فقد شارك في هذه العملية، التي أطلق عليها اسم "دراغون"، والتي تمت تحت قيادة أميركية وفرنسية، 450 ألف جندي، أغلبيتهم من الجنود القادمين من شمال أفريقيا ومن أفريقيا السوداء، خاصة الرماة السنغاليين والجزائريين والمغاربة وغيرهم.
وقد وجَّه الرئيس ماكرون الدعوة إلى كل رؤساء الجمهورية السابقين، إلا أن الرئيس الأسبق نيكولا ساركوزي، كان الوحيد الذي لبى الدعوة، فيما اعتذر الرئيس السابق فرانسوا هولاند، ولم يحضر الرئيسان الآخران، فاليري جيسكار ديستان وجاك شيراك، بسبب الإرهاق والمرض.
وليست هذه المرة الأولى التي يحظى فيها الرئيس الأسبق ساركوزي بلقاءات مع إيمانويل ماكرون، فقد سجَّل مراقبون كثيرون أن ساركوزي تجنب، حتى الآن، توجيه أي انتقاد لسياسات ماكرون، حتى في عز أزمة "السترات الصفراء"، رغم أنه لم يبخل بانتقاد حزبه السياسي "الجمهوريون" وبعض توجهات قياداته.
واعتبر الرئيس ماكرون أن "حيوات هؤلاء الأبطال القادمين من أفريقيا يجب أن تشكّل جزءاً من حيواتنا كمواطنين أحرار، إذ أنه من دونهم لم يكن ممكناً أن نوجد هنا". ثم وجَّه الرئيس ماكرون دعوة إلى رؤساء بلديات فرنسا، من أجل إحياء ذاكرة هؤلاء الأبطال، الذين جعلوا قارة أفريقيا بأكملها "فخورة بإنجازاتهم"، عن طريق "إطلاق أسمائهم على شوارعنا وساحاتنا".
وليست هذه المرة الأولى التي تحتفل فيها فرنسا بهذه المناسبة، فقد شهدت الذكرى الخمسون، حضور ممثلي 18 بلدا أفريقيا، فيما حضر الذكرى الستين، 15 من قادة أفريقيا السوداء والمغرب العربي.
ويبدو أن الظروف السياسية غير مهيأة، حاليا، لحضور قادة مغاربيين، خاصة بعد وفاة الرئيس التونسي السبسي واستمرار الأزمة السياسية في الجزائر، وإلغاء المغرب احتفالات عيد العرش. وقد كان الرئيس الإيفواري الحسن واتارا، ضيف هذه الاحتفالات، ولم يكن محض صدفة أن يكون نيكولا ساركوزي إلى جانبه، فهو الذي دعَّمه في الوصول إلى السلطة، كما أن واتارا اختار مدينة نويي سو سين، وعمدتها نيكولا ساركوزي، لإعلان زواجه من دومينيك نوفيان، من أصول جزائرية.
تجدر الإشارة إلى أن الرئيس إيمانويل ماكرون سينتهي من عطلته السنوية، الأسبوع القادم، وسيكون موعده السياسي حافلا، وسيدشنه باستقبال الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، يوم 19 أغسطس/آب، قبل أن يستقبل نظراءه من مجموعة السبع، في مدينة بياريتز الفرنسية، ما بين 24 و26 أغسطس/آب.