ما بعد هجوم "سوني": القرصنة لأسباب سياسيّة؟

17 ديسمبر 2014
أصبحت القرصنة أداةً سياسيّة (فرانس برس)
+ الخط -
لفت الهجوم الإلكتروني على شركة "سوني بيكتشرز إنترتاينمنت" أنظار العالم أجمع. ورغم أنّ القرصنة أصبحت أمراً شائعاً، إلا أنّ تلك التي تعرّضت لها "سوني" كانت "غير مسبوقة" بحسب ما قال كيفين مانديا، وهو كبير المسؤولين التنفيذيين في وحدة "مانديانت" للطب الشرعي التابعة لشركة "فاير آي" للأمن الإلكتروني، في رسالةٍ وجّهها لمايكل لينتون، رئيس شركة "سوني".
وشن المتسللون هجوماً على الذراع الإعلامية لـ"سوني" يوم 24 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي. فعطلوا شبكة الكمبيوتر وسرقوا وسربوا معلومات حساسة في أسوأ هجوم إلكتروني تتعرض له شركة في الولايات المتحدة.
وتسبب الهجوم بالكشف عن وثائق داخلية، كما سلط الضوء على المناقشات الداخلية الرئيسية لمستقبل الشركة. وكشفوا وثائق حساسة تشمل رواتب الموظفين والمعلومات المالية، وخطط التسويق والعقود مع الشركاء التجاريين. وبالإضافة إلى ذلك، تضمّنت الوثائق رسائل من الرئيس المشارك، إيمي باسكال، والتي سخر فيها من عرق الرئيس الأميركي باراك أوباما. كما تمّ تسريب أعمال لم يتم الكشف عنها بعد، كسيناريو فيلم جايمس بوند الجديد.
وطلب محامي "سوني"، ديفيد بويز، التوقف عن "امتلاك، واستعراض، ونسخ، ونشر، وتحميل، وتنزيل، والإقدام على أي نوع من الاستخدام للمعلومات المسرّبة بالاختراق".
رغم عدم التأكّد من هويّة المخترقين، إلا أنّ مجموعةً أطلقت على نفسها اسم "حراس السلام"، تبنّت الاختراق. وحذّرت المجموعة من نشر مزيد من الوثائق. وقالت في رسالة نشرت على موقع Pastebin: "نحن نحضّر لكم هدية عيد الميلاد، وستكون كميات أكبر من البيانات المثيرة للاهتمام".
وقدّر مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية أن تكون خسائر شركة "سوني" الناجمة عن الهجوم الإلكتروني الذي تعرّضت له نحو مائة مليون دولار.
الخبراء اعتبروا أنّ الهدف من الاختراق تدمير الممتلكات ونشر معلومات سريّة. وقالوا إنّه مُعدّ بحيث لا يمكن الاستعداد له. وحتّى الآن، لم يُعرف إن كان الهجوم له خلفيّات سياسيّة، لكنّه بالتأكيد جزء من الحرب الإلكترونيّة التي تتعرّض لها الولايات المتحدة الأميركية، فقد تمّ اختراق خدمة البريد الأميركية، وشبكة الخارجية الأميركية في الفترة الأخيرة.
ووجهت أصابع الاتّهام بعد الهجوم إلى كوريا الشماليّة، بسبب فيلم "إنترفيو" الكوميدي الذي ينتقدها. لكنّ وسائل إعلام كوريّة شماليّة نفت الموضوع، رغم اعتبارها أنّه "عمل صالح من حلفاء بيونغ يانغ".
كما حذّر مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي، FBI، الشركات الأميركيّة من أنّ متسللين استخدموا برنامجاً إلكترونياً خبيثاً لشن هجمات مدمرة في الولايات المتحدة في أعقاب الهجوم على "سوني". ويستمرّ الـFBI بالتحذير من قراصنة روس، وإيرانيّين بشكلٍ دائم.
وبعيداً عن اختراق "سوني"، فالأكيد أنّ هناك حرباً تنتقل من المعارك العسكريّة إلى المعارك الإلكترونيّة. وهذا يتمثّل أيضاً بالحرب الإلكترونيّة على "داعش"، وما يقوم به كل من الجيش السوري الإلكتروني والجيش المصري الإلكتروني... إضافةً إلى ذلك، فقد حذّرت شركات أمن عالميّة من تزايد أعمال القرصنة، وتحدّثت عن عمليات قتل ستحدث على الشبكة.
المساهمون