ماذا قال الإعلام المصري عن الأزمة الخليجية وتيران وصنافير

18 يونيو 2017
من اعتصام نقابة الصحافيين حول تيران وصنافير (العربي الجديد)
+ الخط -

أصدرت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان، اليوم الأحد، أولى نشراتها التي تتناول بالنقد والتحليل مضمون برامج "التوك شو" الإعلامية التي تتناول الشأن المصري، وأداء الإعلاميين الذين يقدمونها، ومدى التزامها بالمهنية ودقة المعلومات والأخبار التي تقدمها، والموضوعية والتزام الرأي والرأي الآخر، وكذلك مدى التعبير عن هموم المشاهدين.

وتناولت النشرة الأولى، والتي تعد نموذجًا تجريبيًا، برامج التوك شو في الفترة من بداية شهر يونيو/ حزيران 2017 وحتى يوم 14 من نفس الشهر، والتي دار أغلبها حول قضية التنازل عن جزيرتي تيران وصنافير، وعمارة الإسكندرية المائلة، وكذلك الحصار الذي فرضته دول السعودية والإمارات والبحرين ومصر وشرق ليبيا على دولة قطر.

وفي البيان المصاحب للنشرة، قالت الشبكة "هذا ما لدينا وهذا هو إعلامنا، رضينا أم أبينا، وهذا ما نحن بصدد وضعه تحت الميكرسكوب، علّنا نخرج، ونحن نشاهد، بصورة مغايرة عما تصورناه، فنحن لا نحمل أثناء مشاهدتنا أي حكم مسبق.. علنا نجد كلمة حق تخرج من أحدهم أو انحيازاً محترماً من إحداهن أو أدائاً مهنياً نشيد به".

المقاطعة المصرية الخليجية لقطر
برنامج الإعلامي محمد الغيطي، قالت عنه النشرة: "شن حملة ضد قطر ونظامها، وطالب بمحاكمة قطر أمام المحكمة الجنائية الدولية"، وتابعت "أجرى خلال الحلقة مداخلة مع المستشارة تهاني الجبالي وسألها عن قانونية هذه المسألة، وأكدت أنه لا بد من أن تكون هناك إدارة سياسية لاتخاذ إجراءات حقيقية ومباشرة تجاه مجرمي الحرب اللي بيرتكبوا جرائم ضد الإنسانية. لدينا في مصر خبراء في إعداد هذه القضايا".

"المستشارة والإعلامي يبحثان عن حق لا نعرف قضيته، ويطالبان بمحاكمة قطر ونظامها أمام المحكمة الجنائية الدولية، ثم يبدأ الاثنان وصلة سب وقذف صريحة لجمعيات حقوق الإنسان في مصر وجميع الحاضرين لما أطلقوا عليه "مؤتمر روما"، فقال الغيطي وهو يصرخ: بتوع مؤتمر روما.. بتوع حقوق الإنسان المتشدقين.. إنتوا فين من هذا؟ إنتوا ليكو اتصالات وبتروحوا تحضروا مؤتمرات وكل شوية هيومان رايتس ووتش تتكلم عن حقوق الإنسان في مصر وتشوّه مصر وهما على صلة بيها وبيمدوها بمعلومات مضللة.. طب إنتوا فين"، بحسب ما أوردته النشرة.

ولفتت النشرة إلى أنّ "الغريب، أنه لا يوجد ما يسمى مؤتمر روما أصلا! ولكن المقصود من الحديث هنا، ورشة عمل حول آفاق تطور الشراكة اﻷوروبية المتوسطية، وتأثير ذلك على تطور حالة حقوق الإنسان في مصر، بما فيها الحقوق المدنية والسياسية والحقوق اﻻقتصادية واﻻجتماعية الثقافية، وأوضاع المجتمع المدني ودوره في التنمية الاقتصادية واﻻجتماعية للشبكة اﻷوروبية المتوسطية للحقوق، والذي عُقد في روما يومي 20-21 مايو/ أيار 2017 بحضور بعض الحقوقيين المصريين.. والغريب أيضا أن المستشارة تهاني الجبالي ردت على سؤال الغيطي قائلة بتعقل الجهلاء: "هل إحنا حنطلب من عملاء أن يقدموا للوطن خدمة"، ليجيبها الغيطي قائلاً بسعادة "أحييكي على الإجابة دي.. ده أحلى تعليق".

وفي يوم الإثنين 5 يونيو/ حزيران، أشارت النشرة إلى "حالة التشفّي والكيد سيطرت على الإعلام المصري صبيحة هذا اليوم، يوم إعلان أربع دول خليجية هي السعودية والبحرين والإمارات واليمن إضافة إلى مصر وحكومة شرق ليبيا قطع علاقاتها الدبلوماسية مع قطر بسبب "تدخلها في الشؤون الداخلية ودعم الإرهاب".

