ليس خافياً أن النجاح الأدبي في الأوساط الثقافية العربية لا يرتبط بالموهبة وحدها، أو بالقيمة الإبداعية لهذا الكتاب أو ذلك، فهناك منظومة يسير الكاتب فيها شاء أم أبى، وهناك دائماً سبب ما لنشر هذا الكتاب والترويج لذلك الكاتب وتقديم فلان إلى الترجمة وتجاهل آخر.
وعلى قدر ما هو مهم أن يكون للنجاح، ومن ثم الانتشار والتحقق، معايير وقيم يحتكم إليها، على قدر ما هو مخيّب للأمل أن تكون هذه المعايير غير مرتبطة بشكل وثيق ومبدئي بقيمة الأدب نفسه، بل إنها أكثر ارتباطاً بالشلّة أو الموقف السياسي أو حتى الشكل والمكانة والعلاقات الخاصة لهذا الكاتب أو تلك الكاتبة مع أصحاب السلطة في مجال الثقافة، وهم حلقة من الناشرين والنقّاد والصحافيين والكتّاب الأصدقاء. هنا قد تتعثّر تجارب جيدة وتتعرقل في بداياتها، وتلقى أخرى أقل أهمية الترحيب والاستقبال والاحتفاء.
"العربي الجديد" توقّفت عند علاقة الكاتب الشاب بما يسمى "الوسط الثقافي"، وتناولنا بعض التجارب في مصر والعراق وتونس.
علي ذرب: آفة الأب العراقي
يقول الشاعر علي ذرب (1988) من العراق: "من المؤسف أن الوسط الثقافي العربي وفي العراق تحديداً صعب جداً، وصعوبته ليست ثقافية خالصة بل هي بعيدة كل البعد عن ذلك، العملية تكمن في الدسائس والكراهية وإذا صحّت التسمية فإنها حروب صغيرة وأشياء أخرى كثيرة تصل إلى حد الابتذال ولا يوجد سبب واضح لذلك، سوى أنك كاتب جيد".
ويضيف صاحب "رجل في فمه ذبابة" أنه و"بالنسبة إلى مسألة الحضور والتعايش مع هذا الوسط فهي عندي خفيفة، تقتصر على مبدعين قلائل أحترم مشاريعهم وأتابعهم بحب. وحضوري يتمثّل في ما أقدّمه من منجز، لأنني أعتقد أن التعامل معه عن بعد هو الأسلم.
وفي ما يخص موضوعة الأب في ثقافتنا، فإن هذه الآفة التي لا يريدون لها أن تنتهي - وبسببها لم تعرف ثقافتنا الانفتاح إلا قليلاً - فأنا بلا شك ضد هذا المفهوم، فلا يوجد في الثقافة ثبات، فالاختلاف ومجيء التجارب الجديدة يكون من خلال التحوّل، لذا نحن دائماً بحاجة قصوى لمدمّري آبائهم ووضع الحدود لصانعي الأصنام".
هدى عمران: السيولة التي تحكم كل شيء
الروائية والشاعرة المصرية هدى عمران ترى أن "مشكلة الوسط الثقافي المصري ليست فقط في تعاطيه مع كتابة المرأة لكن في وجوده من الأساس، فالسيولة التي تحكم كل شيء، تفكك، وتفتت الكيانات، هي عامل أساسي للنظر إلى الوسط الثقافي في مصر، الذي تحول من كيان إلى مجرد آلية لتسيير الأمور، بين الكتّاب والناشرين والقراء، هذه الآلية يتم استخدامها بشيء من التواطؤ، وتحكمها عناصر أساسية هي الفساد والكليشيه والكيتش والعنف. وما دمنا نحسب أنفسنا خارج هذه العوامل فسيتم تجاهلنا إلى الأبد".
