مؤشرات نهاية حرب اليمن.. الحوثيون في الرياض

03 ابريل 2016
مؤشرات عديدة عن اقتراب انتهاء حرب اليمن (Getty)
+ الخط -
تتوالى خطوات الحل السياسي وجهود وقف الحرب والمعارك المستمرة في اليمن لأكثر من عام، إذ أعلن ولي ولي العهد السعودي، وزير الدفاع، الأمير محمد بن سلمان، أن هناك تقدماً مهماً نحو إنهاء الحرب، وأن وفداً من جماعة أنصار الله (الحوثيين) يتواجد في عاصمة بلاده الرياض، في أول تأكيد رسمي رفيع من قيادة التحالف، قبل أسبوع من الموعد المحدد لوقف إطلاق النار. 

وأوضح وزير الدفاع السعودي في تصريحات نقلتها شبكة "بلومبرغ" الإخبارية اليوم، أن "هناك تقدماً ملموسا في المفاوضات اليمنية، ونملك اتصالاً جيداً مع الحوثيين، وهناك وفد منهم في الرياض حالياً"، وأضاف "نحن ندفع باتجاه استغلال هذه الفرصة على الأرض، وإذا انتكست الأوضاع، فنحن جاهزون".

ويعد هذا التصريح أول تأكيد على مستوى رفيع، من قبل محمد بن سلمان الذي تقود بلاده التحالف العربي، بوجود مفاوضات مباشرة بين الرياض والحوثيين، من خلال الوفد المتواجد هناك، والذي كان قد توجه وفقاً لمصادر قيادية حوثية لـ"العربي الجديد" في السابع من مارس/ آذار الماضي.

وسبق أن أكدت قيادة التحالف العربي في بيان في الثامن من الشهر الماضي وجود وساطات قبلية واجتماعية سعت لإقرار تهدئة في المناطق الحدودية بين اليمن والسعودية، لكنها لم تؤكد بصورة مباشرة توجه وفد من الحوثيين إلى الرياض.

وصمدت التهدئة الحدودية التي جرى إقرارها مطلع الشهر المنصرم بتفاوض مباشر بين الحوثيين الذين يسيطرون على محافظة صعدة الحدودية من جهة اليمن، وبين الجانب السعودي، على الرغم من خروق وقعت آخرها فجر الجمعة الماضي، إذ أكدت مصادر من الحوثيين لـ"العربي الجديد" أن لجاناً حدودية تمكنت من احتواء مواجهات اندلعت في إحدى النقاط الحدودية بين قوات سعودية وأخرى من الحوثيين وحلفائهم.

وفي الوقت الذي لم يكشف فيه رسمياً عن أسماء أعضاء الوفد الحوثي في السعودية، تفيد مصادر قريبة من الجانبين بأن الوفد يترأسه المتحدث باسم الجماعة، ورئيس وفدها المفاوض، محمد عبد السلام، ونجحت الجهود خلال الفترة الماضية بعمليتي تبادل الأسرى، الأولى مكنت من تبادل جندي سعودي وعشرة من الحوثيين، والثانية تسعة سعوديين و109 من مسلحي الجماعة وحلفائها.



وتعتبر التفاهمات السعودية الحوثية، وفقاً لمحللين وسياسيين يمنيين، أبرز اختراق حققته الجهود السياسية نحو وقف الحرب والحملة الجوية التي تقودها السعودية منذ 26 مارس/آذار العام المنصرم، ضد الحوثيين وحلفائهم من القوات الموالية للرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، ويعتبر استمرار هذا التفاهم من عدمه أحد أبرز العوامل التي ستحدد مصير المرحلة المقبلة. 


وشهد شهر مارس/آذار الماضي تراجعاً نسبياً لوتيرة المعارك والغارات الجوية في العديد من المحافظات اليمنية باستثناء تعز، مع توقف شبه كلي للقتال والغارات في المناطق الحدودية مع السعودية، والتي كانت جبهة مشتعلة منذ بدء الحرب العام الماضي.

وتأتي هذه التطورات، قبل أسبوع من الموعد المقرر لبدء وقف شامل لإطلاق النار في العاشر من الشهر الجاري، وفقاً للمبعوث الدولي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، وذلك تمهيداً لانطلاق محادثات السلام المقرر أن تبدأ في الكويت 18 أبريل/ نيسان في الكويت.

وكان المتحدث باسم الحوثيين، محمد عبدالسلام، أعلن أمس في تصريحات صحافية أن جماعته تقبل بالحوار "بلا شروط مسبقة أو بمحددات متفق عليها وبعد تثبيت وقف إطلاق النار في الموعد المتفق عليه 10 أبريل/نيسان الجاري. وأضاف أن "الحوار في ظل اشتعال الحرب ليس سوى إسهام في إشعالها وتأجيجها". تأكيداً على موقف الجماعة الذي يشترط وقفاً شاملاً لإطلاق النار قبل انطلاق أي مفاوضات.