لا يتطلب مشروع إنشاء" سوبر ماركت" في الوطن العربي الكثير من الخبرات التجارية، لكنه يتطلب في المقابل اتخاذ مجموعة من الخطوات الحاسمة التي تساعد على نجاح أو فشل المشروع إن لناحية الموقع أو أساليب التسويق.
الرياض: فرص ذهبية
يساعد المستوى المعيشي المرتفع، وإقبال المستهلكين، على نجاح تجربة إنشاء سوبرماركت في السعودية. وبحسب خبير الاقتصاد نادر راضي الذي أعد دراسة جدوى عن إنشاء سوبر ماركت في السعودية، فإن الخطوة الأولى تتعلق بتقديم طلب الحصول على رخصة للمشروع ثم إبرام عقد استئجار المتجر. ويقول راضي "إن المساحة المُناسبة للمشروع تكون بحدود 300 متر مُربع، بحيث تتميز هذه المساحة في تنوع وشمول البضائع، لكي يستطيع الزبون اقتناء كافة احتياجاته، إلى جانب إمكانية تقديم عروض تسويقية للبضائع. هذا بخلاف استئجار مخزن بمساحة 100 متر مربع.
"إن كلفة المشروع تتراوح بين 133– 160 ألف دولار، وهي تُغطي كلفة الإيجار البالغة 6000 آلاف دولار شهرياً، إضافة إلى أكلاف التجهيزات والمعدات وكذلك كلفة توريد البضائع لمُدة العام"، وفق ما يؤكده راضي. ويشير إلى أن أجور العمالة لا تُشكل جانبا مؤثرا في المصروفات، إذ إنه يتطلب وجود 6 عمال، براتب يدور حول 1500 ريال للعامل.
عمّان: سوق واعدة
باتت الأردن محط أنظار شركات الصناعات الغذائية، بسبب زيادة حجم الاستهلاك نتيجة ارتفاع تعداد المقيمين في البلاد.
ووفقًا لدراسات الجدوى، فإن كلفة إنشاء سوبر ماركت في عمّان أقل من غيرها من دول الخليج المجاورة، إذ إنها حوالى 90 ألف دولار، نتيجة عاملين، الأول انخفاض كلفة الإيجار الشهري إلى ألفي دولار شاملةً المتجر والمخزن. أما العامل الثاني فهو محدودية كلفة الأجور إذ تبدأ من 300 دولار.
وتُشير دراسات الجدوى إلى أن كلفة المشروع لا تغطي فقط مصروفات التجهيز وشراء البضائع واستئجار المتجر والمخزن، بل تغطي أيضاً قرابة 40% من المبلغ كرأس مال يُستخدم في شراء بضائع جديدة.
اقرأ أيضاً:من يريد الاستثمار بالفلل السكنية؟
بيروت: طلب مُستمر
وفقا لجمعية أصحاب السوبر ماركت في لبنان، فإن المتاجر المُقامة تسد 60 – 65% فقط من احتياجات المستهلكين، في إشارة إلى أن السوق مازالت جاهزة لاستيعاب المزيد، بل إنها باتت مقصدًا لكبار شركات الهايبر العربية والأجنبية.
تتشابه الأكلاف في لبنان مع دول الخليج، إذ إنها تتراوح بين 130 – 140 ألف دولار، ولكن الأهم من الأكلاف، هو اختيار موقع السوبر ماركت، إذ ينبغي البحث جيدًا في الأماكن أو الأحياء المتوسطة التي تضم محال بإيجارات مُناسبة تبدأ من 250 -300 دولار للمتر سنوياً.
بالإضافة إلى ذلك، يجب الانتباه إلى عامل التقلب المُستمر في أسعار البضائع بلبنان، إذ إنه يُفقد العديد من المحال القدرة على تقديم عروض ترويجية مُستمرة، وهنا تكمن أهمية وفرة سيولة مالية لشراء كميات من البضائع وتخزينها.
القاهرة: أكثر الأسواق استهلاكاً
تمّتاز أسواق شمال أفريقيا ومن بينها مصر، بانخفاض كلفة إنشاء مشروع السوبر الماركت عن أغلب أسواق الشرق الأوسط، إذ يُقدّر خبير دراسات الجدوى، آسر عمارة، أكلاف إنشاء سوبر ماركت في القاهرة بنحو 65 ألف دولار.
ويقول عمارة إن سر انخفاض الأكلاف هو أن متوسط إيجار المتجر والمخزن يصل إلى ألف دولار فقط، فضلاً عن أن أجور العاملين لن تتجاوز 192 دولاراً للعامل الواحد.
وقبل الحصول على ترخيص افتتاح السوبر ماركت، يجب التدقيق جيدًا في اختيار موقع المشروع نظراً لأن التنافسية مُرتفعة للغاية في القاهرة، إذ إنه لا يخلو شارع تقريبًا من وجود سوبر ماركت بسبب ارتفاع الكثافة السُكانية وخصوصاً في القاهرة الكُبرى التي تضم أكثر من 20 مليون نسمة.
إلى ذلك، يشير عمارة إلى أن حلم التوسع في إنشاء أكثر من مركز تسويقي ممكن في مصر، لأن السوق تتميز باستهلاك مُرتفع للغاية يسمح للمشروع بتحقيق عائد استثماري يصل إلى نحو 25% سنويًا.
تونس: عروض تسويقية
"مشاريع السوبر ماركت في تونس تتمتع بنمو مُتزايد حتى أصبحت مقصدًا للعديد من العلامات التجارية الكبرى" وفق خبير الاستثمار مُعز الجودي.
ويُشير الجودي إلى أن أكلاف تأسيس المشروع في تونس ملائمة للغاية، إذ إنها لا تتجاوز 70 ألف دولار، لكن الأهم من الأكلاف هو القدرة على تقديم عروض ترويجية جذابة.
وبحسب الجودي، فإن السيولة النقدية المُتاحة تلعب الدور الرئيسي في إنجاح خطط التسويق لأنها تمكّن المستثمر من الحصول على عروض جيدة من الموردين عند شراء كميات كبيرة.
الجزائر: أكلاف مُناسبة
تتقارب أكلاف إنشاء السوبر ماركت في الجزائر كثيراً مع مصر وتونس، إذ إنها تتراوح بين 65 و70 ألف دولار، وذلك بسبب انخفاض كلفة استئجار المتجر والمخزن والتي تصل إلى ألفي دولار شهرياً، بخلاف مبلغ مماثل للعمالة.
وتمتاز الجزائر عن تونس بارتفاع حجم استهلاك السلع الغذائية باعتبارها سوقًا ضخمًة تضم أكثر من 30 مليون نسمة، فضلاً عن أن مستوى المداخيل جيد نسبيًا مقارنة بمصر.
ولا تختلف مشاريع السوبر ماركت في الجزائر كثيراً عن أسواق المنطقة من حيث أهمية العروض الترويجية في جذب الزبائن.