ماذا يحدث للناجين من وباء "إيبولا" الفتاك؟

25 فبراير 2017
مكافحة الوباء وكبح العدوى (تويتر)
+ الخط -



بعد اجتياح وباء "إيبولا" عدداً من الدول الأفريقية خلّف آلاف الوفيات، ولكن هل من ناجين من هذا المرض الفتاك، وكيف يعيشون ما بعد إيبولا؟

أوضح موقع science et avenir الفرنسي، أمس الجمعة، أن تفشي وباء إيبولا بين عامي 2013 و2016 في عدد من الدول الأفريقية، منها ثلاث في غرب القارة هي غينيا وسيراليون وليبيريا، خلّف 11 ألف وفاة فيها. لكنه أشار إلى أن عدداً كبيراً من الناجين من هذا المرض جرى تتبع حالاتهم، لمعرفة واقعهم الصحي والاجتماعي بعد اقترابهم من الموت لشدة فتك الوباء الذي يسبب الحمى النزيفية.

ونقل الموقع العلمي عن قائد فريق البحث في جامعة مونبيلييه الفرنسية بالتعاون مع Inserm، إيريك دولابورت، قوله: "يسبب تفشي إيبولا عادة وفيات لا تتعدى المائة، لكنها المرة الأولى التي نتعامل خلالها مع واقع بهذا الحجم. وأجرينا دراسة على 3814 حالة إصابة مؤكدة بفيروس إيبولا في غينيا تحديداً، ومن بين هؤلاء 1270 ناجياً، في حين تابعنا منهم 802 حالة".

وأوضح دولابورت أنه "بعد عام على خروجهم من المستشفى، ثلاثة أرباع الناجين من الفيروس لا تزال لديهم مخاوف صحية. و40 في المائة منهم لا يزالون يعانون من الحمى والتعب، و38 في المائة منهم يشعرون بآلام في العضلات".

وتابع أن "خمس هؤلاء المرضى الذين تابعتهم الدراسة يعانون من آلام في البطن، ونسبة مماثلة تعاني من ضعف البصر تصل لدى بعض الحالات إلى العمى"، لافتاً إلى أن "17 في المائة من الناجين يعانون من الاكتئاب، وربعهم يشهد تمييزاً وهم مجبرون على تحمل وصمهم بالعار".

ضحايا إيبولا بالآلاف والقلق من العدوى يستمر (تويتر) 



وبيّن الباحث دولابورت أن تتبع الحالات ساعد على تمييز الأعراض بين الكبار والصغار، وكيف أن الآلام في الهيكل العظمي ومشاكل الرؤية تتضاءل على المدى الطويل، ولكن تبقى الأعراض العامة مستمرة".

ورأى أن الأعراض التي تنخفض حدتها مع مرور الوقت ومنها تلك التي تصيب العين يمكنها أن تتكرر، ما يعني أن الفيروس لا يزال قابعا في بعض أجزاء الجسم.

وأبدى القلق من عودة تفشي "إيبولا" أمرا محتملاً لأن نسبة خمسة في المائة من الناجين الذكور يحملون الفيروس في السائل المنوي، ما يعني إمكانية نقل العدوى عبر الاتصال الجنسي.



وأكد أن استمرار متابعة هؤلاء الناجين تسمح بفهم أكبر للمرض، مشيراً إلى أن تمويل الدراسة مستمر حتى عام 2018، ما يوفر من خلال استمرار الرصد فهما أفضل لما يسمى "متلازمة ما بعد إيبولا".


(العربي الجديد)

المساهمون