ما الذي نريده نحن الفلسطينيون؟

05 اغسطس 2017
+ الخط -
التذبذب في تصريحات الفصائل الفلسطينية التي أعلنت عن تشكيل غرفة عمليات مشتركة، وأنّها على اطلاع كامل ومتابعة فورية لما يدور من أحداث جارية في المسجد الأقصى المبارك ومدينة القدس المحتلة، قد لا يليق بمستوى الشارع المقدسي الذي تصدّى بصدره العاري لبوابات الاحتلال الإلكترونية وكاميراته الذكية؛ واستطاع أن يُجبر الاحتلال على إزالتها، وإنهاء كل التعديات بعد 14 يوليو/ تموز الماضي في المدينة المقدسة، وهذا يدفعني إلى تساؤل: ما الذي نريده نحن الفلسطينيون؟ وما هي أهدافنا؟ وما هي استراتيجتنا في الفصائل والحركات السياسية؟ وإلى ماذا نتطلع فى ظل السياسة غير الواضحة لهذه الفصائل العشر التي يبدو لي أنها لا تعرف ماذا تريد وماذا لا تريد؟
على الرغم من هذا التساؤل المنطقي والطبيعي، إلا أنني أستطيع القول إنّ الأقصى استطاع أن يوّحد الفلسطينيين في كل أماكن وجودهم على الرغم من الانقسام الفلسطيني الذي دخل عامه العاشر. لكن لم نستطع، نحن الفلسطينيين، حتى هذه اللحظة، التقاط هذه الحالة الوحدوية لنداء الأقصى، حتى صرنا نقول جاءت اللحظة التي يوّحدنا فيها الأقصى: ما الذي يمنعنا من ألا نتوحد؟ هل نحن مع المقاومة المسلحة أم المقاومة السلمية، على الرغم من أن كلا منا دعا إلى التصعيد ومظاهرات احتجاج سلمية ضد الاحتلال؟
اتفق مع الكاتب، مصطفى اللداوي الذي يعتقد أنّ شعبنا الفلسطيني نفسه حائر وتائه، وضائع ومنقسم، ولا يملك رؤية موحدة، ولا برنامجاً واحداً، بل إنّ التباين قد أصابه، والاختلاف قد لحق به كقيادته، حتى أضحى امتداداً للفصائل، وانعكاساً لمواقفها وآرائها، يحمل المتناقضات، ويؤمن بالاختلافات. الحيرة كبيرة، وهي حقيقية، فقد أضاع الفلسطينيون بوصلتهم، وتاهوا في طريقهم، واتبعوا مرشدين غير مخلصين، ينقصهم الصدق، وتعوزهم الصراحة والوضوح.
أعتقد أنّ لا شيء يُمكنه أن يوحدنا بعد القدس؛ لذلك هذه فرصة حقيقية لإثبات صدق خطاباتنا وبرامجنا كفصائل سياسية، وأدعو وأعرف أنّها دعوة يصعب قراءة ترتيبها بين تلك الدعوات التي خاطبت الفصائل، ومنها حركة حماس، من أجل إنهاء صفحة عصيبة من تاريخ الشعب الفلسطيني... توحّدواوانصروا القدس.

1612F4D7-52D9-43C8-9E2F-0418A8149C51
1612F4D7-52D9-43C8-9E2F-0418A8149C51
محمد البريم (فلسطين)
محمد البريم (فلسطين)