ما هذا الذي أسمعه

12 فبراير 2018
+ الخط -
مر اثنان بجانبه وأحدهم يقول في السفر سبع فوائد، كعادته هو وأقرانه يسمع الكثير والكثير من هذه الأحاديث والأمثلة البراقة ولا يفهم لها أي معنى. وعلى الرغم من حبه الشديد للتنقل لم يترك أبداً الوطن، بسيط في حياته ليس لديه الكثير من الأحلام، ولكنه يعلم في قرارة نفسه أنه مميز، فقط يريد قوت يومه ويريد الزواج.

وطنه أصبح لا يطاق لكثرة المطاردات التي يواجهها يوميا، بسيط في عاداته لا يهمه الضجيج والتلوث المحيط به من كل مكان ورائحة الفساد التي تزكم الأنوف. فكر كثيراً في أن يهاجر إلي أي مكان، لكنه يريد الهجرة فقط لأن الوطن لم يعد به شيء يكفي، لا يخاف المجهول على الرغم من رؤيته وسماعه لكثير من القصص عن الموت غرقا أو الموت صعقا خلف القضبان.

قرروا الهجرة مع بعضهم، في مجموعة صغيرة تحركوا، وكانت الشمس ساطعة والرياح مواتية ولأن علامة الأذن التيسير لم تقابلهم أية عوائق حتى الوصول، ولأن الاختلاف في طباعهم تفرقوا، جذبتهم الأضواء الباهرة.

أحدهم سعى وراء ملذات الحياة سريعا يريد التزاوج، وآخر تأقلم وأصبح يأكل علي جميع الموائد، هو يعلم ما يريد تماما، ولأنه مميز لم ينشغل بكثرة المغريات، هو أيضا يريد الكثير سريعا لأن الوقت ثمين هنا والحياة قصيرة.

كعادته بدأ يتحرك سريعا وهو يتساءل ما سر هذا الهدوء، اجتذبته رائحة الطعام وصوت مميز لأحدهم كان يقرأ، وكعادة الجميع في هذا المكان اقترب منه في صمت لعله يستفيد من أي شيء، على مقربة منه جلس؛ لكن لم يجد ما يفيد.

نظر إلى السماء يلتمس المساعدة؛ بدأ يتساءل ما هذا الذي أسمعه؟ حاول النظر إلى السماء مجددا، مهلا أنا لا أرى السماء؛ مهلا ما هذا الذي أسمعه؟ حاول التحرك سريعا لكن لم يسعفه الوقت قبل أن ينزل الكتاب عليه ليسحقه سحقا، لعنة السماء على البشر هل هذا هو المنتهي؟ ما هذا الذي أسمعه: "يا واد اقفل الشباك الدبان ملا الدنيا".
دلالات
4F36EEE6-B9C7-47DF-83F3-20BB78913291
أحمد طاحون

مطور برمجيات... مدون، أحاول الكتابة ولكن أغلبها أكواد.

مدونات أخرى