ما بعد العشرية السوداء

06 ديسمبر 2015
قادر عطية/ الجزائر
+ الخط -

في مثل هذه الأيام، قبل أربع سنواتٍ، أي مع بداية الانتفاضات العربية، عاشت الجزائر احتجاجات صاخبة اصطُلح عليها بـ "أحداث الزيت والسكّر"، في اختزال لأسبابها في زيادة أسعار المادتين.

تجاوز الأمر حدود الاحتجاج السلمي إلى أعمال شغب. وكان لافتاً الخطاب الإعلامي الرسمي الذي وصف المحتجّين بـ "المراهقين" وأعمالهم بـ "المعزولة".

لم يتساءل أحدٌ عن تلك الفئة التي حدّدها الإعلام الرسمي، من دون أن ينتبه إلى أنها تمثّل إدانة للسلطة ذاتها. فمراهقو اليوم، في الأساس، هم نتاج السلطة الحالية. هذا الجيل الذي يوصَم بالعنف وفقدان القيم والمرجعيات؛ هو جيل ما بعد "العشرية السوداء"، التي لم يعش أهوالها ومآسيها، لكنه عاش في ظلّ عملية إفراغ متواصلة للمؤسّسات؛ بدءاً بالمدرسة، وليس انتهاءً بالإعلام.

قلّةٌ من ينتبهون إلى هذا الجيل ويحاولون إعادة طرح أسئلته وفهم أزمته. في الأدب كما في السينما، لا تزال "العشرية السوداء" مخيّمة على كثير من الأعمال التي تحفر في تلك الفترة، حتّى أنها باتت ثيمة يصعب الإفلات منها. الأمر يشبه إلى حدّ بعيد موضوعة الحرب الأهلية في لبنان، الحاضرة في أدبه وسينماه إلى اليوم.

لكن في حالة "العشرية"، ثمّة نقص فادح في تناول تداعياتها، فنياً وثقافياً، مع بعض الاستثناءات في السينما- الأفلام الوثائقية والقصيرة تحديداً. ربّما لأن أصحابها هم أبناء جيل ما بعد العشرية أو "مراهقوها" المتأخّرون.



اقرأ أيضاً:
 منحوتات خائفة

المساهمون