ما هو التخلف التنموي؟

26 اغسطس 2015
نقص التنمية يكون ناجماً عن تفاعل معقد من العوامل(Getty)
+ الخط -
يتكون العالم من مجموعة من الدول الغنية وعدد كبير من الدول الفقيرة، وعندما لا يتم استخدام أو استغلال موارد دولة ما ضمن أقصى إمكانياتها الاجتماعية والاقتصادية، فإن العملية التنموية المحلية تتعرض لتباطؤ واضح، وهو ما يُعرف بـ"التخلف التنموي" أو "نقص التنمية" (Underdevelopment).

في معظم الحالات، فإن نقص التنمية يكون ناجماً عن تفاعل معقد من العوامل الداخلية والخارجية، والذي يسمح للبلدان الأقل نمواً بتحقيق تقدم ضئيل للغاية في عملية التنمية، حيث تتميز هذه الدول بتفاوت كبير بين سكانها الأغنياء والفقراء. وتشتمل أعراض التخلف التنموي، أيضاً، على عدم حصول الأفراد على فرص عمل مناسبة، ورعاية صحية، ومياه صالحة للشرب، وغذاء صحي، وتعليم مستمر، وسكن آمن.

اقرأ أيضا: ما هي الشراكة الاستراتيجية؟

وفي حين تتطور عملية التنمية الاقتصادية من خلال سلسلة مترابطة من المراحل الرأسمالية، فإن البلدان متخلفة النمو، اليوم، تعتبر في مرحلة تاريخية كانت قد مرت بها الدول المتقدمة الحالية منذ فترة طويلة. على سبيل المثال، تعتبر أميركا اللاتينية واحدة من أكثر المناطق في العالم نقصاً في التنمية، حيث لا يتجاوز دخل الفرد السنوي حاجز الألف دولار سنوياً، ويقل متوسط العمر المتوقع في هذه المنطقة عشرين عاماً عن متوسط العمر المتوقع في الدول المتقدمة، في حين تسجل معدلات وفيات الرضع مستويات مرتفعة جداً. علاوة على ذلك، يعتبر سوء التغذية والتشرد وارتفاع معدل البطالة من الأمور الشائعة في هذه المنطقة.

اقرأ أيضا: ما هو الاكتفاء الذاتي؟

في الواقع، فإن العديد من الدول متخلفة النمو باتت تعاني من آثار التبعية الاقتصادية لدول أكثر ثراءً، حيث تشير "نظرية التبعية"، في هذا الصدد، والمكونة من نظريات وُضِعت من قبل مختلف المثقفين من العالم الأول والثالث، إلى أن الدول الغنية في العالم في حاجة إلى مجموعة من الدول الأكثر فقراً من أجل الحفاظ على ثرائها.

اقرأ أيضا: ما هو الاحتكار؟

ووفقاً للنظرية، لم يكن ارتفاع مستوى الفقر في هذه الدول بسبب عدم اندماجها في النظام العالمي، ولكن بسبب الطريقة التي يتم دمجها في هذا النظام، إذ تقدم الدول الفقيرة مواردها الطبيعية وأسواقها واليد العاملة الرخيصة إلى الدول الغنية، التي بدونها ما تمكنت من الحفاظ على مستوى معيشي مرتفع بشكل مستمر تقريباً.

وعلى عكس نظرية التبعية، فإن نظرية "التحديث"، المعروفة أيضاً باسم نظرية "التنمية" في علم الاجتماع الاقتصادي، تُسلِّط الضوء على الدور الإيجابي الذي تقوم به الدول المتقدمة في تحديث وتسهيل التنمية المستدامة في الدول متخلفة النمو.
(خبير اقتصادي أردني)
المساهمون