وطالبت ماي، يوم الجمعة، زعماء التكتل بتقديم اقتراحات جديدة، وإبداء الاحترام، وقالت، بعد قمة سالزبورغ في النمسا، إنّ المحادثات وصلت إلى طريق مسدود، بعد تقديم خطتها، لكنّها تمّسكت بموقفها، في تصريحات صحافية، اليوم الأحد.
وقالت ماي، لصحيفة "صنداي إكسبريس"، "حان الوقت لفعل ما هو في صالح بريطانيا. وحانت لحظة الثبات ورباطة الجأش".
وأشارت صحيفة "صنداي تايمز"، إلى أنّ مساعدين لماي بدأوا يضعون خططاً طارئة لإجراء انتخابات مبكرة، في نوفمبر/تشرين الثاني، للمساعدة في إنقاذ محادثات الخروج، وكذلك منصب رئيسة الوزراء.
— Daily Express (@Daily_Express) September 23, 2018
" style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
— Daily Express (@Daily_Express) September 23, 2018
|
وكانت ماي قد أكدت، أنّ الاتحاد الأوروبي يضع بريطانيا أمام أحد خيارين وصفتهما بـ"السيئين".
وقالت ماي، في كلمة، الجمعة، إنّ "الاتحاد الأوروبي يضع بريطانيا أمام أحد خيارين: إما البقاء في المنطقة الاقتصادية الأوروبية، إذاً الالتزام بعضوية السوق المشتركة والاتحاد الجمركي، مع القبول بحرية حركة البضائع والأفراد، مثل النرويج، أو اتفاقية تجارة حرة تشمل الجزيرة البريطانية، بينما تكون أيرلندا الشمالية في اتحاد جمركي مع الاتحاد الأوروبي، لتجنب الحدود في الجزيرة الأيرلندية".
وأكدت رئيسة الوزراء البريطانية أنّ "كلا الخيارين سيئ"، وأنّها تفضل "الخروج من الاتحاد الأوروبي من دون اتفاق على القبول بصفقة سيئة"، موضحة أنّ الخيار الأول لا يحترم نتائج استفتاء بريكست، الذي وصفته بـ"أكبر ممارسة للديمقراطية في تاريخ بريطانيا"، والثاني "لا يحترم سيادة المملكة المتحدة على جزء منها"، وهو أيرلندا الشمالية.
وقوبلت ماي بالثناء من قبل حزب "المحافظين" الذي تنتمي إليه، وكذلك الصحافة، لأنّها وقفت في وجه الاتحاد الأوروبي، قبل المؤتمر السنوي للحزب الذي ينطلق نهاية الشهر الجاري.
وقال وزير الخارجية البريطاني جيريمي هانت، لراديو "هيئة الإذاعة البريطانية" (بي بي سي)، أمس السبت، إنّه "إذا توقع زعماء الاتحاد من بريطانيا الإذعان، فإنّهم بذلك أخطأوا بشدة في الحكم على الشعب البريطاني"، حتى إن كان هذا يعني أن تترك لندن التكتل، في مارس/آذار 2019، دون اتفاق.
وأضاف "قد نتحلّى بالأدب لكن لدينا نقطة نهاية. لذلك عليهم التعامل معنا بجدية الآن".
واتهم هانت، رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك، بـ"إهانة الشعب البريطاني"، وماي، عبر صورة نشرها على "إنستغرام".
وقال "إنّ إهانة رئيسة الوزراء وإهانة الشعب البريطاني، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، والوصول إلى الشتائم (...) فبهذه الطريقة لن نتمكّن من معالجة هذا الوضع الصعب". ورداً على سؤال عما إذا كان المقصود الصورة التي نشرها رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك على إنستغرام"، أجاب الوزير البريطاني "نعم".
والصورة المذكورة التي نشرت، الخميس، على حساب توسك على "إنستغرام"، تظهره يقدّم مجموعة من الحلويات إلى تيريزا ماي خلال قمة سالزبورغ، وجاء في التعليق عليها "قطعة حلوى ربما؟ أنا آسف ليس لدي كرز. بريكست".
Instagram Post |
واعتُبر التعليق إشارة إلى مآخذ بروكسل على لندن، واتهامها إياها باستخدام مفاوضات "بريكست"، لتختار ما يلائمها فقط من الحريات الأربع التي تسود السوق الموحدة، وخصوصاً حرية انتقال السلع والخدمات أو رؤوس الأموال.
أوروبا تتمسّك بمواقفها أيضاً
وأشارت ردود الفعل الأولية على الجانب الآخر من القنال الإنكليزي، إلى أنّ فرنسا وألمانيا متمسكتان بموقفهما أيضاً.
وكان زعماء الاتحاد وماي، قالوا إنّهم يريدون التوصّل لاتفاق، في أكتوبر/تشرين الأول، على أن توضع اللمسات النهائية عليه، في نوفمبر/تشرين الثاني.
وفي باريس، قالت ناتالي لوازو وزيرة الشؤون الأوروبية، إنّ فرنسا ما زالت ترى إمكانية في التوصل لاتفاق جيد لخروج بريطانيا، لكن ينبغي أن تتهيأ لاحتمال الخروج "دون اتفاق".
وأضافت، لراديو "فرانس إنفو"، أنّ تصويت بريطانيا لصالح الخروج "لا يمكن أن يؤدي إلى كسر الاتحاد الأوروبي".
وفي برلين، قال مايكل روث نائب وزير الخارجية الألماني، في تغريدة على "تويتر"، إنّ دول الاتحاد الأخرى وعددها 27 دولة تتكبد العناء للتوصل إلى "حلول معقولة"، واصفًا "لعبة إلقاء اللوم على الاتحاد الأوروبي" بأنّها "مجحفة للغاية".
— Michael Roth MdB 🇪🇺 (@MiRo_SPD) September 22, 2018
" style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
— Michael Roth MdB 🇪🇺 (@MiRo_SPD) September 22, 2018
|
وذكرت صحيفة "ذا تلغراف"، السبت، أنّ العديد من أعضاء الحكومة البريطانية، بينهم وزير الداخلية ساجد جاويد، قد يدفعون نحو حل يقوم على أن توقّع لندن وبروكسل اتفاقاً للتبادل الحر يماثل الاتفاق الذي تم بلوغه مع كندا، خلال اجتماعهم مع ماي، غداً الإثنين.