مالك بنسماعيل: يجب أن يجد الجزائريون أنفسهم في أفلامي

10 مايو 2019
مالك بنسماعيل: الوثائقي يوفِّر لك خيار التحسّن (فيسبوك)
+ الخط -

يرفض المخرج الوثائقي الجزائري مالك بنسماعيل أن يفرض الإنتاج الغربي رأيه على المشاريع المُقدَّمة إليه. ينقل عن منتجين أجانب عديدين "تأكيدهم" له بأنهم "يعرفون الجزائر جيدّا". يقول: "أسألهم: هل تعرفون الجزائر حقًّا؟ عندما تكونون في الجزائر العاصمة، أين تقيمون؟ . يُجيبونني: في فندق كذا. أردّ عليهم: إنه فندق 5 نجوم. من يستقبلكم؟. يقولون: "النائب الفلاني". إنهم يعرفون الجزائر عبر النّواب وفنادق 5 نجوم، ويتحدّثون معي عن رؤية أفلامي".

في هذه الحلقة الثانية من حوار "العربي الجديد" معه (الأولى منشورة في 8 مايو/ أيار 2019)، يُكمل بنسماعيل كلامه عن أفلامه، وعن علاقة سينماه ببلده ومجتمعه، وعن التمويل والإنتاج وآليات الحصول عليهما.

(*) هناك مَشاهد في أفلامك تجعلنا نشعر بنوعٍ من الطفو فوق سطح الحكي، كتلك التي في "الصين لا تزال بعيدة"، عندما نرى عاملة التنظيفات تكنّس أرضية المدرسة. مَشَاهد غير مرتبطة بالسرد، فيبدو الفيلم كأنه يلتقط أنفاسه.
ـ أحبّ حقًّا أن يصنع الأشخاصُ/ الشخصيات الذين أصوّرهم الفيلمَ معي. أقول لهم دائمًا: "لن أصوّر فيلمًا عنكم بل معكم". أحكي لهم القصّة، وأطلب مساعدتهم. أقول لهم: "ستكونون في دوركم، وتقولون ما تريدون، لكن عليكم أن تعرفوا أن ما ستفعلونه سيؤثّر على عملي كمخرج".

بحكم أننا صوّرنا الفيلم في 4 فصول، لاحظت أن رشيدة، عاملة التنظيفات، منهمكة في شغلها. أنا أنتبه جيدًا إلى هذه الشخصيات الصغيرة. هناك دائمًا شخصيات رئيسية، كالمعلم والطالب ومدير المدرسة. لكني أحرص أيضًا على الشخصيات الصغيرة، لأنها هي التي تعطيني زمن الفيلم وإيقاعه. طلبتُ من رشيدة تصويرها. في البداية رفضت: "لا تصوّرني". قلتُ لها: "حسنًا، لن أصوّرك، سأؤطِّر فقط الإناء والمكانس وما إلى ذلك". أريتها النتيجة، فأحبّت ذلك. ثم سألتها: "من أين أنت؟ أخبريني عن عائلتك؟". شيئًا فشيئًا، روت لي. مع بداية الفصل الثاني، رأت فريق العمل، وهتفت بتعجّب: "لقد عدتم". أجبت: "نعم. قلتُ لكِ إننا سنعود". فأجابت: "حسنًا، اعتقدتُ أنها كانت مجرّد كلمات في الهواء". قلتُ: "لا. عدنا وسنعود مرة أخرى، لذا أودّ أن أصوّرك". أجابت: "يمكن أن تصوّر مَشاهد من الخلف". هذا ما كان. في النهاية، طلبتُ تصوير وجهها، فوافقت. مع اقتراب نهاية التصوير (نهاية شهر مايو/ أيار)، ذهب الأطفال إلى البحر، فطلبت منها مرافقتنا. أخبرتني أنها لا تملك الحق. لكن، بما أننا لن نعود، أعطيتها رقم هاتفي. ذات يوم جمعة، اتصلت بي: "أريد أن أتحدث إليك". سألتها: "هل تريدين أن آتي وأصوّرك". قالت: "يمكنك تصويري، لكن فقط عن طريق تسجيل الصوت". قلتُ لنفسي إنها تريد أن تدلي بشهادتها، لكنها لا تريد أن ترتبط شهادتها بجسدها.

