حذر رئيس "المؤسسة الوطنية للنفط" في ليبيا، مصطفى صنع الله، من أن تجدّد القتال في البلاد "قد يقضي" على إنتاج البلاد من الخام، وفقاً لمقابلة أجراها صنع الله مع صحيفة "فايننشال تايمز"، فيما اتجهت أسعار الخام نحو الصعود.
ونبّه صنع الله إلى أن صناعة الطاقة في ليبيا أصبحت الآن تواجه أخطر تهديد منذ عام 2011، بعد اندلاع القتال فيها مجدداً.
وقال صنع الله للصحيفة: "أخشى أن الوضع قد يكون أسوأ بكثير من عام 2011 بسبب حجم القوات المشاركة الآن"، متحدثاً إلى "فايننشال تايمز" عبر الهاتف من مكتبه في طرابلس، على بعد بضعة كيلومترات من ساحات القتال.
واعتبر أنه "ما لم تُحَل المشكلة سريعاً، أخشى من أن يؤثر ذلك في عملياتنا، بحيث لن نتمكن قريباً من إنتاج النفط أو الغاز"، مشيراً إلى أن فقدان الإمدادات الليبية من شأنه أن يدفع سعر النفط إلى الصعود في الأسواق العالمية.
تداعيات تصاعد القتال في ليبيا، والتي حذر منها صنع الله في المقابلة، لم تنعكس فقط على إنتاجها، فقد ارتفعت أسعار النفط اليوم الجمعة، مدعومة من تخفيضات الإمدادات الجارية التي تقودها "منظمة الدول المصدّرة للبترول" (أوبك) والعقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة على صادرات النفط من إيران وفنزويلا والعمليات العسكرية الحاصلة في ليبيا.
Twitter Post
|
وبحلول الساعة 5:41 بتوقيت غرينتش، بلغ سعر برميل العقود الآجلة لخام القياس العالمي برنت 71.07 دولاراً، مرتفعاً 0.3% مقارنة مع سعر الإغلاق السابق. كما بلغت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 63.84 دولاراً، مرتفعة 0.4% بالمقارنة مع سعر التسوية السابقة، وفقاً لأرقام رويترز.
وقال "آر.بي.سي كابيتال ماركتس" في مذكرة: "نتوقع أن تبلغ أسعار خام برنت وخام غرب تكساس الوسيط الأميركي في المتوسط 75 دولاراً و67 دولاراً على الترتيب على مدى الفترة المتبقية من العام الجاري، لكن المخاطر تميل أكثر إلى الجانب الصعودي".
وأضاف البنك الكندي أن "موجات الارتفاع التي تغذيها العوامل الجيوسياسية قد تدفع الأسعار صوب مستوى 80 دولاراً أو حتى لتجاوز ذلك المستوى لفترات متقطعة هذا الصيف".
وصعدت أسواق النفط أكثر من الثلث هذا العام بفضل تخفيضات الإمدادات التي تقودها منظمة "أوبك" والعقوبات الأميركية على إيران وفنزويلا المصدّرتين للخام وتصاعد القتال في ليبيا.