وقالت "يكفي أن أخبركم أن الإعلامي أحمد موسى قد قطع إجازته الرمضانية ليطل على شاشة (صدى البلد) في حلقة استثنائية في الثانية عشرة ظهراً، ثم حلقة أخرى في التاسعة مساء من برنامجه (على مسؤوليتي) ليقول أي كلام.. فقط أي كلام، خلال 6 ساعات، بادئاً لغوه بالتالي: الرئيس السيسي قال مرة.. الولاد لما كانوا بيضربوني زمان في المدرسة، قلت لهم لما أكبر حاضربكم.. ومصر الآن كبرت"، ولفتت النشرة إلى أن ما قاله إن "الرئيس كبر وبيضرب اللي ضربوه وهو طفل صغير".



"فيما افتتحت الإعلامية لميس مساحتها المخصصة في برنامج ما وراء الحدث على قناة سي بي سي إكسترا، بأن هناك زلزالاً خليجياً يهز قطر، وأطلقت على تميم لقب الأمير الصغير، وبسعادة لا متناهية أكدت أنه/ لأول مرة يتخذ قرار عربي لحصار بشر، حصار اقتصادي ولتحركات البشر"، بحسب النشرة.

وأشارت النشرة إلى "اتصال أجرته الحديدي مع رجل الأعمال نجيب ساويرس الذي يمتلك استثمارات في مناطق نزاعات عدة في العالم يُقتل فيها البشر"، قال فيه: "يا ريت القطريين ياخدوا استثماراتهم من هنا ويحلوا عننا.. يعني أنا شخصيا ماباتعاملش مع أي حاجة فيها اسمهم.. يعني الواحد يتعامل مع ناس بتعدي حدودنا وتقتل ولادنا.. فالراجل يفوق بقى هو وكمان ماكانوش القرشين دول اللي عندهم يعني"، داعياً إلى إخراج قطر واستثمارتها والمتعاملين معها جميعاً من مصر، بحسب النشرة.

"وفي ما يخص لاعب الكرة أبو تريكة، لم يتركه الجميع في حاله في هذا اليوم، فقد دعاه أحمد موسى للاستقالة من قناة "بي إن سبورت" القطرية، ليعود إلى مصر حتى لو وضعته مصر على قائمة الإرهاب! فيما دعته لميس الحديدي أيضا للعودة على أن يوفّق المحامي الخاص به أوضاعه ليعود ويعمل في مصر، بينما قال مرتضى منصور في اتصال هاتفي مع أحمد موسى إن "أبو تريكة أعظم لاعب في التاريخ وأسوأ شخصية في العالم لأنه خائن وعميل"، بحسب النشرة.

وأضافت النشرة "افتتح عمرو أديب حلقته بتأليب للشعب القطري على نظامه قائلا: أنا لو مواطن قطري النهاردة حابقى متضايق جدا.. إنك تشوف السوبر ماركت في الدوحة لوحة كده.. أبدا.. مفيش عيش مفيش لبن مفيش سكر"، ونوهت إلى أن "نفس هذا الإعلامي السعيد الآن بالحصار الخليجي الذي فُرض على قطر، هو الذي قال في حلقة برنامجه 12 يونيو إن الأسواق القطرية لا تعاني من أي حصار وإنها ممتلئة على آخرها بالمنتجات التركية والإسرائيلية التي تمتلئ بهما الأسواق المصرية أيضا - بالمناسبة وحتى دون حصار! - فقال: يطيب لي إني أطمئنكم على قطر، لأن القطريين زودوها أوي في المظلومية".. هذا من حلقة ستعرض أماماكم بعد أسبوع من الآن".

أما عما وصفته النشرة بـ"سياسة الردح"، والتي امتدت على مدار تناول قضية مقاطعة قطر، فأوجزت أبرز ما جاء في الخطاب الإعلامي المصري منذ الخامس من يونيو/حزيران الماضي "عمرو أديب: اللي ييجي على مصر عمره ما يكسب"، و"معتز عبد الفتاح في مداخلة مع عمرو أديب: هما لا شيء.. هما نوفو ريش"، و"أماني الخياط: المصريين مش لازم ينسو إن الرئيس قال لما أكبر حاضربكم".

وقالت النشرة "الغريب هنا أيضا أن الإعلامي يوسف الحسيني ظهر استثنائيا في حلقة مدتها ساعتين في هذا اليوم بدلا من ساعة وهي مدة برنامجه الأصلية، متفاخرا بهذا الاستثناء، رغم أنه - أو القائمون على برنامجه - لم يقم بهذا الاستثناء في حلقات تناقش ما هو أهم - أعني مناقشات اتفاقية تيران وصنافير فيما بعد- مثلا".

وأكدت النشرة "لم تخل حلقات تغطية الإعلام المصري للأزمة الخليجية القطرية من شماتة، ثم حسد على ناتج الدخل القومي القطري ودخل المواطن القطري، ثم تحفيز لـ300 ألف مواطن مصري يعملون في قطر على العودة، مساندة لموقف بلدهم غير المعروف وغير واضح المعالم في ظل حديث عن أن أزمة خليجية قطرية في الأساس".