هذه هي المرأة الجزائرية. حتى أثناء الحرب الجزائرية، كانت هي التي تضع القنابل وتناضل بشجاعة وكل شيء. لكن، ليست هي التي تقول "أنا من صنع الثورة". ليست هي من تولّت السلطة. إنها لا تزال تحمل الأسرة والمجتمع بطريقة مؤثّرة ومتواضعة. الشيء نفسه مع رشيدة. عندما أخبرتُ المونتير ما أخبرتك إياه، قال: "في الواقع، قدّمت لك رشيدة بنية الفيلم". سألته: "كيف؟"، فأجاب: "لأنها أعطتك الإيقاع الذي ينبغي تبنّيه. نبني الفيلم، وهي تصنع الإيقاع". فكّرت في المونتاج وفق هذه الإمكانية. لكن، كان مهمّاً التحقّق من صواب الفكرة مع المؤلِّف، فجربناها واشتغلت جيدًا. رشيدة أعطتني كلّ شيء. لا تعرف السينما إطلاقًا، وغير متعلّمة، لكنها قادمة من الجزائر العميقة. لقّنتني درسًا في السينما. هذه حقيقة الوثائقي. الخيال لن يُقدِّم لك أبدًا شيئًا كهذا.

(*) يقدّم لك الواقعُ المفاتيحَ، لكنْ عليك معرفة كيفية التقاطها.
ـ لهذا السبب، عليك ـ مع الوثائقي ـ الانتباه والتيقّظ جيدًا. عليك أن ترى كلّ شيء. عندما أقوم بالإطار، أحاول رؤية كلّ شيء. أنظر يسارًا ويمينًا. يمكن أن تجري أشياء مهمّة في كلّ وقت، وفي كلّ مكان، ومن أيّ كان. مثلاً، في "الصين ..."، هناك المُرشد السياحي مسعود. في البداية، لم أعرف بوجوده في القرية. ثم جاء إليّ وسألني عمّا نفعله. وجدته مثيرًا للاهتمام. شيئًا فشيئًا، أخبرني عن حياته. سألته عمّا إذا كان يريد أن يكون جزءًا من الفيلم. أجابني: "لا. جئت لأخبركم القصّة. هذا كلّ شيء". اقترحت عليه زيارته في بيته، من دون كاميرات. بدأت أجلس معه، وصرنا صديقين. قلتُ له: "الآن، ستدخل في الفيلم وتصبح ممثلاً". أخبرني أنه يجب قول كلّ شيء، وأنه لا يوجد شيء في البلد، وأن الشباب يُضحَّى بهم. شيئًا فشيئًا، أصبح شخصية. أستهلّ الفيلم معه، بينما لم أفكّر أبدًا في بداية كهذه.

(*) مشهد الافتتاح الجميل على الطريق.
ـ نعم، لأنه مرشدٌ سياحي. لكن، في العقد الأسود توقفّت السياحة، ولم يبقَ له مورد رزق. بما أن والديه يعيشان في القرية القديمة، أقام معهما، وعاشوا جميعهم 5 أعوام بفضل محاصيلهم، من دون مغادرة القرية. قال الناس إنه على الأرجح تغرّب، بينما هو لم يغادر الجزائر أبدًا. لذا، عندما خرج مرتديًا قمصانًا وساعات، كان السياح يهدونها إليه، رآه الناس فهتفوا: "أين كنت يا مسعود؟ في السويد؟". لم يخبرهم الحقيقة أبدًا.

(*) يقال إن نجاح الفيلم الوثائقي يتأتّى من تمكّن المخرج من العودة إلى الأشخاص الذين صوّرهم بعد إطلاق الفيلم. هذا يقود إلى مسألة الكرامة، خاصة الطريقة التي تُصوِّر فيها المجاهدين القدامى في "الصين..."، إذ نشعر أنك تقول الكثير عن حالتهم المأساوية، لكن مع المحافظة على كرامتهم.
ـ نعم، ومن دون استفزاز، فصمتهم يمكن أن يقول أكثر بكثير من كلماتهم. هذا هو الدرس الأكبر الذي تعلّمته من اشتغالي لمدة 25 عامًا. يمكن أن ينبئك الصمت بأشياء كثيرة. صوّرت "الحروب السرية لجبهة التحرير الوطني في فرنسا" (2010)، وأجريت مقابلة مع الرئيس السابق لجهاز المخابرات الفرنسي في عهد ديغول. من المؤكد أنه قَتَل وأخفى كثيرين. سألته عن مئات الجزائريين الذين أُلقي بهم في نهر الـ"سين" في باريس، في أكتوبر/ تشرين الأول 1961: "هل تتحمّل مسؤولية ما؟". نظر إليّ للحظةٍ، وقبل الإنكار، سحب سرواله قليلاً إلى أعلى. بما أني أولي اهتمامًا كبيرًا بالتفاصيل، وقبل أن يقوم بهذه الحركة ثانية، أشرت إلى مدير التصوير، فالتقط إشارتي فورًا لاعتيادنا العمل معًا، فصوّر لقطة مُقرّبة على اليد التي تسحب السروال. صدّقني حين أقول لك إنه قام بهذه الحركة غير الإرادية مع كلّ إجابة. في الصالات، كان الجميع يضحكون أمام هذا المشهد. فهموا أنه كلّما كذب، تصدر منه هذه الحركة تلقائيًا، كأنها تشنّج لاإرادي.