تقول صاحبة "ساذج وسنتمنتالي" إن "مفهوم الفساد، هو فساد الذائقة قبل أي شيء، ثم سلطة التحكم في ظهور "من" و"أين"، ووضعه على أي خريطة، هذه الخريطة التي تبدلت أو يعاد رسمها طوال الوقت بسبب السوشال ميديا التي كسرت حدة احتكار جريدة أو اثنتين. وإن كان رأيي أن الكليشيه والكيتش عاملان أساسيان في ذائقة كل المجتمعات وليس المصرية فحسب، لكن خصوصية الكليشيه المصري مستمدة من الإيروتيكا. وهذه الإيروتيكا لا بد أن تكون متوقعة بحسب المخيلة الذكورية المصرية، حتى بفشلها وعدم تجربتها وفانتازيتها اللامعقولة، وكتابة المرأة المتوقعة حتى يتم الرضا عنها لا بد أن تنحصر في منطقة آمنة؛ فإما أن تزيح نفسها فلا تصبح ندّا لكتابة الرجل، في اكتشافها لمفاهيم جديدة عن الجنسانية أو في تجديد مفاهيم راسخة عن السلطة والاجتماع البشري أو المغامرة، أو تنحصر الكتابة النسوية في منطقة البوح الممل عن الحب والعلاقات الحميمة التي يتم تناولها بسذاجة وفجاجة ترضي المخيلة الذكورية لتجعلها فاعلة طوال الوقت".
تضيف: "تم الهجوم عليّ بسبب استخدامي لغة خاصة بي، من عنوان أول مجموعة لي مروراً باستخدامي مفردات غير مرضي عنها من الأصولية اللغوية المصرية، تم تجاهلي عندما أصدرت رواية "حشيش سمك برتقال" بسبب اختلافها عن الكتابة النسائية المصرية السائدة. مورس العنف الثقافي تجاهي، كما يمارس تجاه كل الكاتبات الجيدات منهن أو الرديئات في القاهرة التي يحكمها العنف والمراوغة. في وقت سابق كان هذا العنف مختبئاً تحت الأسطح، لكنه الآن يصعد ويجرح بكل قسوة".
تعتبر عمران أن "مصر مثل كل الدول القديمة، لا يشعر المرء فيها بالتحقق بسهولة، خاصة مع المؤسسات الثقافية التي لا تحقق أي إبداع ولا تقدم أي دعم حقيقي معنوي أو مادي للفنانين. نحن وحيدون بشكل مرعب؛ أمام السلطة السياسية وسلطة المجتمع وسلطة الدين وأمام دور النشر، ووحيدون أمام بعضنا بعضاً. يحاول بعضهم تكوين دائرته الخاصة، شلته، لتأسيس سلطة ترحب بكاتب وتسحق آخر لا ينتمي إلى الجماعة الصغيرة بالتأكيد".
وتخلص إلى القول: "نحن ككاتبات إن لم نكن ضمن الشلة الثقافية فسيتم تجاهلنا، أو تعنيفنا بالتربص والتلصص على الحياة الشخصية، وسحق السمعة، ومحاولات الابتزاز وفرض السلطة والتنمر، وهذا الدور لا يلعبه فقط الرجال، ولكن أيضا النساء ضد النساء، فهناك "المرأة الذكورية" وهي المعادل/ المرآة للمخيلة الرجالية في درجاتها البدائية، هؤلاء الكاتبات يشعرن بالتهديد تجاه أي كاتبة أخرى جيدة، كأنها منافس غريزي لها داخل كهف ما قبل الحضارة، فتحاول سحقها عن طريق مشاركة العنف ضدها، وعرقلتها إذا كانت المرأة الذكورية تمتلك سلطة مادية تستطيع استخدامها، أو إزاحتها أو إنكارها على أقل تقدير، وكأن الفن منافسة. لكن الفن فن".
