ما وراء هجوم "داعش" على السويداء جنوب سورية؟

25 يوليو 2018
من موقع هجوم "داعش" على السويداء (تويتر)
+ الخط -


يطرح سقوط عشرات القتلى والجرحى، اليوم الأربعاء، من أبناء محافظة السويداء السورية، ذات الموقع الجيوسياسي المهم، وذات الغالبية من الموحدين الدروز، والتي استطاعت أن تحيد نفسها بشكل كبير عن الحرب الدائرة في سورية منذ أكثر من 6 سنوات، الكثير من الأسئلة حول توقيت هذا الهجوم غير المسبوق من قبل تنظيم "داعش" الإرهابي، لجهة كيف استطاع أن يقطع عشرات الكيلومترات، والتي يقع جزء كبير منها في منطقة عسكرية، إلى جانب فتح جبهة طويلة من المعارك، فضلاً عن وصوله إلى قلب مدينة السويداء والقيام بتفجيرات انتحارية وفتح النار على المدنيين بعيداً عن مقرات النظام والمليشيات الموالية له؟ ولمصلحة من؟

وقالت مصادر في محافظة السويداء، طلبت عدم الكشف عن هويتها، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، إن "هجوم اليوم أتى في توقيت يثير الريبة"، مبينةً أن "هجوم داعش الإرهابي بهذا الشكل عبر تسلل عدد محدود من العناصر وبهدف واضح هو إثارة الرعب بين المواطنين، الذين كانوا هدفهم الأول، حيث أطلقوا رصاصهم في وسط المحافظة ورموا القنابل وفجر عدد منهم أنفسهم بالمدنيين".

ولفتت إلى أن "أبناء محافظة السويداء يشعرون بالخطر منذ انتهاء اتفاق جنوب دمشق بين الروس والنظام وجلب مقاتلي داعش بكامل عتادهم إلى بادية السويداء الشرقية، ومن ثم بدأت العمليات العسكرية في جنوب سورية وفي عمق بادية حمص".


وتابعت المصادر: "جبهة السويداء تركت شبه خالية من القوات النظامية، وكلفت مليشيات الدفاع الوطني ومليشيات الحزب القومي السوري وبعض المجموعات الصغيرة الموالية للنظام، بحماية حدود المحافظة الشرقية، على الرغم من ضعف عديدهم وعتادهم، إذ إن غالبية أسلحتهم هي خفيفة ومتوسطة".

وأشارت إلى "أن القوات النظامية مع عناصر الأجهزة الأمنية والشرطة، داخل المحافظة تقوم بتحييد نفسها عن حماية أهالي المحافظة، وحتى أنها منذ فترة وتحت ضغط الأهالي أصبحت توزع دوريات مشتركة على مداخل المدينة وفي ساحاتها العامة، إلا أننا لم نلحظ لها أثر اليوم خلال الهجوم، ولا نعلم إن كانت موجودة في أماكنها".

وذكرت أنه "وقبل أيام كان ممثل الحكومة الروسية في لقاء مع مشايخ العقل وبعض الوجهاء، بمهمة سماع اقتراحاتهم لتسوية وضع 43 ألف شاب ممتنع عن الخدمة العسكرية بحسب الرقم الموثق لديهم، إضافة إلى سلاح رجال الكرامة".

وبينت المصادر ذاتها، أن "المشايخ أكدوا أن المحافظة خالية من الإرهاب وأن أبناء المحافظة حملوا السلاح لأسباب أمنية وتهديدات خارجية وداخلية، مبدين استعدادهم لبحث تسوية، تبقي على شباب المحافظة داخل محافظتهم، وعلى السلاح الخفيف، إضافة إلى مجموعة طلبات تفصيلية ستسلم للروس".

وأوضحت في سياق حديثها أن "داعش ورقة يبدو أنه أخذ القرار باستخدامها للضغط على أهالي السويداء من جهة، واستخدامها كورقة أقليات ضمن التوافقات الدولية، الأمر الذي قد يعرض المحافظة لتكرار هذه الهجمات وبوحشية أكبر، حتى الوصول إلى الأهداف الرامية إلى إعادة فرض هيمنة الروس والنظام، ليسهل عليها إدارة هذا المجتمع، الذي يعيش منذ عام 2014 خارجها بشكل فعلي".


وحول الهدف من التفجير، قالت المصادر إن "ما حدث سيدفع أبناء المحافظة للجوء إلى الروس والنظام، لحماية أنفسهم، إذ ليس لديهم الإمكانيات العسكرية للدفاع عن أنفسهم لفترة طويلة، وهذا قد يكون مبررا مقبولا لإجراء تسوية للمتخلفين عن الخدمة، وتنظيمهم في الفيلق الخامس المدعوم من روسيا لإنهاء أي حالة عدم استقرار قد يعكر عملية التسوية التي تنفذها في سورية بالتوافق مع الأميركيين والإسرائيليين"

وشهدت السويداء، اليوم، هجوماً واسعاً من قبل تنظيم "داعش"، على قرى عدّة في حافة البادية الشرقية، وأخرى بالعمق، إضافة إلى دخول مجموعة إلى قلب مدينة السويداء، ما تسبب بمقتل أكثر من 50 شخصا، إضافة إلى عشرات الجرحى.