صمت المُجاهدين في "الصين..." يُشعرنا بأنهم لا يستطيعون قول كلّ شيء. لا تزال هناك أسرار. نشعر بثقل التاريخ الملقى على عاتقهم. لهذا السبب، لا يعرف النظام الجزائري كيف يتصرّف مع أفلامي. يعرفون أني أصنع أفلامًا محترمة، فيفرضون الرقابة. لكنهم، في الوقت نفسه، يسمحون لي بالتصوير. عندما أتحدّث إليهم في الحياة الخاصة، يتّفقون معي، لكن الأفلام تزعجهم. في الحقيقة، يعلمون أن ما يقال في أفلامي صحيح وحقيقي.

(*) وأنك دائمًا تتحرّى الصّدق.
ـ الاستماع مهمّ. على المخرج الوثائقي أن يكون طبيبًا نفسيًا، لاستماعه إلى صرخات الأشخاص، ومحاميًا، لأنه ينقل صعوباتهم ويحاول الدفاع عنها. لشعوبنا صعوبات كثيرة. عندما تصوّر حياة نادل مثلاً، تدرك الصعوبات الجمّة التي يواجهها يوميًا. يجب أن نظلّ دائمًا متواضعين ومنتبهين إلى الناس، وأن نخبرهم أننا لا نصنع أفلامًا عنهم بل معهم.

أفعل شيئًا لا يفعله صانعو الأفلام أبدًا: أعرض ما أصوّره أمام الشخصيات كلّ 3 أيام. أحمل شاشتي وأقول لهم: "انظروا مَشاهدكم". يقولون لي غالبًا: "لا بأس، لا يستحق الأمر كلّ هذا العناء"، فأصرّ: "بلى، انظروا". أنا مقتنع بوجوب عدم حبس شخصياتنا في صُورها. يتعيّن عليها رؤية نفسها، بمشاكلها وصعوباتها، وإذا أرادت المغادرة، أعطيها فرصةً للتطوّر. مُدرِّس اللّغة العربية في "الصّين لا تزال بعيدة" قاسٍ للغاية على طلّابه، في الفصل الأول. في الثاني، أخبرني أنه يريد التوقّف. لماذا؟ لأنّي أريته نفسه. هذا خطر، فعندما تتيح للشخصية مشاهدة نفسها، يمكن فقدانها، لكني أفضل المجازفة بهذا على أن أنهي مونتاج الفيلم وترفضه الشخصية. عندها، تصبح في طريق مسدودة، والفيلم لا يساوي شيئًا. أفضّل أن تعرف الشخصيات صُوَرها، لأنها وسيلة لتمكينها من تحسينها. أخبرت محمّد المدرّس أن الأمر متروك له للّعب الآن، وأن بإمكانه تطوير شخصيته، حتّى لو تغير شكلها وبنيتها قليلاً، فلا بأس. نحن في ديمقراطية، ولا يحقّ لي سجن الناس في أخطائهم.

(*) الوثائقي ليس كاميرا خفية.
ـ بالتأكيد، فهو يوفر لك خيار التحسّن. حتى بن فليس أريته مَشَاهده. هذا يتيح لهم أن يفهموا أنك لا تسرقهم، وأنهم سيصبحون شخصيات في فيلم. بعد ذلك، لا تعود هناك أية مشكلة. لأنهم يعرفون كلّ شيء. هذه طريقة جيدة، رغم أنها خطرة.

(*) إنه شيء لا يفعله الغربيون.
ـ لا، لأنهم يجعلون الشخصيات توقّع على عقود. افعلْ هذا مع جزائري. سيتملّكه الخوف تمامًا، وسيقول لك: "لن أوقّع على شيء. دعني وشأني". لا يمكن فعل ذلك. كلّ شيء يتوقّف على البلد وثقافته.

