مات الشقّ

25 يونيو 2015
سكت الشقّ عن الهمس (Getty)
+ الخط -
صباح حار.. جسد منهك.. عرق ينحدر من أعلى الجبين.. أنفاس متقطعة.. رشفة مياه.. أذان الظهر.
مسجد أنظر إليه، أرفع كفي باتجاه الشمس محاولةً السيطرة على أشعتها المتهورة، أرفع عيني متفحصة الباب العملاق بأصغر تفاصيله.

أسير على البلاط المهيب البارد في الصحن، أدور بنظرة سريعة لكل المسجد كأني أملكه. 
إقامة الصلاة! أهرول للحاق بالإمام.
مغفلة قد أنساني البهاء الوقت.. أبدأ محاولة الخشوع.. ما تلك الرائحة الجميلة؟ أشعر أني أعرفها.
انتبهي لصلاتك.
أحاول لملمة خشوعي من جديد!
بانتهاء الصلاة أقرر الاستراحة قليلا، فأسند ظهري بجانب شق صغير في العمود.. الشق يهمس بأذني بتاريخ مضى..

مشهد 1 صوت السيوف، صهيل الأحصنة، حوافرها تلامس الأرض بخفة، صوت جهوري ينادي الله أكبر.

مشهد 2 صوت لحلقة علم، خطبة تلقى في استنهاض الهمم، شاعران يتنافسان في سوق، والناس تستمع بإمعان.

مشهد 3 أصوات رجال في نقاش مهم على أمر مصيري "لكني أظن يا أمير المؤمنين أنه من الأفضل..".

مشهد 4 صوت خوذة حديدية ترتطم بالأرض، أحدهم يقول:
"بالأمس كانوا ملوكا في منازلهم
واليوم هم في بلاد الكفر عبدان
فلو تراهم حياري لا دليل لهم
عليهم من ثياب الذل ألوان"

سكت الشق عن الهمس، أذهب عنه وأعود لعله يكمل لي ما كان
سكت الشق عندما..
عندما..
أصبح شقا..
مات الشق عند ولادته

*مصر 16 سنة
المساهمون