وأضافت "طبعا لم يخل الأمر من تسخين وتحريض، كما تفعل القنوات القطرية بالمناسبة، باستدعاء للمعارضة القطرية منى السليطي المقيمة في القاهرة، والتي أجرت مداخلات مع أحمد موسى (كتبوا على شاشة صدى البلد اسمها خطأ منى سليم) ولميس الحديدي، قالت في الأولى إنها لا تستبعد التدخل العسكري لحل الأزمة القطرية، وقالت في الثانية إنها نثق ثقة تامة بتغيير الأمور وحلها بعد يوم 12 من هذا الشهر، وإذا لم يحدث التغيير فإن المعارضة القطرية مستعدة استعدادا تاما للتدخل بعد يوم 12 يونيو".



"الأعقل على الإطلاق -دون سخرية- في تناول الأزمة الخليجية القطرية، كان الإعلامي وائل الإبراشي، والذي كان يستعرض تفاصيلها بسرد أخبار من وكالات الأنباء، بينما كان ينتقد على مدار ثلاث حلقات من برنامجه إزالة وزارة الأوقاف لافتات 24 مسجدا في البحيرة و66 مسجدا في كفر الشيخ تم التبرع ببنائها من أشخاص قطريين، قائلا: "المساجد لله.. وإحنا ماعندناش مشكلة مع الشعب القطري وماينفعش أبخس الناس حقها"، بحسب النشرة.

تيران وصنافير
عن أداء أماني الخياط، ذكرت النشرة "كانت عند حسن الظن، ودافعت عن موقف الرئيس والسلطة بالأي كلام، كعادتها، فقالت، فُض فوها، وطرحت تساؤلات يبدو أنها مقتنعة بجديتها: السؤال الخطأ هو: هل الجزر دي مصرية أم سعودية؟ عارفين ليه السؤال ده غلط؟ لأنه بيرمينا في حتة تانية خالص.. هل إحنا عندنا الثقة في قيادة هذه الدولة ولا لأ؟ هل اختبرناها طوال ثلاث سنوات ولا لأ".

"لكن الأذكى وأشطر"، بحسب النشرة، كان عمرو أديب، الذي بدا "متعقلا، ويرغب أخيرا في استخدام الأسلوب العلمي في قضية الجزيرتين خلال برنامجه. الرجل الذي لا يكفّ عن الصياح والانفعال على جمهوره بسبب وبدون، يدعو جمهوره للهدوء والتروّي وإعمال المنهج العلمي و(الرسمي!) والتاريخي في موقفنا من الجزيرتين. ولأن العلم لا بد أن يأخذ مجراه، فقد قال "إن العالم فاروق الباز قال رأيه الجيولوجي.. نستمع إليه إذن"، ثم أردف قائلا: أرجوكم يا جماعة هذه المسألة ليست حناجر عالية، ومحدش يتم إرهابه، ومحدش خاين في البلد دي.. ده بقى إرهاب.. أنا أبص في الورق واقول رأيي".

وقالت النشرة إن "الغريب حقاً هو أن الإعلامي يوسف الحسيني في برنامجه بالتالي: أبرز وأهم حدث سياسي النهاردة هو أن لونا إلهة القمر منورة في سماء النصف الشمالي من الكرة الأرضية.. ده موضوع جميل يتعلق بالجمال الذي نفتقده"، وبعدها تحدث عن أزمة قطر، ثم عن المجاعات في اليمن وأجرى لقاء مع عبير عطيفة المنسق الإعلامي لبرنامج الأغذية العالمي! ثم لم يتحدث إطلاقاً عن تيران وصنافير التي ستناقش صباح اليوم التالي في البرلمان باعتبارها أهم قضية مطروحة على الساحة المصرية".

وأضافت النشرة "كذلك فعل الإعلامي محمد الغيطي، والذي بدأ حلقته بزيارة الرئيس السيسي لألمانيا صبيحة اليوم التالي، ثم أزمة قطر. أما النائب د. سعيد حساسين، فكان، وياللعجب، الأفضل في تغطية هذا اليوم، باستعراضه الآراء المتنوعة لنواب البرلمان، فأجرى اتصالات للمؤيدين والمعارضين وأعطاهم مساحة كافية للتعبير عن رأيهم.. صلاح حسب الله مقابل طلعت خليل".

وأكدت النشرة أن "أماني الخياط بدأت برنامجها بالهجوم على نواب البرلمان الرافضين لاتفاقية تيران وصنافير، إذ بدأت هجومها بالنائبة نادية هنري التي ارتدت وشاحاً عليه تيران وصنافير وكان هجومها غريب الشكل، فقالت: النائبة نادية هنري اللي كانت في برلمان الإخوان في الكتلة اللي رفضت الإعلان الدستوري بتاع مرسي ولبست الوشاح.. دي ناس بتتحرك ليس بكونها شخصيات دولة، ولكن بصفتهم نشطاء. ثم هاجمت أماني الخياط أعضاء 25 - 30 وقالت: دول بيستقووا بقرار محكمة مجلس الدولة، وده بالأساس قرار طعن بعدم دستوريته، أو بإحداث نوع من الهرج للتعطيل".