حين دعت "مساحة فنّ آرت اللوا" المصرية الشاعر والفنّان الأميركي "جيسون ستونكينج" لإقامة فنيّة مدّتها ثلاثة أشهر في القاهرة، لم يكن قد استقرّ على المشروع الذي سيقدّمه خلال هذه الإقامة. كانت هناك الكثير من الأفكار يتداولها مع شريكته في الدعوة المصوّرة الفوتوغرافية "ليزلي مكلستر"، يترأسها هدف أساسي: "كيف ننفض الغبار عن جمال القاهرة"؟
ولعلّ المحادثة بين جيسون والفنان المصري هاني حمّص، من على شرفة الأخير، المطلّة على عدد من سطوح القاهرة أوحت لهما بالفكرة الفريدة. إذ عبّر حمّص عن ضيقه من مشهد الصحون اللاقطة المتّسخة والصدئة والمغبرة كيفما نظرت، والتي أعطت المكان طابعاً كئيباً.
هنا عرف كينج ما عليه فعله: تلوين هذه الأطباق، ليس كلّ سطوح القاهرة طبعاً، بل في حيّ منها، وقد اختير حيّ أرض اللوا الذي تقع فيه "مساحة فن أرت اللوا" التي ترعى مبادرة ستونكينج.
تطلّب الأمر أدوات بسيطة، مثل دلاء طلاء بجميع الألوان الزاهية المتوافرة وفراشٍ، والكثير من الحماسة والقناعة لتنفيذ هذه المبادرة.
بهذه العناصر البسيطة انطلق المشروع. ونجح بعد أسبوع فقط من انطلاقته في جذب عدد كبير من المتطوّعين وتلوين عشرات الصحون اللاقطة.
في مكان قريب، في القاهرة نفسها، كان هناك من سبق جيسون وفريقه. إذ قام عدد من الطلاب الجامعيين أواخر أغسطس/آب الماضي، بمبادرة شبيهة، ولكنّها أشمل، تقوم فكرتها على تلوين "القاهرة الرمادية"، كما أطلقوا عليها.
صاحبة الفكرة هي الطالبة مروة ناصر (مواليد 1994) طالبة في كلية الفنون الجميلة (حلوان) قسم ديكور، طرحت فكرة تأسيس مبادرة "تلوين المدينة الرمادية" في يونيو/حزيران الفائت، ونجحت في إقناع 9 من زملائها في الكلية، جميعهم مواليد 1994، وقد باشروا نهاية أغسطس/آب في تلوين "كوبري 15 مايو"، ونفّذوا حتى الآن تلوين السلّم وأحد أعمدة الجسر الستة، على أن يكملوها قريباً، ثم ينتقلوا إلى مرحلة جديدة من نشاطهم. إذ قرّروا التوزّع على أكثر من مكان في القاهرة، يقود كلّ منهم عدداً من المتطوّعين، انضمّوا إليهم مؤخّراً وهم بالعشرات.
العربي الجديد التقى مروة وتحدّث معها عن مصدر الفكرة فتجيب: "أنا طالبة ديكور، أراقب العالم حولي، تحديداً هيئة المدن والشوارع، رأيت كيف تتزيّن المدن الأوروبية بالألوان، وكيف يؤثر هذا إيجابياً على الحياة اليومية وعلى أهل هذه المدن".
وعن الاجراءات اللوجستية تقول: "أخذتُ تصريحاً من محافظ الجيزة ثم رئيس حيّ العجوزة، وطلبت منه مساعدة عمال النظافة، ولكن كل المعدّات كانت بتمويل الطلاب فقط".
تطمح مروة في انتقال المشروع إلى المحافظات كلها، وليس أرجاء القاهرة فقط. وقد يكون لاختيار الكوبري الذي يصل بين محافظتي القاهرة والجيزة معانيه الدالّة، عسى أن تتمدّد هذه المبادرة الملونة في شرايين مصر، وتجعلها وطناً على قدر طموحات شبابه المبدعين.
ولعلّ المحادثة بين جيسون والفنان المصري هاني حمّص، من على شرفة الأخير، المطلّة على عدد من سطوح القاهرة أوحت لهما بالفكرة الفريدة. إذ عبّر حمّص عن ضيقه من مشهد الصحون اللاقطة المتّسخة والصدئة والمغبرة كيفما نظرت، والتي أعطت المكان طابعاً كئيباً.
هنا عرف كينج ما عليه فعله: تلوين هذه الأطباق، ليس كلّ سطوح القاهرة طبعاً، بل في حيّ منها، وقد اختير حيّ أرض اللوا الذي تقع فيه "مساحة فن أرت اللوا" التي ترعى مبادرة ستونكينج.
تطلّب الأمر أدوات بسيطة، مثل دلاء طلاء بجميع الألوان الزاهية المتوافرة وفراشٍ، والكثير من الحماسة والقناعة لتنفيذ هذه المبادرة.
بهذه العناصر البسيطة انطلق المشروع. ونجح بعد أسبوع فقط من انطلاقته في جذب عدد كبير من المتطوّعين وتلوين عشرات الصحون اللاقطة.
في مكان قريب، في القاهرة نفسها، كان هناك من سبق جيسون وفريقه. إذ قام عدد من الطلاب الجامعيين أواخر أغسطس/آب الماضي، بمبادرة شبيهة، ولكنّها أشمل، تقوم فكرتها على تلوين "القاهرة الرمادية"، كما أطلقوا عليها.
صاحبة الفكرة هي الطالبة مروة ناصر (مواليد 1994) طالبة في كلية الفنون الجميلة (حلوان) قسم ديكور، طرحت فكرة تأسيس مبادرة "تلوين المدينة الرمادية" في يونيو/حزيران الفائت، ونجحت في إقناع 9 من زملائها في الكلية، جميعهم مواليد 1994، وقد باشروا نهاية أغسطس/آب في تلوين "كوبري 15 مايو"، ونفّذوا حتى الآن تلوين السلّم وأحد أعمدة الجسر الستة، على أن يكملوها قريباً، ثم ينتقلوا إلى مرحلة جديدة من نشاطهم. إذ قرّروا التوزّع على أكثر من مكان في القاهرة، يقود كلّ منهم عدداً من المتطوّعين، انضمّوا إليهم مؤخّراً وهم بالعشرات.
العربي الجديد التقى مروة وتحدّث معها عن مصدر الفكرة فتجيب: "أنا طالبة ديكور، أراقب العالم حولي، تحديداً هيئة المدن والشوارع، رأيت كيف تتزيّن المدن الأوروبية بالألوان، وكيف يؤثر هذا إيجابياً على الحياة اليومية وعلى أهل هذه المدن".
وعن الاجراءات اللوجستية تقول: "أخذتُ تصريحاً من محافظ الجيزة ثم رئيس حيّ العجوزة، وطلبت منه مساعدة عمال النظافة، ولكن كل المعدّات كانت بتمويل الطلاب فقط".
تطمح مروة في انتقال المشروع إلى المحافظات كلها، وليس أرجاء القاهرة فقط. وقد يكون لاختيار الكوبري الذي يصل بين محافظتي القاهرة والجيزة معانيه الدالّة، عسى أن تتمدّد هذه المبادرة الملونة في شرايين مصر، وتجعلها وطناً على قدر طموحات شبابه المبدعين.