ماركسيون وأناركيون في تفاسير "الربيع العربي"

07 اغسطس 2015
نضال الخيري / الأردن
+ الخط -

في الثامن من آب أغسطس تجتمع الماركسية والأناركية على طاولة واحدة، الكاتب والمحلل الماركسي سلامة كيلة سيحاور المحلل الأناركي محمد بامية في فضاء "جدل" في العاصمة الأردنية عمّان. سيضع كل منهما تصوراته عن الأحداث التي اجتاحت البلاد العربية منذ العام 2011، من انتفاضات وثورات أطلق عليها "الربيع العربي"، التسمية المتنازع عليها.

يبدو أنه وبالرغم من مآلات الأعوام القليلة الفائتة، ومجرياتها في العالم العربي، نظل نعتقد أن هناك أيدولوجيتيين راديكاليتيين فقط؛ الأناركية والماركسية ونتوجهما بوصفهما الوريث الشرعي للفكر الثوري.

وإذا كنا لا نستطيع الحديث عن راديكالية نسوية تقرأ الواقع العربي، فهي غير موجودة أساساً لدينا، فكيف يفسر القائمون على محاولات قراءة مصائر وإحداثيات "الربيع العربي" في غياب محلل من طرف الإسلام السياسي" وهو أحد اللاعبين الأساسيين في الأحداث.

الأناركية والماركسية قد تكونا منظومتي الأفكار الوحيدتين اللتين بحثتا في تغير اجتماعي شامل، من إلغاء للدولة والرأسمالية وكل أشكال الاضطهاد.

الفوضوية تريد الثورة الآن وهنا، وتبحث عن مغامرة اللادولة، ولكن تفكيك الدولة والقيام بالثورة ليس نهاية المطاف بالنسبة للفوضويين الذين يعتقدون بضرورة وجود اتحاد من التجمعات العمالية للدفاع العام ومواجهة الثورة المضادة. والماركسية لا تريد حالة اللادولة ولا ترحب كثيراً بهكذا مغامرة، وفي حين يوجد أناركيون ليسوا مغامرين يوجد ماركسيون مغامرين.

أياً كان حال كيلة أو بامية، مغامرين كانا أم لا، السؤال هو هل كانت البلدان العربية تعيش حالة ما قبل الثورة؟ وهل قرأتما قدومها قبلاً؟ ثم هل قرأ من قرأ وقوف "التطرفيين" وقوى الثورة المضادة بانتظار سقوط الثورة في حجرهم مثل تفاحة. الفوضيون ينخرطون في حركات جماهيرية أهدافها إصلاحات قصيرة المدى، قد تصير في ما بعد ثورة اشتراكية أناركية. لكن طموح الماركسية كان دائما أهدافاً بعيدة المدى، فأين كانت القراءات البعيدة المدى؟

الحقيقة، أن الأناركية والماركسية قد هُزمتا هزيمة مبينة، الماركسية بشكل عملي والأناركية بشكل نظري، وإن كانت الأولى أصلاً ليست ديمقراطية والثانية هي الديمقراطية المتطرفة، فربما تحتاج الأيديولجيتان إلى إنتاج قراءة مشتركة ثالثة، لم لا؟

وإن كان ليس لهؤلاء ولا هؤلاء من نصيب في ما أتى به "الربيع" وما أخذ، فلا عزاء سوى ارتداء نظارات اللاعدالة الاقتصادية والاجتماعية من جديد، فما أحوجنا إلى الفهم.

المساهمون