ماي من بلفاست: الكرة في ملعب الاتحاد الأوروبي

20 يوليو 2018
دافعت ماي في كلمتها عن وحدة المملكة المتحدة(Getty)
+ الخط -

 

أعلنت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، اليوم الجمعة، عن رفضها لمطالب الاتحاد الأوروبي الخاصة بخطة المساندة فيما يتعلق بالحدود الإيرلندية الشمالية، في وقت رمت فيه الكرة في ملعب الاتحاد، للرد على الورقة البيضاء التي نشرتها الحكومة البريطانية الأسبوع الماضي.

وخاطبت رئيسة الوزراء خلال كلمة في بلفاست الاتحاد الأوروبي مطالبة إياه بالتخلي عن تصلب موقفه فيما يتعلق بالجزيرة الإيرلندية، رافضة كلياً نقل الحدود الجمركية من الجزيرة الإيرلندية إلى البحر الإيرلندي الذي يفصلها عن الجزيرة البريطانية.

ودافعت ماي في كلمتها عن وحدة المملكة المتحدة، والتي تضم كلاً من إنكلترا واسكتلندا وويلز وإيرلندا الشمالية، مجددة التزامها بأن أي اتفاق نهائي حول بريكست لن يهدد الاتحاد. كما أعلنت التزامها بعدم رفع الحدود الصلبة في الجزيرة أمام حشد من رجال الأعمال على الحدود بين المملكة المتحدة والجمهورية الإيرلندية.

وكان الاتحاد الأوروبي قد طالب بريطانيا باعتماد خطة مساندة في حال فشل الطرفين إلى التوصل لاتفاق حول بريكست، تضمن استمرار الوضع الحالي في الجزيرة الإيرلندية. ويقترح الاتحاد الأوروبي أن تلتزم إيرلندا الشمالية بالقوانين الأوروبية المعمول بها في الجمهورية الإيرلندية، بهدف تسهيل تنقل البضائع والأفراد بين شطري الجزيرة.

ويفترض هذا الحل الافتراق التنظيمي بين إيرلندا الشمالية وبقية أراضي المملكة المتحدة، حيث تنتقل الحدود عملياً من الجزيرة الإيرلندية إلى البحر الإيرلندي الذي يفصلها عن الجزيرة البريطانية. وهو ما سيقود نهاية إلى وجود نظامين مختلفين داخل المملكة المتحدة.

وتقول ماي بهذا الخصوص "إن الانفصال الاقتصادي والدستوري الخاص بالترتيب الحدودي الجمركي لدولة ثالثة ضمن حدودنا هو أمر لن أستطيع القبول به أبداً، وأعتقد أنه لن يحظى بقبول أي رئيس وزراء بريطاني على الإطلاق".

وأضافت "وكما كان جلياً هذا الأسبوع، ليس هذا الأمر بالمقبول أيضاً لدى مجلس العموم." في إشارة إلى أحد التعديلات التي تم تمريرها على قانون التجارة يوم الاثنين.

وعبّرت ماي في كلمتها عن اعتقادها بأن خطة المساندة التي يطرحها الاتحاد الأوروبي ستخرق اتفاقية بلفاست التي أنهت الحرب الأهلية في إيرلندا الشمالية، والتي دارت رحاها بين مؤيدي التاج البريطاني والجمهورية الإيرلندية.

كما قالت رئيسة الوزراء بأن فكرة الحدود الصلبة في إيرلندا الشمالية غير قابلة للتطبيق، مشيرة أنها "ليست مقبولة من قبل الآلاف من الأفراد الذي يعبرون الحدود بين المملكة المتحدة وإيرلندا كل يوم، أو للشركات التي تعتمد خطوط تموينها وتوزيعها على غياب هذه الحدود".

بريكست عملي

في سياق مواز، أكدت ماي على أن خطة تشيكرز تضمن أن يشمل اتفاق بريكست مصالح جميع أراضي المملكة، بما فيها إيرلندا الشمالية.

وذكرت في هذا السياق "لكل من يهتم لمصلحة بلادنا، ولكل من يرغب بنمو الاتحاد الذي يجمعنا، فإن هذا الواجب يقع في قلب ما تحمل المملكة المتحدة من معانٍ، وفي قلب واجبات الحكومة البريطانية"، وأضافت "واجبنا لا يقتصر على التعامل مع بريكست من الناحية النظرية، بل يمتد لتحقيقه عملياً لجميع مواطنينا".

وشددت رئيسة الوزراء على أن الخطة تشرح كيفية إبرام اتفاق شراكة تجارية مستقبلية بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي، وتحفظ وضع الحدود الحالي. فالخطة تشمل وجود منطقة تجارة حرة فيما يتعلق بالبضائع، وهو ما سيلغي الحاجة للتفتيش الجمركي على الحدود بين البلدين، ويحقق تعهدات بريطانيا حول الحدود الإيرلندية.

ورمت ماي الكرة في ملعب الاتحاد الأوروبي، قائلة بأنه حان الوقت "الآن ليرد الاتحاد الأوروبي" على الورقة البيضاء التي نشرتها الحكومة البريطانية الأسبوع الماضي، مطالبة إياه بالمرونة بالتعامل مع المقترحات البريطانية، كي لا يتم خنق اقتصاد إيرلندا الشمالية.

وستنظر دول الاتحاد الأوروبي السبع والعشرون في الورقة البيضاء التي تضم خطة تشيكرز، عندما تعرض اليوم على مجلس وزراء الاتحاد العام في بروكسل. كما سيتم اطلاع الوزراء في هذا الاجتماع على آخر تطورات مفاوضات بريكست.

وتقوم ماي بزيارة إلى إيرلندا الشمالية ليومين تلتقي خلالهما عدداً من رجال الأعمال المحليين على الحدود البريطانية الإيرلندية، إضافة إلى كلمة تلقيها في بلفاست.