة في الانتقال إلى ثقافة زراعية ذات جودة وكفاءة عالية بمجهود وكلفة أقل وإنتاج أكثر فاعلية من محاصيل الزراعة التقليدية التي تتضرر بالعوامل المناخية والحروب والفيضانات.

من جانبه، يقول المزارع الصومالي محمد نور علي، لـ"العربي الجديد"، إن "مزرعتي هذه تحتوي على منتجات كثيرة من الخضار المهمة بالنسبة للمائدة الصومالية، ومنها الطماطم والخيار والباذنجان والفلفل الأخضر، ونقطف منها حصاداً يصل أحياناً إلى عشرة آلاف كيلوغرام في الموسم الواحد، إذا لم تكن هناك مشاكل وأضرار بيئية من الحشرات، خاصة الذبابة البيضاء التي تتلف المحاصيل الزراعية في المشاتل الحديثة".

وتُعد الزراعة في الصومال من أهم القطاعات الحيوية في البلاد، إلى جانب الثروة الحيوانية والسمكية. ويمتلك الصومال أرضاً صالحة للزراعة تقدر بـ8 ملايين هكتار، إلا أن المستغل منها لا يتعدى واحداً في المائة، بحسب مختصين، ما يعكس مدى تراجع القطاع الزراعي في البلاد، نتيجة أزمات سياسية وأمنية وبيئية استمرت زهاء ثلاثة عقود من الزمن.

المساهمون