ما أجملك أيتها الحروب الخاسرة

05 ابريل 2019
عبد الله مراد/ سورية
+ الخط -

رأفة بهذا الهواء
لنتفادى جرحه بضحكاتنا المطلقة.
الهواء حزين ومتعب في هذا البار الشاسع
ويوماً سيموت في الليل
وحيداً
ولن يذكرنا
أبداً.

الفتاة التي تقرأ "مدام بوفاري" في طاولة وحيدة
ينحني الليل بكل ثقله
ويُقبلها.

حراس هذا البار يمنعون البحر من الدخول
ونحن نستعطفهم كل ليلة
لكن في دواخلنا نحب بقاءه خارجاً
لأن صوت بكائه مدهش.

أيتها الأزهار السامة
التي قطفناها من كل حروبنا الخاسرة
اطلعي من هاته القلوب الحزينة
من كل النوافذ المشرعة للهباء
من فم النادل
وابدئي قتلنا
واحداً واحداً.

أيتها المرأة الانتحار
ما أجمل ثيابك هذه الليلة
يليق بك الفستان الأحمر.

الرجل الأسود في هذا الليل المتوحش
يطلق من كمانه موسيقى
تشبه فراشات حقل سري.


* شاعر ومترجم مغربي

دلالات
المساهمون