(*) أثناء الاستماع إليك، أدرك مدى تغلغل حساسية التحليل النفسي في عملك، خاصة أن والدك رائد هذا المجال في الجزائر.
ـ نعم. هل أثَّر هذا عليّ؟ لا أعرف. ليلاً، يتحدّث الآباء كثيرًا عن عملهم. تحدّث والدي معنا كثيرًا عن المرضى وصعوباتهم. كان شخصًا لطيفًا دائمًا. عندما رأيت فريقه من الأطباء الشباب، اكتشفت أنهم هم أيضًا كانوا دائمًا يتحلّون باللّيونة واللّطف، حتى عندما يصرخ المرضى ويتخبّطون، فيحاولون دائمًا إعادتهم إلى التفكير من خلال الحوار. أعتقد أن الأمر كذلك في السينما أيضًا. عليك أن تكون لطيفًا ومتعقّلاً. نحن نبني أرشيفًا، لذا لا جدوى من الضغط على الناس. عليك أن تشرح لهم. أعتقد أن الجزائري كالمغربي، إذا شرحت له جيدًا، فهو يذهب معك. أحيانًا كثيرة، لا يعرف مخرجون شباب هذا كلّه. لا يحبّون شيئًا مهمًا: الصبر. مثلاً، عندما أصوّر، لا أعمل يوميًا. أحيانًا، أقول لفريق العمل: "اليوم، نحن لن نصوّر". مع أنّ أجورهم مدفوعة. يهتفون متعجّبين: "كيف هذا؟ ماذا سنفعل؟". أقول: "لا شيء. ستتركون الكاميرات والمعدّات في الشقق، وسنتناول "المشاوي" مع الشخصيات، وندخّن السجائر معًا". تنظر الشخصيات إلينا بعيون جديدة، ولا تقول لنفسها عند رؤيتنا: "ها قد جاء مرّة أخرى ليلتصق بنا". عليك الانغماس في الحياة معها، ومشاركتها لحظات من الحياة، والابتعاد عن فكرة: "أعطوني صُوَركم وشهاداتكم وكفى". بهذه الطريقة، يمكنك إنشاء علاقة ولاء حقيقي مع الناس.


(*) لسوء الحظ، الفيلم الوثائقي هو الأضعف في السينما المغربية.
ـ وفي الجزائر أيضًا.

(*) أعتقد أنكم متقدّمون علينا في هذا المجال، لأن هناك جيلاً رائعًا من الوثائقيين الشباب. شاهدتُ "رونبوان في راسي" (2015) مثلاً.
ـ هذا فيلم حسن فرحاني. رائع. حسن مساعدي في "سلطة مضادة". هناك شباب كثيرون شاهدوا أفلامي كلّها، فقرّروا إنجاز أفلام وثائقية.

(*) هذا نفتقده في المغرب. إلى ذلك، فإنّ نظام دعم إنتاج الأفلام سيف ذو حدّين: في أذهان غالبية المخرجين، السينما مرتبطة بالدعم العمومي، والوثائقي أول من يدفع ثمن هذا المُعطى. لا يمكن إنجاز أفلام تنتقد المنظومة وتُمَوَّل، في الوقت نفسه، من المنظومة نفسها.
ـ تمامًاً. في الجزائر، يموّلون القليل جدًا. بالنسبة إلى "معركة الجزائر: فيلم في التاريخ"، وافقوا عليه شفهيًا، وعبر الهاتف. انتظرنا الرسالة، فلم يرسلوها أبدًا. لذا، كان علينا اقتراض المال، لأن الإنتاج المشترك أخبرنا: "إذا قالوا نعم، يمكننا انتظار المال من الجزائر لتمويل التصوير فيها". هذا طبيعي. في الأخير، عند انتهاء الفيلم، وبعد مشاهدتهم إياه ـ على شاشة "كنال بلوس" كما أعتقد ـ قالوا: "حسنًا"، ثم تلقّينا الرسالة بعد 3 أيام.

مرة أخرى، هذه مسألة خوف. أنا لا أستفزّ، وهم يعرفون ذلك، لكنهم يخشون التهجّم على ياسف سعدي (عضو بارز في كوموندو جبهة التحرير سابقًا، وأحد منتجي "معركة الجزائر"). لكن، إذا رأيت الفيلم، فإنّ الأشياء قيلت بين السطور. لذلك، عندما يتعلّق الأمر بالتمويل، نعاني للحصول على الأموال من الداخل، فنضطر إلى البحث عن منتجين دوليين. إنه البديل الوحيد المتاح.

لكن، يجب الحرص على عدم اتّباع نظرتهم. يجب فرض رؤيتنا: "الأمور هكذا، ولن أتزحزح عنها". لا تقبل التمويل الذي يحوّل كتاباتك. هذا يتطلّب أن تكون قويًا. أنا أفضّل عدم الحصول على المال على أن أخضع للضغوط. يجب أن أحمي نظرة الجزائر. عندما أنجز فيلمي، أفكّر في الجمهور الجزائري أولاً. بعد ذلك، أفكّر في كيف يمكن أن يفهمه المُشاهد السويدي أيضًا. شاغلي الأول ألّا أصنع فيلمًا غريبًا عن الجزائريين. لا أستطيع تحمّل الأفلام التي، بمجرّد رؤيتها، تدرك أنّها أنجزت للأجانب. يجب أن يجد الجزائريون أنفسهم في أفلامي، ودوري أن أفرض ذلك على التمويل الدولي. أقول لهم: "عندما تموّلون فيلمًا صينيًا، لوانغ بينغ أو غيره، فأنتم تريدون أن يكون في قلب الصين، أن لا توجد نظرة أخرى تلوّثه. توقّفوا إذاً عن إلقاء نظرة استعمارية علينا".

المساهمون