فقد دعت الرئاسة الفرنسية، في بيان، بعد لقاء الرئيس إيمانويل ماكرون مع أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، في الإليزيه، إلى "رفع الحصار، الذي يؤثر على سكان قطر، في أقرب وقت ممكن".
ونقل البيان عن ماكرون رغبة الأخير "في القيام بدور نشط لدعم الوساطة الكويتية لحل الأزمة"، كذلك أعرب عن قلقه إزاء "التوترات التي تهدّد الاستقرار في المنطقة، وتعيق الحل السياسي للأزمات، وتضعف فاعلية كفاحنا المشترك ضد الإرهاب"، وكشف عن اتفاق باريس والدوحة على "إرساء آلية مشتركة لتجفيف منابع الإرهاب".
ويعتبر مطلعون على الموقف القطري الرسمي أن هذا الكلام الصادر عن الرئيس الفرنسي يعتبر نقطة قوة كبيرة للدبلوماسية القطرية، في معركتها لإنهاء الحصار، على اعتبار أن فرنسا من أقوى دول الاتحاد الأوروبي، ولم تُعرب عن انحيازها لدول الحصار منذ بدايته قبل أكثر من مائة يوم، شأنها شأن ألمانيا، القوة الاقتصادية الأوروبية الكبرى على الإطلاق، والتي زارها أمير قطر يوم الجمعة أيضاً، قبل وصوله إلى باريس.
وتمسّكت المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، بموقف دولتها من الأزمة التي رأت أن حلها بات ضرورياً، "عبر مفاوضات بعيدة عن الإعلام" بين أطرافها، داعمة بدورها الوساطة الكويتية.
بدوره، ميّز أمير قطر بين محاربة الإرهاب أمنياً واستمرار قطر بتأدية هذا الدور، وبين ضرورة معالجة "جذور وأسباب الإرهاب".
وتكتسب هذه المواقف الدولية الإيجابية بالنسبة للدوحة أهميتها أيضاً، من واقع أنها تسبق وصول أمير قطر إلى الولايات المتحدة، حيث يرجح أن يلتقي بالرئيس دونالد ترامب، والذي تتحدث تسريبات عن احتمال قيامه بجمع أطراف الأزمة، في نيويورك، على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة (بين 19 و25 سبتمبر/ أيلول الحالي)، أو في واشنطن، ربما بمشاركة أمير الكويت، صباح الأحمد الجابر الصباح، والذي يُقيم لفترة وجيزة في الولايات المتحدة.
وسيشارك أمير قطر في اجتماعات الدورة الثانية والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، والتي تعقد في مقر المنظمة بمدينة نيويورك بالولايات المتحدة الأميركية، وسيلقي الشيخ تميم خطابًا في الجلسة الافتتاحية للجمعية العامة يوم الثلاثاء الموافق 19 سبتمبر/أيلول الجاري.
وبدأ أمير قطر، أمس الخميس، جولة خارجية، شملت كلاً من تركيا وألمانيا وفرنسا، التي غادرها الجمعة، ويرتقب أن يتوجّه بعدها إلى الولايات المتحدة، لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.
ونجمت الأزمة الخليجية عن قيام السعودية والإمارات والبحرين ومصر بحملة افتراءات واسعة وحصار سياسي واقتصادي ضد قطر منذ 5 يونيو/ حزيران الماضي.