محمد الحباشة: أن تُذكّرنا الكتابة بمن نحن
بدوره يقول الروائي التونسي محمد الحباشة (1992): "أعتقد أنّ "الوسط الثقافي" في حدّ ذاته مصطلح غامض، ذلك أنّه ليس مؤسّسة واضحة، بل مجموعة من العلاقات بين أشخاص يجمعهم العمل الثّقافي، وبما أنّنا نتحدّث على الوسط الأدبيّ تحديداً، فإنّنا لا يمكن أن نحصره في مجموعة من الأشخاص دون غيرهم. هذه العلاقات تظلّ نسبيّة".
يتابع: "خلال تجربتي الآن بعد نشر روايتين "خلدون ميشال" (2015) و"رجل شارع روما" (2018)، فإنّ الصّعوبة الكبيرة في التّعامل مع الأعمال الرّوائية الأولى تكمن في أمرين، الأوّل هو الأحكام المسبقة، والثاني هو صعوبة تلقّي التّجارب الـمُجدّدة والـمُختلفة، أو بالأحرى تتفيهها ورفضها. والمثير للانتباه، أنّ هذه الصّعوبة التي تواجه الرّوائيّين في بداية تجربتهم (لا أحبّ أن أستعمل مصطلح الرّوائيين الشّباب، فالسنّ غير محدّدة لصفة الرّوائي) تأتي دائماً من مجموعة أشخاص بعينهم، وليس من الجميع. هؤلاء الأشخاص الذين نصّبوا أنفسهم حُرّاساً وحُكّاماً على كلِّ جديد يُكتب. فتراهم في تدوينات لا يقرأها أحد يبحثون عن خطأ لغوي ما في رواية صدرت حديثاً ولاقت نجاحاً، وتجدهم كذلك في برامج إذاعيّة لا يسمعها أحد يبحثون عن أخطاء في الرّقن هذه المرة ويحصونها بالأعداد بدقّة مُهندسين كبار، وتجدهم أيضاً يتساءلون ما علاقة روايتك بالواقع، ولماذا نشرت روايةً وأنت في سنّ الثّالثة والعشرين، وأشياء من هذا القبيل".
يكمل: "رأيي الخاصّ هو تجاهُلُ هؤلاء الذين يرفضون أن يتغيّروا، فالدّخول معهم في معارك هو بمثابة الدّعاية الـمجّانية لهم (فهم لا يملكون قارئاً واحداً يذهب للمكتبة ليطلب أحد كتبهم، إن وجدت) واستهلاك غير ضروري للطّاقة، كما أنّ تجاوزهم سهلٌ جداً بالأخصّ إذا كنت تنشر في منابر محترمة، وتجد الاعتراف من أشخاص محترمين وممتلئين جيّداً في حقلِ كتابتك ويميّزون كذلك بين الجيّد والرّديء. علينا الاعتراف أيضاً أنّ ليس كلّ جديد يُنشر جيّدا، بل هناك مُستويات متفاوتة، وهذا أمر عاديّ. أنا معجب كثيراً بتجارب بعض أبناء جيلي من الرّوائيّين، وبدأت أشعر ببعض التّماسك بين هذه التّجارب وهذا دليل على وعيٍ مُشترك، على الأقلّ على المستوى الفنّي، وهذا مهمّ جدّا. أعتقد أنّنا بحاجة إلى هذا في الرواية العربيّة. لطالما كنتُ معجبا بالتّجربة الرّوائية في الولايات المتّحدة، وهذا الإعجاب يزداد كلّ يوم، وجُزء كبير منه هو ملاحظة هذا التّماسك الشّديد، حتّى تشعر أنّ كلّ المدوّنة الرّوائية الأميركيّة هي رواية واحدة كبرى".
