وفي آخر قمة تحضرها ماي قبل مغادرتها منصبها بعد أقل من شهر، طالبت الرئيس الروسي بتسليم المتهمين بتنفيذ الاعتداء لمواجهة العدالة في بريطانيا، كخطوة تجاه إعادة العلاقات بين البلدين.
وحذرت ماي بوتين أثناء لقائهما من أنه "لا مجال لتطبيع العلاقات الثنائية حتى تتوقف روسيا عن تصرفاتها غير المسؤولة والمزعزعة للاستقرار".
وكانت ماي قد قالت في وقت سابق أمام مرافقيها من الصحافيين، إن الوقت غير ملائم بعد لتطبيع كامل للعلاقات مع موسكو، راهنة تلك الخطوات بتوقف الأخيرة عن أنشطتها التي تقوض المعاهدات الدولية والأمن الدولي "كما جرى في شوارع سالزبيري".
وتتهم بريطانيا عنصرين من المخابرات العسكرية الروسية هما ألكسندر مشكين وأناتولي شبيغا بمحاولة اغتيال فاشلة للعميل الروسي المزدوج سيرغي سكريبال وابنته يوليا.
وقالت ماي "سأصر على الموقف البريطاني بوضوح فيما يتعلق بما جرى في سالزبيري. نعتقد بوجوب أن يمثل هؤلاء الأفراد أمام العدالة"، مؤكدة أنها ستستغل فرصة المحادثات الثنائية مع بوتين خلال قمة العشرين للتأكيد على ذلك.
وعلى الرغم من أن روسيا لا تقوم بتسليم المطلوبين للعدالة الدولية عادة، إلا أن مذكرات التوقيف الصادرة بحق المتهمين تعني إلقاء القبض عليهما فور دخولهما أراضي أي من الدول الموقعة على المعاهدة الدولية.
وتتجه ماي لاقتراح عدد من المشاريع للتعاون الدولي أثناء القمة تهم ملفات كبرى مثل التغير المناخي ومواجهة الإرهاب وإيران.
من جهتها، لا تزال موسكو رافضة للاتهامات البريطانية بالوقوف وراء اعتداء سالزبيري، حيث كان المتهمان قد ظهرا على شاشة تلفزيون روسي ليدعيا أنهما كانا في سياحة في بريطانيا. بل إن ممثل موسكو في الأمم المتحدة دميتري بوليانسكي اتهم بريطانيا باحتجاز واختطاف سكريبال، بعد رفض بريطانيا السماح للسفارة الروسية بالوصول إليه.
وقبيل لقاء الزعيمين، قال المتحدث باسم الكرملين إنهما سيتداولان عدداً من القضايا الحساسة، وإن روسيا "ستستغل أية فرصة في العلاقات مع بريطانيا لإنشاء تعاون جديد".
وتشمل هذه القضايا الحساسة التصعيد الحالي بين إيران والولايات المتحدة. وتركز مقاربة ماي على الحفاظ على الاتفاق النووي الذي وقعته إيران مع عدد من الدول الغربية وروسيا والصين عام 2015، والذي انسحبت منه الولايات المتحدة.
وقالت ماي "أعتقد أن ما يجب علينا التأكيد عليه فيما يتعلق بإيران حالياً هو التهدئة في المنطقة وأن نستمر في العمل، وسأتحدث إلى زملائي في فرنسا وألمانيا حول ضرورة العمل سوية للحفاظ على الاتفاق النووي".
وأضافت أن ذلك يعني ضرورة التزام إيران بتعهداتها، في إشارة إلى إعلان إيران تخليها عن الحد المسموح به من اليورانيوم المخصب وفقاً لبنود الاتفاق.
ومن ناحية أخرى، تدفع ماي الدول الحضور باتجاه محاربة المحتوى المتطرف على الإنترنت، وهي من القضايا الأساسية خلال فترة رئاستها للوزراء. وتحذر ماي من خطورة قدرة الإرهابيين، مثل منفذ اعتداء كريستشرش في نيوزيلندا، من بث اعتداءاتهم مباشرة على الإنترنت.
كما ستعقد ماي مباحثات ثنائية مع عدد آخر من القادة الحاضرين في طوكيو، مثل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وولي العهد السعودي، محمد بن سلمان.