يمكن القول إن 85 مليون أميركي في العاصمة واشنطن و11 ولاية من ولايات الساحل الشرقي الأميركي، بدأوا يستعيدون نشاطهم تدريجياً، وإزالة الثلوج عن ساحات منازلهم، بعد انحسار خطر ثاني أكبر عاصفة ثلجية "سنوزيلا" في هذه الولايات منذ عام 1888، وقد بلغت سماكة الثلوج في بعض المناطق التي منع فيها التنقل، 90 سنتيمتراً.
وبحسب تقديرات غير نهائية، أدت العاصفة إلى مقتل نحو 19 شخصاً، في وقت تعطلت حركة الطيران في معظم المطارات الرئيسية، وأغلقت طرقات وجسور وأنفاق، وشلّت الحياة بشكل تام، على أن تبقى وسائل النقل العام في واشنطن متوقفة حتى يوم غد الثلاثاء.
وأجبرت العاصفة الثلجية نائب الرئيس الأميركي جو بايدن ووزير الدفاع أشتون كارتر وآخرين على تحويل مسار رحلاتهم الجوية إلى فلوريدا بدلاً من العودة إلى واشنطن. وقال البيت الأبيض إن طائرة بايدن هبطت في ميامي مساء أول من أمس، عقب عودته من إسطنبول. فيما هبطت طائرة كارتر، العائدة من سويسرا، في قاعدة تابعة لسلاح الجو في مدينة تامبا في ولاية فلوريدا. كذلك، ألغيت نحو خمسة آلاف رحلة طيران أول من أمس.
وكانت حالات الطوارئ قد أعلنت قبل العاصفة في واشنطن ونيويورك وغيرها من المدن الساحلية الأخرى، واستدعي آلاف جنود الحرس الوطني في الولايات المتضررة لمساعدة السلطات المحلية، بحسب وزارة الدفاع. وقالت محطات التلفزة الأميركية إن معظم القتلى لقوا حتفهم في حوادث مرورية جراء تحديهم قرار حظر التنقل وعدم التزامهم بالبقاء في منازلهم، فيما توفي آخرون نتيجة أزمات قلبية تعرضوا لها أثناء محاولاتهم إزالة الثلوج المعيقة للحركة.
وأدّت العاصفة إلى انقطاع التيار الكهربائي عن عشرات آلاف الأشخاص في ولاية نيوجيرسي، شرق الولايات المتحدة. وفي وقت سابق، علق سائقون لساعات على الطرقات السريعة في ثلاث ولايات على الأقل، علماً أن السلطات كانت قد حذرت السائقين، وطلبت منهم الابتعاد عن الطرقات. من جهتها، طالبت بلدية واشنطن سكان المدينة الابتعاد عن الشوارع والبقاء في منازلهم. وتجدر الإشارة إلى أن أكثر المدن المتضررة هي العاصمة واشنطن ومدينتي نيويورك وبالتيمور، وقد نفد الوقود من بعض المحطات، وطلب من السكان تدبير احتياجاتهم من الوقود لمدة 72 ساعة.
وعلى الرغم من انحسار الخطر المباشر للعاصفة الثلجية، إلا أن مواجهة آثارها ما زال في بدايته. وتستعين البلديات بمئات كاسحات الثلوج لإزالة الثلوج وخصوصاً في الطرقات الأساسية. فيما عمد عمال البلديات في بعض المدن إلى رش الملح على بعض الأحياء لإذابة الثلوج المتراكمة، وخصوصاً في الطرقات المؤدية إلى المستشفيات.
وعلّقت معظم شركات الطيران الخارجية رحلاتها إلى مطارات نيويورك وواشنطن وبالتيمور، من بينها شركة مصر للطيران والاتحاد الإماراتية، فيما قررت بعض الشركات الأخرى تغيير مسار الرحلات إلى مطارات في مدن أخرى.
إلى ذلك، أعلنت شركة الاتحاد الإماراتية للطيران إلغاء رحلاتها من أبوظبي إلى واشنطن العاصمة أمس، والعكس. وحاولت شركات الطيران تقديم مساعدات للعالقين في المطارات والراغبين في تغيير مساراتهم.
تجارياً، أصيبت الأسواق في معظم المدن المتضررة. أما المتاجر القليلة التي أصرت على العمل، فسرعان ما أغلقت أبوابها، بعدما خشي الموظفون من عدم قدرتهم على العودة إلى منازلهم. مع ذلك، لم تؤثر الثلوج على أولئك المفتونين بها. وفي بنسلفانيا وواشنطن، أقيم عرسان وتوجه الناس إلى الكنائس. وكان سكان المدن الأميركية الشرقية قد استعدوا منذ الأسبوع الماضي لمواجهة العاصفة، وابتاعوا كل ما قد يحتاجونه قبل أن تختفي سيّاراتهم في الثلوج.
اقرأ أيضاً: أكثر من بيت أبيض