يعتقد الحباشة أن "جزءاً كبيراً من الوعي المشترك هو الاعتراف بأنّ زمن البكاء على النّكسات العربيّة المتواصلة قد انتهى، والمهمّ هي الكتابة عن حياة الفرد داخل هذه النكسات. فنّيا، أؤمن بأنّ الكتابة الرّوائيّة مثل المسرح فيها جانب كبير من الأداء. شخصيّا عندما أقرأ، أريدُ أن أرى شخصيّات تقدّم أداء، مهما كان هذا الأداء. أريد أن أراها تتخاصم وتتصالح، تُدمن الكحول والمخدّرات، تمارس الجنس وتُصلّي، تنتحر وتطعن بعضها بعضاً، تُحبُّ وتكره، تُلحد وتؤمن، تمرض وتتعافى، تَخُون وتُخانُ، تُفاجَأُ وتُفاجِئُ، وكلّ ما يمكن أن يُركّب مشهداً "غرنيكيّا" عن الحياة الإنسانيّة وعلى الشّرط البشريّ. أؤمن بأنّ المهمّة الأساسيّة للرواية هي هذه: أن تُذكّرنا دائماً بمن نحن".
أحمد سمير: تداعيات الوضع السياسي المزري
من جهته يقول الكاتب الشاب والباحث المهتم بالتراث الإسلامي أحمد سمير: "محاولة قراءة الكتابة الشابة في مصر بشكل فردي لكل كاتب على حدة ستعطي مشهداً مشوهاً ومضللاً للواقع، بل ينبغي النظر إليها ضمن سياقها العام والواسع، من دون تهميش للفروق الفردية، مع المحافظة على النظر من الأعلى ودون الإغراق في التفاصيل، وسنحصل عندها على صورة واضحة للهزيمة، دوائر متداخلة ومركبة من الهزيمة العامة والشخصية، الكتابة الشابة في مصر تدور في هذه المساحة على اختلاف أنواع الكتابة، الأدبية والصحافية".
يوضح: "ملامح الهزيمة يمكن استقراؤها في كتابات مجاذيب الثورة الذين ما زالوا يستيقظون مصدومين كل يوم منذ سبع سنوات صارخين لقد هزمنا وهذه الهزيمة ثقيلة، وتنطبق أيضاً على العدميين اللامبالين الذين يحكون في عوالمهم الخاصة غير عابئين في الظاهر بما جرى ويجري، لكن التفحص سيشير إلى أن غالبية هؤلاء كانوا حالمين ثوريين في لحظة ما وأفقدتهم الهزيمة الرغبة في الحلم، وحتى الذين اندمجوا وتماهوا مع الواقع وقبلوا شروطه ونجحوا في التعامل معه، لا تختفي معالم الهزيمة من كتاباتهم، رغم تجاوزهم لها على المستوى الشخصي".
ويتابع سمير: "المجال العام في مصر محكوم بالقهر والقمع حتى للذين أيدوا السيسي أو كانوا معارضين شرسين للإخوان، والكتابة الصحافية المسموح بها حالياً هي المؤيدة بفجاجة ورداءة منقطعة النظير، الصحافة تم تأميمها فلم تعد هناك صحيفة ورقية مستقلة، وإقالة رئيس تحرير "المصري اليوم" بسبب خبر عن الانتخابات نموذج، والمواقع التي كانت منصة للتعبير المتحرر من القيود الأمنية، تم حجبها ويقبض بين حين وآخر على صحافييها. أما الكتابة الأدبية فقد انحسرت موجة النشر المحموم التي صعدت بعد الثورة، والتي ألقت الكثير من الكتابات الرديئة إلى السوق الأدبي، لكنها في الوقت نفسه سمحت لكتاب موهوبين بالظهور لم تكن قواعد النشر القديمة لتساعدهم، صناعة النشر أيضاً تأثرت بالوضع الاقتصادي الصعب وارتفاع سعر الدولار أمام الجنيه وانخفاض القوة الشرائية للقراء".
يعتبر سمير أن "الكتّاب الشباب يتأثرون بالوضع المزري في مصر، على المستويين الاقتصادي والنفسي، ويمكن ملاحظة أن السفر والهروب والانفجار والغضب والسخرية المأساوية، مواضيع حصرية في نصوصهم التي تنعدم وتضيق منافذ نشرها يوماً بعد يوم، في انتظار أن يجدّ جديد في الساحة السياسية لتترجمه الكتابة".
