"ما حدث هناك كان شيئاً فظيعاً"، ذلك كان رد الفنان المصري الكبير جميل راتب على سؤال حول فض اعتصامي رافضي الانقلاب العسكري في ميداني رابعة العدوية والنهضة.
وكان الفنان جميل راتب، الذي رحل عن عالمنا صباح الأربعاء التاسع عشر من سبتمبر/ أيلول 2018، حاسماً وقاطعاً في رفضه استخدام القوة ضد المتظاهرين العزل، الذين اعتصموا في "رابعة العدوية" و"النهضة"، رفضاً للانقلاب الذي قاده وزير الدفاع آنذاك الفريق أول عبد الفتاح السيسي، ضد أول رئيس مدني منتخب في تاريخ مصر، الرئيس المعزول محمد مرسي.
ويعدّ جميل راتب أحد الفنانين القلائل الذين رفضوا الانصياع للسلطة والتزلف لها على مر العصور، وكان دائماً صاحب موقف سياسي معارض للسلطة، وذلك ما اتضح خلال حواره مع المذيع عمرو الليثي في أغسطس/ آب من عام 2014، بعد نحو عام من انقلاب الثلاثين من يونيو/ حزيران 2013.
ودعا جميل راتب خلال حواره مع الليثي على قناة "الحياة" "الشعب إلى تحقيق مطالبه في الثورة"، وقال "أعلم أنه سيحققها ولكن ذلك يستغرق وقتاً.. مش مهم بس لازم يكملوا.. لازم يستمروا ويستحملوا".
وعندما سأله الليثي "تفتكر هناخد وقت قد إيه؟".. رد راتب "مانعرفش.. لما بنبص على الثورة الفرنسية كان في تراجع وخدت وقت كتير، لكن في فرق كبير لأن ثورة مصر كانت أول ثورة من نوعها في التاريخ.. الثورة الفرنسية اللي عملوها المفكرون وسندوها الشعب، لكن هنا الشعب اللي عمل الثورة والمفكرون هم اللي ساندوها، وده محصلش، وحصل في سلام".
عمرو الليثي سأل الفنان جميل راتب عن المعتقلين بموجب قانون التظاهر، فرد الأخير قائلاً "طبعاً أنا مع حرية التظاهر، على أساس أن ما يبقاش فيه عنف وتخريب، لكن التظاهر لازم يكون موجود، يعني كل واحد حر".
وعندما سأله الليثي "هل أنت من المنادين بالإفراج عن الطلاب المحبوسين لأنهم تظاهروا في الجامعات المصرية لكن كانت تظاهراتهم سلمية". رد راتب "التظاهر لازم يكون موجود لكن مش بالعنف، وده اللي خلى واحد زي الدكتور محمد البرادعي يستقيل.. كان صح هو ساب العمل معهم، لأنه شاف أن في قوة ضد المتظاهرين".
وعندما أشار الليثي إلى ما حدث في فض "رابعة العدوية" قاطعه جميل راتب قائلاً "لا رابعة العدوية ده مانتكلمش عنها، لأن اللي حصل هناك كان حاجة فظيعة، وكان رأي البرادعي أن لو في إضراب ما استخدمش ضده القوة، لكن هم ما احترموش كلامه فاستقال". وسأل الليثي "لكن أنت تحترم الدكتور البرادعي" فرد راتب "طبعاً هو إنسان.. وأعتقد أن هو خلاص ما دام ساب مش هيرجع تاني".
وتفاعل مغرّدون على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة مع خبر رحيل جميل راتب، وعبّر كثيرون عن حزنهم واحترامهم للفنان الكبير الراحل، وكتبت الصحافية هدى السيد على صفحتها في "فيسبوك" تقول "جميل راتب عاش محترم ومات محترم، وشيّع جثمانه المصريون البسطاء من جامع الأزهر، حسب وصيته لا صوان ولا مولد في عمر مكرم، حتى لم يحضر فنانون كثير الصلاة عليه الله يرحمه ابن أصول".
أما صفحة "نحو وصرف" على "فيسبوك" فنشرت تنعى جميل راتب قائلة:
"الجَميلُ هو صَاحِبُ الجَمَال.
والرَّاتِبُ هو الثَّابتُ.
والجَمِيلُ الرَّاتِبُ هو الثَّابِتُ على جَمالِه.
...
في وداع الجَمِيل، جَمِيل رَاتِب".