زيزي شوشة: العنف النفسي والعزلة
الشاعرة المصرية زيزي شوشة تعتبر أن "الحديث عن الوسط الثقافي المصري، لا يتعدى كونه، إهدارًا للوقت، للقيمة، وللقصيدة التي تريد الخروج قبل أن تموت في داخلي. عندما تخرجين إلى هذا الوسط، الذي أتخيله دائماً بقعة جرداء من الأرض، أقول عندما تخرجين بحماسة فتاة تبحث عن المعنى، فتاة تريد الوصول إلى الفن الخالص لوجه الحياة، دون أن تضع في اعتبارها ثنائية "القاتل والمقتول"، حتما ستعودين إلى البيت ممزقة، ربما لم يتبق منك شيء يذكر. لذا كان عليّ الاختباء خلف القصيدة، لكن من سيسمح لكِ بالاختباء؟! في عقر دارك، ستنهال عليكِ الطلقات".
وتضيف: "إذاً لا بد من العزلة والوجود في الوقت نفسه، أمر مرهق؛ عليكِ بذل المزيد من الطاقة، لتحقيق التوازن، بين الحضور والغياب، عليكِ الحذر من غلطة لاعب السيرك". تتساءل شوشة "ما ماهية هذا الوسط؟ من يديره؟ أين يذهب الإبداع الحقيقي؟ من يُحدد الجيد من الرديء؟ من يمرر هذا النص، ويضع الآخر على الرف ليمحوه الغبار؟ هل ثمة معايير؟ أسئلة لا نهائية، وتبدو عبثية في حضرة المدعو "فيسبوك"، فعدد اللايكات والتعليقات، والشير المفتوح، أصبحت هي المعايير الحاكمة للإبداع. لذا يمكننا القول إن "فيسبوك"، مرآة حقيقية تعكس تشوهات الوسط الثقافي المصري. "الشللية"، تم تجاوزها كمصطلح لكن يُعاد إنتاجها، في صورٍ أفدح، ومتحفزة دائماً للقتل أو الانتقام. فالحداثة، أو ما بعد الحداثة، تم تحققها في مصر، ولكن خارج العملية الإبداعية، تحققت في البحث الدؤوب عن طرق حديثة لقتل الآخر المختلف".
تكمل "هذا يقودنا إلى الحديث عن "الكتابة الجديدة"، لماذا هذا الصراع الدائم بين القديم والجديد، إنها قضية أزلية، فالجديد، بالأحرى المختلف، دائماً مزعج، والكتّاب السابقون، لا يتحملون ذلك، يريدون أن يكونوا دائماً في أمان، هذا الأمان يتحقق عبر نسف المختلف، والتقليل من شأنه، بل ووصمه بالعار، وسيظل هذا الجديد المختلف، غريباً عن القديم في كل زمان ومكان إلى يوم الدين. إنها قضية وجود".
تتساءل شوشة: "ما هو الجديد الذي يقدمه الوسط الثقافي المصري؟ ما هي المفردة الأكثر تعبيراً عن حالة هذا الوسط؟ أعتقد أنها "العنف". هناك عنف نفسي يمارسه المبدعون على بعضهم بعضا، وللمبدعات نصيب مهول منه. أحب أن أستحضر هنا، ما قالته، مارغريت دوراس في كتابها "أن تكتب" من أن "المبدع غالبًا، لا يتحمل وجود مبدعة حقيقية". وأنا أكتب هذه الكلمات، تبرز أمامي جثة الكاتبة والروائية السبعينية أروى صالح، وهي ملقاة على الأسفلت، بعد أن قرّرت إنهاء حياتها، بقسوة، تليق ببشاعة هذا الوسط. جثة أروى المشوّهة، هي العنوان الأمثل لهذا الوسط، وما يحدث الآن، يبشر، بالمزيد من الجثث، فانتظروا".